يعاني أبناؤنا في سن التحصيل العلمي من حمى التأثر بالمنتجات الغذائية ذات الصخب الإعلامي الكبير، ومن تلك المنتجات الخطرة ما يطلق عليها «مشروبات الطاقة»، وقد أوصت منظمة الصحة العالمية بخطورة تلك المشروبات، التي نجحت أساليب الدعاية في بلوغها تأثيراً كبيراً في صفوف الطلاب والمراهقين، وهي الفئات التي تبحث عن إثبات الذات في القوة الجسدية والنجاح، وبخاصة في الحياة المدرسية والاستذكار بقوة التحمل واليقظة. والحقيقة أن الطاقة ضرورية للعمليات الفسيولوجية لجسم الإنسان، وخلق الله تعالى مصادرها الآمنة دون اللجوء إلى تلك المواد ذات النسب الضارة مثل الكافيين والجوارانا والأفيدرا والتورين وكارنيتن والفيتامينات. إنها مواد مضرة لها منفعة لحظية وأشكال مغرية، لكنها ذات تأثيرات ضارة كالفائدة والمنفعة من حبوب المخدرات فإن متعاطيها يشعر بفائدة ويعتقد بوجود متعة ونشاط وفرحة منها، ولكنها مادة تدميرية تدمر خلاياه. ومن تأثيراتها السلبية أن الزيادة في استهلاك تلك المشروبات قد تصل إلى الإدمان، كما أثبتت بعض الدراسات أنها تؤدي إلى هشاشة العظام، وتسبب أضراراً بالغة بالكبد. وطرد السوائل من الجسم. ورفع ضغط الدم. وخفض استجابة الأنسجة لهرمون الأنسولين. والصداع المزمن والأرق واضطرابات النوم. كما أشارت بعض الدراسات إلى أن للكافيين تأثيراً سلبياً على وظائف الجهاز العصبي والجهاز الدوري والهضمي والكلى، لذلك وضعت بعض الدول الصناعية تشريعات تلزم المنتجين بوضع تحذير على غلاف العبوة بخصوص الآثار السلبية على الصحة العامة للجسم. هناك آثار سلبية على الجانب النفسي والسلوكي، ففي دراسة نشرت عام 2008، توصلت إلى وجود ارتباط وثيق بين استهلاك مشروب الطاقة وظهور مشكلات سلوكية عند الطلاب الجامعيين، وأوضحت النتائج أن زيادة الاستهلاك ترافق مع زيادة تعاطي المواد المخدرة والتدخين وشرب الكحول وزيادة اللجوء للعنف الجسدي وعدم وضع حزام الأمان أثناء القيادة. * اختصاصية تغذية.