نايبيداو – أ ب، رويترز، أ ف ب - بدأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون زيارة تاريخية إلى ميانمار أمس، مشيرة إلى رغبتها في التحقق من مدى التزام القادة المدنيين الجدد في البلاد بالتخلي عن نصف قرن من الديكتاتورية العسكرية، والنأي عن كوريا الشمالية. وكلينتون هي أول وزير خارجية أميركي يزور ميانمار، منذ جون فوستر دالاس عام 1955، وتتوج زيارتها تحولاً سريعاً وملحوظاً في الدولة الواقعة جنوب شرقي آسيا، والمنبوذة دولياً منذ تولى الجيش السلطة في انقلاب عام 1962. وهبطت طائرة كلينتون في مطار نايبيداو، العاصمة الجديدة النائية لميانمار، حيث استقبلها نائب وزير الخارجية ومسؤولون آخرون، إضافة إلى حشد إعلامي ضخم يواكب رحلتها. لكن زيارتها بدت أقل أهمية من وصول رئيس وزراء بيلاروسيا وزوجته إلى ميانمار اليوم، إذ رُفعت يافطتا ترحيب ضخمتان بهما في المطار وعلى الطريق إلى المدينة، فيما غابت أي مؤشرات إلى الترحيب بالوزيرة الأميركية التي سلك موكبها طريقاً فرعياً كان غالباً خالياً من السيارات. وتنتقد الولاياتالمتحدة سجل بيلاروسيا في حقوق الإنسان، وتفرض عليها عقوبات، مشابهة لتلك التي تفرضها على ميانمار. وتلتقي كلينتون خلال زيارتها التي تستمر ثلاثة أيام، مسؤولين بارزين بينهم الرئيس ثين شين، ثم تنتقل إلى يانغون للقاء زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي التي استأنفت نشاطها السياسي، بعد سنوات من الإقامة الجبرية. وقبل توجهها إلى ميانمار من كوريا الجنوبية، أعربت كلينتون عن أملها بأن تؤدي الإصلاحات التي أطلقتها الحكومة الجديدة إلى «حركة تغيير»، مضيفة: «سأسعى إلى أن أحدد بنفسي، ونيابة عن حكومتي، نيات الحكومة الحالية، لجهة مواصلتها الإصلاحات السياسية والاقتصادية». وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن كلينتون تسعى إلى ضمانات من قادة ميانمار بأنهم سيبرمون اتفاقاً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يتيح وصول مفتشيها إلى منشآت نووية محتملة في البلاد. كما ستشجع ميانمار على قطع علاقاتها العسكرية والنووية بكوريا الشمالية، إذ تشتبه الولاياتالمتحدة ودول غربية بأن ميانمار تلقت من الدولة الستالينية مشورة في شأن التكنولوجيا النووية، وتقنية الصواريخ الباليستية.