يعيش قطاع غزة على وقع تهديد بعدوان إسرائيلي جديد أعلنه رئيس هيئة الأركان بيني غانتس مساء أمس، وأنذر به فشل الوساطة المصرية مع حركة «حماس»، وإعلان وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان فك الشراكة مع حزب «ليكود» بسبب «خلافات جوهرية» إزاء الحرب على غزة. من جانبها، هددت فصائل المقاومة بقصف ما بعد تل أبيب وإيصال صواريخها الى بئر السبع على بعد 42 كيلومتراً من القطاع. (للمزيد) وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي في إيجاز للمراسلين العسكريين، إن إسرائيل لم تعد تعمل وفقاً لمعادلة «هدوء في مقابل هدوء»، بل تطالب «حماس» بوقف كلي وغير مشروط لإطلاق القذائف الصاروخية. وأضاف أن الجيش على أتم الاستعداد لتوسيع عملياته في قطاع غزة، وأنه جنّد 1500 جندي احتياط، ويتابع بشكل خاص أنفاقاً أقامها الفلسطينيون جنوب القطاع. ونفى مقتل سبعة ناشطين بقصف إسرائيلي، مشيراً إلى أنهم قتلوا أثناء تحضيرهم المتفجرات في القطاع، أي في «حادث عمل». وختم بأن «حماس» لم تعد توقف إطلاق الصواريخ بل تشارك في ذلك، و»عليه نستعد للتصعيد، ولا يمكننا ألا نعالج ما يحصل في غزة بداعي ما يحصل في الضفة الغربية. ويأتي هذا التهديد في أعقاب إعلان ليبرمان فك الشراكة مع «ليكود»، وهو قرار عزاه إلى «خلافات مبدئية وجوهرية في الرأي لا تتيح استمرار الإطار المشترك بيننا». لكنه أضاف أنه باقٍ في الائتلاف الحكومي «شريكاً وفياً لأنه لا بديل أفضل عن الحكومة الحالية». وكرر موقفه الداعي إلى وجوب شن حرب على القطاع لتدمير البنى التحتية ل «حماس». وعلى رغم أن مراقبين أدرجوا الإعلان «الدراماتيكي» لليبرمان في إطار منافسته مع زعيم حزب المستوطنين «البيت اليهودي» نفتالي بينيت على تزعم معسكر اليمين المتطرف، إلا أنهم أشاروا إلى أن هذه الخطوة تدفع نواب المعسكر المتشدد في «ليكود» الذين لا يقلّون تطرفاً عنه، إلى الضغط على نتانياهو للقيام بعمل عسكري واسع يؤمنون بجدواه، ويرون انه يقطع الطريق على ليبرمان لتعزيز شعبيته على حساب «ليكود». وبالتزامن مع إعلان ليبرمان، أفادت الإذاعة الإسرائيلية أن القاهرة «تراجعت خطوات إلى الوراء» في وساطتها لدى «حماس» لقبول شروط التهدئة، مضيفة أن مصر باتت تشعر بأن «حماس» معنية بالتصعيد العسكري «من أجل تحسين وضعها واختراق العزلة الدولية والجدار القائم بينها وبين مصر». في المقابل، أكد قيادي فلسطيني ل «الحياة» أن السلطات المصرية سلمت كلاً من «حماس» و»الجهاد الإسلامي» رسالة تهديد إسرائيلية مفادها أنه ما لم يتوقف إلقاء الصواريخ، فإن غزة ستُضرب بقوة. وأضاف: «للمرة الأولى نشعر بأنهم (المصريون) لا يريدون أن يتدخلوا... نقلوا الرسالة وكأن ما يعنيهم هو نقلها فقط». وتابع: «قلنا لهم عملياً أننا لا نريد التصعيد ونريد التهدئة... لكننا سنرد على كل قصف». وحذر من أن كلفة الحرب ستكون عالية على الجانبين، وأن الصواريخ ستصل الى ما بعد تل أبيب، وقال: «في حال الحرب، فإن إسرائيل كلها ستذهب إلى الملاجئ». وكررت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية ل «حماس»، هذا التهديد، وبثت رسالة فيديو موجهة الى مستوطني مدينة بئر السبع مدته دقيقة واحدة مفادها: «أهربوا قبل فوات الأوان». كما قال الناطق باسم «الجهاد» داوود شهاب إن اغتيال اسرائيل الفلسطينيين «يعني أنها شنت وأعلنت حرباً» على القطاع، وعليها انتظار النتائج. وأضاف أن الحركة أعلنت النفير العام للرد». في غضون ذلك، تعهد الرئيس محمود عباس خلال استقباله عائلة الفتى محمد أبو خضير الذي أحرقه متطرفون يهود حياً بعد خطفه، باللجوء إلى المحاكم الدولية لمحاسبة إسرائيل على ما تقوم به ضد الفلسطينيين، وقال: «لن نسكت عن هذه الجريمة البشعة». وجلس والد الطفل حسين أبو خضير إلى جانب عباس وهو يحمل ملصقاً لصورة ابنه، فيما حاول الرئيس تهدئة والدته التي لم تتوقف عن البكاء، قائلاً: «الله يصبرك يا ستي. الله يصبرك».