في مسلسل حلقات سورية الدامي تتجلى بين اليوم والآخر لقطات أكثر إيضاحاً وكشفاً للخفايا التي تستر بها الناس على مدى سنوات أو عقود. مع انقضاء المُهَل المساعدة للنظام السوري من الجامعة العربية والمنظمات العالمية، ومع خدمتهم لبشار وزمرته خدمة نظيفة وصادقة، إذ فسحوا له أشهراً من القتل والمجازر تحت تسكين الشعب بالمخدر والمواعيد الضالة، وعلى كون الجامعة العربية آثمة خاطئة إلا أنها تكاد تكون أبدت دوراً حياً في السيناريو السوري الأليم. سقطت الأقنعة والرسمية كافة من الأوجه، تحولت ألفاظ النظام السوري وشبيحته الإعلاميون والسياسيون من الديبلوماسية الرسمية إلى ألفاظ السوقة والسفلة، من الشتم والسباب وتصل بعضها إلى التهجم والضرب. تبين أن النظام الذي كان جاثياً على صدر سورية هو نظام عصابات ومافيا وليس نظام مؤسسات وأنظمة، واتضح للجميع بما لا يدع للشك مدخلاً أن النهاية لا ريب فيها. النهاية للنظام السوري هي متيقنة وأكيدة ولا يشك فيها أدنى متابع للتطورات السورية، ولكن المجهول في الأمر هي كيفية هذه النهاية وطبيعتها، إذ إن من سنة الله في إدارة الكون أن نهاية الطغاة والمجرمين فيها الكثير من المتعة والغرابة. وكذلك يدل على هذه الحلقة قبل الأخيرة إمطار النظام السوري القراراتِ والتعديلات والمؤتمرات الصحافية والمقابلات، في وقت كانت إطلالة شيخ الشبيحة من أندر اللقطات، أما الآن فإنه يظهر علينا بين الفينة والأخرى مع بعض الصحف العالمية والتصريحات الإعلامية، ويخرج علينا وزيره البطل بعضلات من شحم، بمؤتمر تلو مؤتمر ليسعف بذلك محبيه ومتابعيه بمزيد من الإنعاش على قناتيها الدنيا والسورية. يسعون بذلك جاهدين إلى بعث روح الطمأنينة والهدوء في نفوس شبيحتهم، كي لا يتأقلموا مع السرعة الكبيرة التي تعصف بهم خارجاً، لكنهم عبثاً يحاولون، وسوءاً يراوغون. الآن وفي مرحلة انتظار الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل الدامي ندع للأيام أن تظهر لنا كيفية أن ينتهي بطل المسلسل الفاشل الذي ارتقى على جماجم الأطفال وأجساد النساء، ليثبت بسالته وصموده، وليُظهر لنا أنه شمشون سورية؛ إذ يصرح أنه سيقاتل بنفسه، ولا أشك أنه يعجز عن حمل كلمة أمام طفل من أولاد الشهداء. لكن الجبن صراخ ساعة ورجفة دهر! [email protected]