بين الولاياتالمتحدة وأميركا اللاتينية أوجه خلاف تتعدى اللغة واللون الحضاري والاجتماعي وتدخل النطاق السياسي في أكثر من ملف اقليمي ودولي. ويأتي مؤتمر «التحالف اللاتيني الأميركي للسلام في الشرق الأوسط» الذي افتتح أعماله في سان خوسيه أمس، ليعكس نسبة التباعد بين الأميركتين والمسافة التي قطعتها هذه الدول باعترافها بدولة فلسطين ودعوتها الى صيغة أكثر توازناً واعتدالاً في إدارة العملية السلمية. المؤتمر الذي عُقد في مدينة سان خوسيه «الأكثر سعادة» بحسب التصنيف العالمي، يهدف الى تمتين الجسر الذي يصل أميركا اللاتينية بالشرق الأوسط ودورها المتزايد في عملية السلام. فالرئيس السابق لكوستاريكا والحائز على جائزة «نوبل» للسلام أرياس سانشيز تحدث في جلسة الافتتاح عن القفزة التي قطعتها أميركا الجنوبية في مقاربتها لعملية السلام، وبعد لحاق الأرجنتين والبرازيل والأكوادور والتشيلي وبوليفيا والبارغواي ببلاده، واعترافها بالدولة الفلسطينية. ورأى سانشيز أن معادلة بدء المفاوضات للوصول أخيراً الى الاعتراف بالدولة برهنت فشلها من خلال تجارب أوسلو وكمب ديفيد، وأن الطريق الأصح هو في المباشرة بقرار الأممالمتحدة عام 1947 الذي يعترف أساسا بدولتي فلسطين واسرائيل، والمضي من هذا المبدأ في مفاوضات في شأن المسائل العالقة. أما رئيس جمهورية الدومينيكان ليونيل فرنانديز الذي كانت له مداخلة عبر الفيديو في المؤتمر، فاعتبر أن الاستيطان شلّ عملية السلام اليوم، محذراً من أن هذا الشلل قد يؤدي الى عودة النزاع والحرب بين اسرائيل والأطراف العربية في حال عدم احداث اختراق يعيد الى المفاوضات. ورأى أن التطورات الحاصلة في المنطقة تعكس تشنجاً اقليمياً، وأن فتيل النزاع قد يمتد الى المنطقة، خصوصا في حال حدوث مواجهة بين اسرائيل و«حزب الله». ويشرف على تنظيم المؤتمر سفير منظمة التحرير الفلسطينية السابق لدى واشنطن حسن عبدالرحمن الذي أكد في كلمته صعود أميركا اللاتينية كلاعب جديد في عملية السلام وتناغمها مع مبادئ المجتمع الدولي واحتضانها حل الدولتين. ويشارك في المؤتمر وزير الخارجية الاسباني السابق ميغيل أنخيل موراتينوس ومسؤولون فلسطينيون حاليون وسابقون، الى جانب أعضاء حاليين وسابقين في الكنيست الاسرائيلية. ومن المتوقع أن يخرج المؤتمر بتوصيات في شأن دور أميركا اللاتينية في عملية السلام في اختتام أعماله غداً.