يانغون – أ ب، أ ف ب - حضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قادة ميانمار امس، على «ترسيخ» الاصلاحات التي ينفذونها وتوسيعها، ودعت الى إطلاق جميع السجناء السياسيين وقطع العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية. وزيارة كلينتون تاريخية، إذ أنها الأولى لوزير خارجية أميركي منذ جون فوستر دالاس عام 1955، وتأتي بعد إصلاحات أطلقتها الحكومة المدنية، منذ حلّ المجلس العسكري في آذار (مارس) الماضي، والذي تولى السلطة منذ تنفيذ الجيش انقلاباً عام 1962. وقالت كلينتون التي التقت الرئيس ثين سين وزعيمة المعارضة أونغ سان سوتشي، أن قادة ميانمار أكدوا لها ان «التقدم سيستمر وسيتوسع»، مضيفة: «لم نصل بعد الى مرحلة يمكننا فيها التفكير برفع العقوبات المفروضة (على ميانمار)، بسبب قلقنا في شأن بعض السياسات التي يجب أن تتغير. لكن أي خطوات ستتخذها الحكومة، سيُنظر فيها بدقة لأننا نريد أن نشهد ترسيخ إصلاح سياسي واقتصادي». وزادت: «جئت لأقوّم هل الوقت حان لفتح صفحة جديدة في تاريخنا المشترك». وأكدت استعداد الولاياتالمتحدة لتحسين علاقاتها بميانمار، لتخفيف عزلتها، شرط مواصلتها مسيرة الديموقراطية، مشيرة الى إمكان تنظيم عمليات بحث مشتركة عن رفات جنود اميركيين قُتلوا خلال الحرب العالمية الثانية. وأعلنت خطوات متواضعة، بينها السماح لميانمار بالمشاركة في مجموعة دول نهر ميكونغ المدعوم أميركياً، والامتناع عن عرقلة تعزيز تعاونها مع صندوق النقد الدولي، كما دعتها الى الانضمام بصفة مراقب الى برنامج اميركي للتعاون في شأن الصحة والبيئة في جنوب شرقي آسيا. وقالت: «إنها خطوات تدريجية ونحن مستعدون للمضي أبعد من ذلك، إذا بقيت الإصلاحات على زخمها. وفي هذه الذهنية، نناقش ما يجب القيام به لتحسين العلاقات الديبلوماسية وتبادل سفراء. مع مرور الوقت، ستصبح تلك قناة مهمة لتبادل الهواجس ومراقبة التقدم ومساندته، وبناء الثقة من الجانبين». ولفت رئيس ميانمار الى أن زيارة كلينتون «هي الأولى منذ خمسة عقود»، معتبراً أنها «تاريخية وستشكّل فصلاً جديداً في العلاقات» بين البلدين. وقال مخاطباً إياها: «أثمن الأجواء التي عملتم على إشاعتها من أجل قيام علاقات ودية». ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول أميركي بارز أن ثين سين عرض لكلينتون خطط حكومته للاصلاح، مقراً بأن بلاده تفتقر الى تقاليد الديموقراطية والانفتاح، وطالب بمساعدة أميركية لتنفيذ مرحلة انتقالية من الحقبة العسكرية الى الحكم المدني الكامل. وحضت كلينتون على إطلاق السجناء السياسيين، قائلة: «نعتقد بوجوب الافراج عن أي سجين سياسي في أي مكان». كما حضت قادة ميانمار على قطع «علاقاتها غير الشرعية» مع كوريا الشمالية، والتي يُشتبه في انها تتصل بتعاون عسكري وصاروخي ونووي. وقالت: «كنت صريحة بالقول ان علاقات افضل مع الولاياتالمتحدة، لن تكون ممكنة إلا إذا احترمت الحكومة التوافق الدولي ضد انتشار الاسلحة النووية، ونساند النية المعلنة للحكومة لقطع العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية».