قدتم تجربة التناوب في السابق. اليوم هل بقي لحزبكم، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أي دور يلعبه؟ - الاتحاد له الدور الأساسي لأن المشروع السياسي للاتحاد الاشتراكي هو المشروع الوحيد الذي يمشي فوق الأرض، في مؤتمرنا الأخير شخّصنا الوضع وقلنا إن الحل الوحيد للخروج من الأزمة يكمن في الإصلاح الدستوري، يومها لم يكن شيء مما يطلق عليه الربيع العربي، ولم يتجاوب معنا أحد من الأطراف السياسية. ذهبنا لوحدنا وقدمنا مذكرة بالإصلاحات الدستورية اللازمة إلى القصر. حزبنا هو الحزب الوحيد الذي ينادي بمشروع حداثي ديموقراطي حقيقي متأصل في نضالنا منذ فجر الاستقلال. في الوقت الحالي «حركة 20 فبراير» ترفع كلها شعارات الاتحاد الاشتراكي في مسيراتها واستطاعت أن تحقق للبلاد ما طالبنا به نحن في وقت سابق وهو الإصلاح الدستوري. هل تعتقدون أنه ما زالت لكم حظوظ للفوز بالانتخابات؟ - الشعب المغربي له ذاكرة، يوم طرحنا مطالب الإصلاحات الدستورية تعامل معنا الجميع بالاستخفاف واليوم نحن صادقون أيضاً في ما نقترحه على المغاربة. مشروعنا هو الذي يتفاعل اليوم ولنا دور أهم مما قمنا به في مرحلة التناوب وإخراج البلاد من السكتة القلبية. الاتحاد سيصوّت له المغاربة لأنهم يعرفون انه الوحيد القادر على تنزيل مبادئ الدستور من حبر على ورق إلى ممارسات ملموسة على الساحة السياسية المغربية. بعد إعلان النتائج مع من يجد الاتحاد الاشتراكي نفسه إن أراد عقد تحالفات؟ - سنجد أنفسنا مع ما ستخرج به صناديق الاقتراع، سنحترم اختيار الرأي العام ونتحالف بعد إعلان النتائج مع من يشاركنا مشاريعنا. نحن نعتبر أن التحالفات التي تحدث قبل إعلان النتائج هي تحالفات لا تحترم الرأي العام ولا تراعي نتائج عملية التصويت. لكن لماذا نشهد نوعاً من الضعف من طرف حزبكم أمام تحالفات أخرى؟ - أولاً نعتبر أنه لا توجد تحالفات سياسية حقيقية في البلاد، وثانياً إننا نترك للرأي العام أن يختار لنا الموقع الذي سنكون فيه. هل ما زال للكتلة التي تجمعكم بحزبي الاستقلال والتقدم والاشتراكية من آفاق مستقبلية؟ - الكتلة هي الإطار الشرعي لكل الفاعلين الديموقراطيين الحقيقيين. التحالفات التي تحدث اليوم هي تحالفات آخر ساعة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تفيد البلاد. نعتبر الكتلة خزاناً للنضال الديموقراطي بما يعنيه ذلك من أفكار وأعمال. كيف ترون مستقبل المغرب ما بعد الانتخابات؟ - سيشهد دينامية وحركية، وسيتحول النقاش الدائر اليوم في الشارع إلى نقاش مؤسساتي داخل المؤسسة التمثيلية المنتخبة لتحقيق التطبيق الحرفي لكل الإصلاحات السياسية المرجوة التي يجب أن تشمل الحياة الحزبية والجهوية والدينامية التشريعية. مستقبل المغرب يجب أن تتحقق فيه مسألة ربط المسؤولية بالمحاسبة. أمام بلادنا ورش كبيرة من الإصلاح. بمعنى آخر، المغرب في نظركم في مأمن من عواصف الربيع العربي؟ - المغرب مختلف عن البلدان العربية الأخرى، فالاحتجاجات والتظاهرات أصبحت شيئاً مألوفاً للمغاربة منذ الاستقلال في شمال المغرب وجنوبه، ونعرف حياة سياسية مزدهرة عكس بقية الحكّام العرب الذين كانوا يطبقون سياسة الأرض المحروقة فيمنعون الأحزاب والجمعيات حتى يتسنى لهم الحكم لوحدهم. في المغرب يختلف الحاكمون والمحكومون عن بقية البلدان العربية، وبالتالي فإمكان السقوط في خطأ العنف غير وارد. سنسير بتعايش سلمي لنظل دائماً نموذجاً لدول جنوب البحر الأبيض المتوسط.