يانغون – أ ب، رويترز، أ ف ب – أنهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون زيارة تاريخية لميانمار أمس، تعهدت خلالها مع زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي العمل سوياً لتشجيع الاصلاحات الديموقراطية التي تنفذها الحكومة في البلاد المعزولة. وزيارة كلينتون كانت الأولى لوزير خارجية أميركي منذ جون فوستر دالاس عام 1955، وتأتي بعد إصلاحات أطلقتها الحكومة المدنية، منذ حلّ المجلس العسكري في آذار (مارس) الماضي، والذي تولى السلطة منذ تنفيذ الجيش انقلاباً عام 1962. وعانقت كلينتون سو تشي، لدى وصولها الى منزل الأخيرة في يانغون، المطل على بحيرة، وحيث أمضت زعيمة المعارضة، الحائزة جازة نوبل للسلام، قسماً كبيراً من السنوات العشرين السابقة في اقامة جبرية. ووقفت كلينتون وشو تشي على شرفة المنزل، وأمسكت كل منهما بيد الأخرى، أثناء حديثهما مع الصحافيين. والتقت المرأتان مرة اولى على انفراد حول مائدة عشاء مساء الخميس، وسلمت كلينتون سو تشي رسالة من الرئيس باراك اوباما، يؤكد فيها مساندة الولاياتالمتحدة الاصلاحات في ميانمار، كما أطلعتها على مضمون محادثاتها «الصريحة والمثمرة» مع قادة النظام، بينهم الرئيس ثين سين الذي سلّمته أيضاً رسالة من أوباما، يبدي خلالها استعداده لبدء «عصر جديد» مع ميانمار، اذا واصلت إصلاحاتها. وشكرت كلينتون سو تشي ل «ثباتها وقيادتها الواضحة جداً»، قائلة: «ألهمتنا شجاعتها في مواجهة الترهيب، وهدوءها خلال عقود من العزلة، لكن خصوصاً تكريس نفسها لبلادها ولحرية وكرامة مواطنيها»، معتبرة أن زعيمة المعارضة ستكون «عضواً ممتازاً» في البرلمان، وذلك في اشارة الى نية الأخيرة الترشح للمنصب. سو تشي أما سو تشي فشكرت كلينتون وأوباما بسبب انخراطهما «الحذر والمتدرج» مع ميانمار، معتبرة أن زيارة الوزيرة الأميركية تشكل «لحظة تاريخية لبلدينا، لأننا نأمل بأن نتمكن بفضل هذا اللقاء من التقدم من اجل تجديد علاقات الصداقة والتفاهم التي تربط بلدينا منذ الاستقلال». وقالت: «لدي ثقة كبيرة بأننا، إذا عملنا جميعاً معاً، وأعني ب «جميعاً» حكومة ميانمار والمعارضة وأصدقاءنا في الولاياتالمتحدة والعالم، لن نعود الى الخلف على طريق الديموقراطية». وأضافت: «لم نصل بعد الى هذه المرحلة، لكننا نأمل بأن نتوصل الى ذلك في أسرع وقت ممكن، بمساعدة أصدقائنا وتفهمهم». وزادت: «نحن سعداء بطريقة انخراط الولاياتالمتحدة معنا، والتي نأمل بأن تعزز عملية التحول الديموقراطي». وأبدت سو تشي ارتياحها لتأييد بكين إقامة يانغون اتصالات مع الغرب، قائلة: «هذا يثبت أننا نحظى بدعم العالم أجمع، وأنا مسرورة جداً لأننا نأمل بالحفاظ على علاقات جيدة وودية مع الصين، جارتنا القريبة جداً». وجددت كلينتون تأكيدها «استعداد الولاياتالمتحدة لمساندتكم على طريق الاصلاحات، إذا قررتم مواصلة التحرك في هذا الاتجاه. ولا ريب في أن هذا الاتجاه هو السليم للشعب». وكررت أن ثمة حوافز ستُقدم للبلاد، فقط اذا أطلقت الحكومة جميع السجناء السياسيين، وأنهت حملاتها ضد الأقليات العرقية، واحترمت القانون وحسّنت وضع حقوق الانسان. وقالت: «نحن مستعدون لتحرك اضافي، اذا حافظت الاصلاحات على زخمها. لكن التاريخ يعلّمنا أن نكون حذرين. ندرك حدوث عراقيل جدية وخيبات أمل خطرة في العقود الماضية». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول أميركي بارز ان سو تشي طلبت من واشنطن إعطاء ثين سين مزيداً من الوقت، وأيدت الاستراتيجية الأميركية القائمة على تحفيز النظام. وقال: «إنها تساند كل ما أعددناه، حتى أنها شجعتنا على تنفيذ مسائل تتجاوز ما نفكر فيه في هذه المرحلة».