تحوّل فندق «فينيسيا - انتركونتيننتال» في بيروت ابتداء من امس وحتى الاثنين المقبل ، الى قلعة أمنية محصنة لحماية اكثر من خمسين شخصية عربية وأجنبية يتوالى حضورها الى لبنان بناء على دعوة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (اسكوا) للمشاركة في الاجتماع الذي تنظمه غداً الاحد، بعيداً من الإعلام (باستثناء جلسة الافتتاح) تحت عنوان «الاصلاح والانتقال نحو الديموقراطية». ويفتتح الاجتماع الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي والأمينة العامة للمنظمة ريما خلف، ومن بين المدعوين: رؤساء سابقون ووزراء خارجية ونواب ومرشحون الى مناصب رئاسية وناشطون في حركات إصلاح عربية الى جانب صحافية حائزة جائزة نوبل. وفي تعريف للاجتماع، ذكرت «اسكوا» في بيان، «ان المواطنين في الدول التي نجحت فيها الانتفاضات الشعبية في الاطاحة بحكام متسلطين، يكتشفون ان هذه هي الخطوة الاولى وأن الطريق الى الديموقراطية طويل ومليء بالصعوبات، ومن بين التحديات التي تواجهها معظم الديموقراطيات الناشئة تفشي الفساد والصراع على السلطة الذي يقود الى درجات مختلفة من الفتنة، وتحقيق العدالة الانتقالية وتعزيز الإشراف المدني على القوات المسلحة ودمج الفئات المهمشة في المجتمع، وإنجاز الاصلاح في المؤسسات وحماية حرية الاعلام». ومن المحاور التي سيبحثها المجتمعون «تجنب الاضطرابات الأهلية والانزلاق مجدداً نحو الاوتوقراطية»، ويتناول هذا المحور «الخيارات المتاحة لحماية اهداف الانتفاضات، اي إنشاء الدولة المدنية وكيفية دعم المجموعات التي تكونت تلقائياً وقادة الانتفاضات للانتقال من الشارع الى العمل السياسي النظامي». ويشكل المؤتمر «فرصة لتبادل الآراء والخبرات حول هذه القضايا وغيرها التي تهدف الى إبراز افضل السبل للوصول الى تحقيق «الدولة المدنية». وقالت المستشارة الاقليمية للأمم المتحدة مهى يحيى التي تتولى الإعداد للمؤتمر لوكالة «فرانس برس»، ان الاجتماع يهدف الى وضع «خبرات عاشتها دول شهدت حروباً اهلية وحكاماً متسلطين وحققت انتقالاً ناجحاً الى الديموقراطية، في تصرف الديموقراطيات العربية الناشئة». ويتحدث وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عن «معالجة تحديات المرحلة الانتقالية»، فيما تعرض رئيسة تشيلي السابقة ميشال باشليه تجربتها «في الحكم الديموقراطي بعد 17 سنة من التسلط في ظل الحكم العسكري لبينوشيه»، ويقدم الرئيس السابق لموريتانيا علي ولد محمد فال الذي قاد انقلاباً عسكرياً أطاح بمعاوية ولد سيدي احمد الطايع لكنه وعد بتسليم السلطة من خلال انتخابات ديموقراطية خلال سنة ونفذ وعده، مداخلة عن تجربته، كما يعرض رئيس سيراليون السابق احمد تيجان تجربته في الحكم «بعد الحرب الاهلية في بلاده ونجاحه في دمج المحاربين في الجيش والمجتمع». ويتحدث وزير خارجية تشيلي السابق خوان غبريال فالديس عن «السلطة العسكرية والسلطة المدنية». اما عضو مجلس الشعب المصري زياد بهاء الدين الذي وصل الى البرلمان في اول انتخابات بعد سقوط نظام الرئيس حسني مبارك، فسيتحدث عن «تحديات النمو الشامل» في المرحلة الانتقالية، ويعرض وزير خارجية بلغاريا نيكولاي ملادينوف تجربة بلاده في «ضبط الفساد والمافيات بعد الانتقال الى الديموقراطية». ومن المشاركين في المؤتمر ايضاً الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى والمرشح الى الرئاسة المصرية عبدالمنعم ابو الفتوح المنشق عن حركة «الإخوان المسلمين» الذي سيتحدث عن «الدين والدولة»، ووزير الشباب والرياضة في ليبيا بعد الثورة فتحي تربل الذي فاز اخيراً بجائزة «لودوفيك تراريو» العالمية (تعطى سنوياً في بروكسل لناشط في مجال الدفاع عن حقوق الانسان).