تمازجت تحت قناطر فندق «سانت كلارا» في قلب مدينة كارتاهينا الكولومبية أنسجة الحضارتين العربية واللاتينية في أكبر مؤتمر يجمعهما ويهدف إلى إطلاق شراكة جامعة بين ثلث المجتمع الدولي، عنوانها تحفيز السلام في الشرق الأوسط وزيادة التعاون المؤسساتي والاقتصادي. وتحت عنوان «المنتدى العربي - اللاتيني لبناء شراكة للتنمية والسلام»، افتتح السفير الفلسطيني السابق لدى واشنطن حسن عبد الرحمن أعمال المؤتمر ليل الأربعاء - الخميس، بحضور حشد مميز يمثل أكثر من 30 دولة ويضم رئيس جمهورية الدومينيك ليونيل فرنانديز ورؤساء كولومبيا وغواتيمالا السابقين أرنستو سامبر وأوسكار بيرغر، إلى جانب شخصيات بارزة في المجتمع المدني وسفراء ومفكرين من العالم العربي. ويهدف المؤتمر، بحسب عبد الرحمن، إلى التمهيد «لشبكة تعاون» بين العالم العربي ودول أميركا اللاتينية، ومجموعها 57 دولة ونحو 900 مليون نسمة. وقال عبد الرحمن ل «الحياة» إن المجموعة المستضيفة للمؤتمر التي يترأسها رجل الأعمال الفلسطيني الأصل مصطفى أبو نبعة، نجحت في جهودها عبر السنوات الماضية في حصد دعم كبير من هذه الدول لجهود السلام انعكست في اعتراف الكثير من هذه الدول بدولة فلسطين. ويحاول المؤتمر استعادة روح الشراكة التي طبعت لسنوات علاقة منظمة التحرير الفلسطينية بهذه الدول، قبل مؤتمر أوسلو الذي دفع الفلسطينيين إلى التركيز على الدور الأميركي. غير أن توجه السلطة إلى الأممالمتحدة لطلب عضوية يجعل من حديقة واشنطن الخلفية ساحة أساسية لحصد التأييد. وسيستمر المؤتمر حتى يوم غد، ويتوقع أن يخرج بتوصيات لتعميق الشراكة الاقتصادية والسياسية بين الدول العربية وأميركا اللاتينية.