تنتشر خلال الأيام ظاهرة تتبع الأصوات الحسنة لأئمة المساجد في العاصمة الرياض. ولعل الظاهرة أضرت بمساجد بعض الأحياء الأخرى حيث خلت من المصلين في التراويح، بالإضافة إلى أن المتتبع لتلك المساجد التي يشتهر أئمتها بحسن الصوت ينزعج سكان أحيائها بالزحام الشديد حول المسجد مما يثقل حركة النقل عند مداخل ومخارج الحي. وفي العاصمة الرياض يشتهر عدد من الأئمة بحسن الصوت يأتي من بينهم القارئ ياسر الدوسري إمام وخطيب جامع الدخيل، بالإضافة إلى الشيخ صالح الهبدان إمام وخطيب جامع الراجحي، والقارئ عادل الكلباني إمام جامع المحيسني، والعديد من القراء والمشائخ أمثال ناصر القطامي ومحمد اللحيدان وماجد العبيد وخالد الجليل، إلا أن هذه الظاهرة باتت تنتشر بشكلٍ سريع حيث يبدأ الشخص يومه باكرا بالبحث عن إمام لإقامة صلاة التراويح خلفه، ويرجع ذلك للمزايا التي يحتويها المسجد من أهمها سهولة مداخل ومخارج الحي لضمان عدم حدوث مشاكل، بالإضافة إلى اختيار الموقع المناسب والاهتمام بنظافة المسجد، ويحرص كثير من المصلين من المناطق القريبة من الرياض للصلاة خلف تلك الأصوات الحسنة إلا أن هذا يعود غالبا بالضرر على الآخرين مثل التأخر في الحضور للصلاة وخطر الشوارع كما يتسبب حرص الكثير من متتبعي الأصوات الحسنة في ضياع الفريضة بسبب بعد المسافة خاصة وأن البعض يخرج من منزله متأخرا وبسبب الزحام الذي يملأ شوارع العاصمة ولكن الجميل في الأمر أن بعض تلك المساجد تشجعك بالصلاة بها بسبب التواجد الأمني لتنظيم حركة السير أو تعاقدها مع شركة أمنية مثل جامع الدخيل وإمامه ياسر الدوسري. وللشرع رأي في ذلك حيث سئل سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – يرحمه الله – عن حكم تتبع الأصوات الحسنة بهدف زيادة الخشوع في ذلك فأجاب ( الأظهر والله أعلم أنه لا حرج في ذلك إذا كان المقصود أن يستعين بذلك على الخشوع في صلاته، ويرتاح في صلاته ويطمئن قلبه، لأنه ما كل صوت يريح، فإذا كان قصده من الذهاب إلى صوت فلان أو فلان الرغبة في الخير وكمال الخشوع في صلاته فلا حرج في ذلك، بل قد يشكر على هذا ويؤجر على حسب نيته، والإنسان قد يخشع خلف إمام ولا يخشع خلف إمام بسبب الفرق بين القراءتين والصلاتين).