على رغم ما تشهده مصر من أوضاع سياسية غير مستقرة، تقام الدورة الرابعة لبانوراما الفيلم الأوروبي في القاهرة هذا العام في الفترة من 23 إلى 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، تحت إشراف وتنظيم المنتجة ماريان خوري وشركة أفلام مصر العربية، وتعرض الأفلام في سينمات جالاكسي وسيتي ستارز في القاهرة. ويميز البانوراما هذا العام أفلام عن ثورات واضطرابات واحتجاجات عالمية بعضها أنتج قبل عقود ما يناسب كون هذه الدورة، الأولى بعد الثورة المصرية. وتضم دورة هذا العام أربعة أقسام أولها عرض أحدث الأفلام الحاصلة على جوائز المهرجانات العالمية، أما القسم الثاني فيضم أفلاماً وثائقية أو روائية طويلة عن الثورات العالمية، وكذلك عرضاً لأفلام وثائقية عدة صوّرها بعض الشباب السينمائيين المصريين لمناسبة قيام ثورة 25 كانون الثاني (يناير) في مصر. أما القسم الثالث فمتعلق بالسينما التسجيلية، والرابع عن توعية طلاب المدارس ما يؤكد أهمية دور السينما في هذا الخصوص. السينما الفرنسية هي ضيف هذه الدورة، إذ عرض الفيلم الفرنسي «ارفع رأسك» للمخرج رومان غوبيل في الافتتاح مساء أمس الأول. وتستضيف البانوراما عدداً من الضيوف الأجانب منهم المخرج الفرنسي رومان غوبيل الذي عرفه العالم بلقب المخرج الناشط وكذلك الكثير من المخرجين الكبار، وللمخرج غوبيل أفلام شهيرة روائية طويلة مثل «الموت في الثلاثين»، ومن ضيوف البانوراما أيضاً المخرجة جيهان الطاهري وهي تحمل الجنسيتين المصرية والفرنسية. وسيلفيا ذوكا، وهي طبيبة ومحللة نفسية في باريس، وساندرا جيسي من سويسرا، التي كانت دراستها تتعلق بالفنانين المشهورين في مصر، قبل أن تعمل في المونتاج والإخراج ومستشارة ثقافية في الفن الحديث الأفريقي. أما أحمد عبد المحسن من مصر، فبعد أن كان يعمل في مجال السياحة أصقل دراسته السينمائية في زيوريخ، كتب وأخرج أفلاماً وثائقية كثيرة إضافة إلى أنه مدير مشروع لأفلام كثيرة وكذلك مترجم. وأفلام هؤلاء تعرض في إطار برنامج أضواء على السينما الفرنسية. ومن أحدث الأفلام التي يعرضها المهرجان عن الثورات، الفيلم المصري «تحرير 2011: الطيب والشرس والسياسي» والذي يعرض في مصر للمرة الأولى بعد حصوله على عدد من الجوائز في مهرجانات دولية بينها جائزة ال «يونيسكو» من مهرجان فينيسيا. والفيلم عبارة عن ثلاث رؤى مختلفة في إطار واحد لثلاثة من المخرجين الشباب هم تامر عزت وآيتن أمين وعمرو سلامة حول أحداث الثورة المصرية في أيامها الأولى. وهناك فيلم «الموت في الثلاثين» الذي أشرنا إليه، وتدور أحداثه حول إحدى الشهادات الفارقة المتعلقة بما أطلق عليه «ثورة الطلاب» في فرنسا عام 1968، وفيلم فرنسي آخر بعنوان «عمق الهواء أحمر» من إخراج كريس ماركر ويضم مقابلات مع الكثير من القادة الشيوعيين والطلاب وعلماء الاجتماع عما أطلق عليه «ربيع براغ» في العام ذاته وهو يلقي الضوء على الغزو السوفياتي تشيكوسلوفاكيا وفضيحة «ووترغيت». وعن إيران يعرض المهرجان الفيلم التسجيلي الألماني «الموجة الخضراء» إخراج علي صمدي عهدي ويتناول أحداث ما أطلق عليه «الثورة الخضراء» عام 2010 ويعرض صوراً وفيديوات من قلب الأحداث وقصص بعض المتظاهرين إضافة إلى فيلم آخر فرنسي بعنوان «يوميات إيرانية» إخراج مانون لوازو يرصد عامين من الثورة الإيرانية بطريقة غير رسمية من خلال مجموعة من الناشطين وكيف تم قمع هذه الثورة الشبابية. بينما يتناول الفيلم الفرنسي «كوبا أوديسا أفريقية» إخراج جيهان الطاهري رؤية مختلفة لما حدث خلال ثلاثين عاماً من الحرب الباردة وكيف تجمّع نصف مليون كوبي لمساعدة الشعوب الأفريقية للتحرر من الاستعمار. ويلقي الفيلم الألماني «مشاهد من الثورة الرومانية» إخراج هارون فروخي وأندريه أوجيكا الضوء على المجتمع الروماني قبل الثورة التي أطاحت الرئيس السابق نيكولاي تشاوشيسكو عام 1989. أما الفيلم البرتغالي «بلد آخر» من إخراج سيرجيو تريفو فيستعرض شهادات لمراسلين وسينمائيين ومصورين من أنحاء العالم حول ثورة القرنفل الأحمر في البرتغال عام 1974. كما يعرض في البانوراما الأوروبية الفيلم الفرنسي «كارلوس» إخراج أوليفيي ألسايس الذي يتناول قصة الفنزويلي إليتش راميريز سانشيز المعتقل حالياً في فرنسا بتهمة تأسيس منظمة إرهابية حول العالم داهمت مقر منظمة أوبك عام 1975. ولدت فكرة هذا المهرجان عام 2004 وبعد أن حققت نجاحاً كبيراً، استمرت التجربة، حيث تهدف البانوراما إلى تعريف الجمهور المصري بمختلف المدارس السينمائية بخاصة أن السينما الأوروبية لا جمهور لها في مصر.