شددت الجهات المتخصصة لحماية الأسر من العنف على توعية أفراد المجتمع ببرامجها التثقيفية والتوعوية عن العنف الأسري وحرصت على إرشادهم إلى مراكز الحماية وتزويدهم بالأرقام الخاصة بها والمباشرة للتبليغ عن حالات العنف. أكد اختصاصيون في البرامج المتخصصة في حماية الأسرة من العنف أن توعية المجتمع ببرامج ثقافية وتوعية عن العنف الأسري، أسهم بشكل جيد في الحد من من وقوع حالات العنف، إضافة إلى ارتفاع نسبة الاعتراف والتبليغ نتيجة الوعي. وعلى رغم ورود بعض حالات العنف إلى مراكز الحماية إلا أن البعض يرى أن هذا مؤشر كبير على وجود حالات أكثر من ذلك يتم التكتم عنها حفاظاً على أسرار العائلة. وذكرت إحدى المختصات في مركز الأمان الأسري أن نسبة العنف من الأمهات السعوديات تجاه أطفالهن ارتفعت، خصوصاً مع الرضع الذين تراوح أعمارهم بين عام وعامين، وفق تقارير رسمية صادرة من المستشفيات المحلية التي تردها مثل هذه الإصابات البليغة كحالات كسور أو ارتجاج في الدماغ. وكشف إحصاء صادر عن هيئة حقوق الإنسان في السعودية عن ارتفاع نسبة العنف الأسري لتصل إلى 45 في المئة لهذا العام، إذ رصد السجل الوطني الذي أصدره برنامج الأمان الأسري نحو 300 حالة عنف ضد الأطفال ليحتل العنف الجسدي النسبة الأكبر. وبحسب دراسة أجريت في الفترة بين عامي 2000 و2007، بلغت حالات العنف المسجلة ضد أطفال 85 حالة، مورس في 50 في المئة منها العنف ضد أطفال لا تتجاوز أعمارهم سنتين، في حين أن 17.6 في المئة منها وقعت ضد أطفال في الفئة العمرية بين سنتين إلى خمس سنوات و31.8 في المئة لأطفال فوق خمس سنوات تعرضوا لعنف. كما تنوعت حالات العنف إذ بلغت نسبة الإيذاء الجسدي فيها 48.8 في المئة، بينما كانت نسبة الإيذاء الجنسي 18.6 في المئة، وتحت عنف «الإهمال» سجل ما نسبته 23.6 في المئة. أما العنف ضد المرأة فبلغ عدد حالات العنف التي وردت إلى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمكة المكرمة عام 2004، 26 حالة وفي عام 2005 بلغ عدد قضايا العنف 190 قضية أما عام 2006 فتزداد حالات العنف لتصل إلى 264 حالة ليصل إجمالي عدد القضايا العنف من عام 2004 إلى عام 2006 ل480 قضية. وفي عام 2008 بلغ عدد حالات العنف ضد الأطفال الذي رصدها السجل الوطني 60 حالة تتفاوت أعمارهم ما بين السنتين إلى خمس سنوات، 31 حالة تعرضت لإيذاء جسمي و8 حالات إيذاء جنسي و3 حالات إيذاء عاطفي و 18 حالة إهمال.