يقال من أجمل الجمال «نغمة الصوت الحسن»، ومن منطلقه يتجه الفؤاد صوب من رق له وخشع، من صوت الأئمة خلال صلاة القيام والتراويح في شهر رمضان الكريم. وعلى رغم توافر المساجد داخل الأحياء، ووجودها قرب المساكن، إلا أن بعض المصلين كما أوضحوا - خلال حديثهم إلى «الحياة» - يفضلون الصلاة في مساجد أخرى بغية الخشوع والخضوع المستمد من حسن صوت الإمام، متتبعين أصوات الأئمة داخل مدينتهم، فيما يفضل بعضهم البقاء والالتزام بالمسجد المجاور لهم، من دون تتبع لأصوات الأئمة. وأوضح محمد سالم أنه يفضل الصلاة في مسجد بعيد عن منطقته التي يقطن بها، مرجعاً السبب إلى حسن صوت الإمام الذي يتمكن من خلاله في الخشوع، إذ إن حسن الصوت في رأيه من الأمور المستحبة والمسببة لخشوع المصلي. ويوافقه الرأي فهد الحارثي، الذي أكد أن صوت الإمام يلعب دوراً مهماً في استحباب المصلي الصلاة في المسجد، أو نفوره منه، وهذا ما يحدث في مسجد حيه الذي يقطنه، ما دفعه للذهاب إلى مسجد آخر متجاوزاً مسجده لأداء صلاة التراويح. واستشهد سليمان العمري بقوله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لا يتغنى بالقرآن»، مستدلاً على وجوب الترتيل والتغني بالقرآن، بما له من وقع وأثر في قلوب السامعين والمصلين من خشوع وتأثر بآيات الله، وهي طبيعة بشرية - بحسب قوله - والتي ترغِّب في كل ما هو أفضل. وطالب خالد بخاري أن تتخيّر «الشؤون الإسلامية» لوظائف الإمامة من وهبوا نعمة حسن الصوت والقدرة على أسر قلوب المصلين بكلام الله، مضيفاً: «بعض الأئمة يشعر معه المصلي بخشوع لا يشعر به عند غيره، على رغم أن صوته ربما لا يعد من أجمل الأصوات، إلا أنه يملك قوة التأثير، والعكس يكون صحيحاً أحياناً، إذ إن البعض يملك الصوت الحسن، إلا أنه لا يملك قوة التأثير، وغالبية المصلين تبحث عن الخشوع». أما عبدالرحيم الفايز فيفضل البقاء في مسجد حيه على رغم أن الإمام لا يتمتع بحسن الصوت، على الذهاب إلى مسجد آخر وتتبع أصوات الأئمة، إذ يرى أنه من الأفضل الصلاة مع جماعة حية، لما تحقق من أواصر الترابط بين الجيران. من جهته، شدد أستاذ السياسة الشرعية ونظم الحكم في جامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور حسن سفر خلال حديثه إلى «الحياة» على ضرورة أداء صلاة الفرائض والتراويح في المساجد المجاورة، وعدم الانتقال إلى مساجد أخرى، وتتبع الأئمة في أصواتهم، موضحاً أن هذه الظاهرة حديثة، ولم تكن موجودة في عصر النبي عليه الصلاة والسلام، ولا في عهد الخلفاء الراشدين. وقال: «إن هناك مشقة على الناس عند الانتقال إلى المساجد الأخرى وترك المسجد المجاور، كما يؤدي إلى حدوث زحام في الشوارع والمواقف المحيطة بالمسجد بصورة لافتة للنظر، فيحدث تكدس للمصليين في مساجد، وخلو مساجد أخرى». ويرى أن المقصد من الصلاة ليس بالأصوات بل بالخشوع والذكر والاستماع إلى كلام الله عز وجل، والأصل أن يصلى في المساجد المجاورة للمنازل على وجهها الصحيح، مقترحاً أن تختار وزارة الشؤون الإسلامية أئمة مساجد الأحياء على أن يكون هناك تدوير لهم خلال شهر رمضان، حتى يأخذ كل واحد منهم حصة من اجتماع الناس إليه.