علمت «الحياة» أن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق وصل إلى القاهرة أول من أمس حيث أجرى محادثات مع مسؤولين مصريين في جهاز الاستخبارات، وذلك بالتزامن مع وصول عضو اللجنة المركزية في حركه «فتح»، رئيس وفدها في الحوار عزام الأحمد إلى القاهرة وعقده لقاء مع رجال الاستخبارات المصرية. ومن المرجح أن يعقد اليوم لقاء يجمع بين أبو مرزوق والأحمد لوضع اللمسات الأخيرة للقاء الذي سيجمع بين الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ورئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل والمرتقب عقده الجمعة المقبل. وقال الأحمد ل «الحياة» إنه وصل إلى القاهرة بدعوة من الجانب المصري، مؤكداً أن «موعد اللقاء في 25 الشهر الجاري لم يتغير... لكن أبو مازن سيصل إلى القاهرة الأربعاء المقبل من أجل إجراء محادثات مع القيادة المصرية على مدار يومين». ورفض الخوض في تفاصيل التفاهمات التي تم التوصل إليها مع أبو مرزوق والتي سيتم تناولها خلال لقاء عباس - مشعل حرصاً منه على إنجاح هذا اللقاء البالغ الأهمية والذي يتوقع منه الفلسطينيون الكثير، سواء على الصعيد الداخلي أو على صعيد الملف السياسي، إذ يعوّل الكثيرون على هذا اللقاء في أن تصدر عنه قرارات حاسمة تعجّل في إنجاز المصالحة وتطوي صفحة الانقسام. النخالة من جانب آخر، غادر نائب الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد النخالة القاهرة عائداً إلى دمشق بعد أن أنهى محادثاته مع كبار المسؤولين في جهاز الاستخبارات المصرية. وقال النخالة ل «الحياة» إن زيارته القاهرة جاءت بدعوة من الجانب المصري، وذلك في إطار التنسيق والتواصل مع دولة بحجم مصر لها خصوصيتها وأهميتها البالغة بالنسبة إلى القضية الفلسطينية. وأشار إلى أن اللقاء تناول في شكل رئيسي ملف التهدئة، لافتاً إلى «الحرص المصري الشديد على المحافظة على التهدئة في غزة (...) كما تم بحث المصالحة وسبل دعمها، وكذلك الوضع الفلسطيني عموماً». الرجوب في غضون ذلك، قال نائب أمين سر حركة «فتح»، عضو لجنتها المركزية جبريل الرجوب ل «الحياة» إنه ليس صحيحاً أن الرئيس عباس سيذهب إلى لقاء مشعل مضطراً، موضحاً: «أبو مازن وقّع على اتفاق المصالحة على رغم الضغوط التي مورست عليه كي يتراجع عنها، وواجه أكبر ضغط من الأميركيين لكي يسحب طلب عضوية دولة فلسطين في الأممالمتحدة». ولفت إلى أن عباس أعلن مراراً نيته الذهاب إلى غزة، لكن تعطيل زيارته جاء بسبب عدم الترحيب به، وقال: «يُسأل في ذلك كل من (القياديين في حماس) محمود الزهار وإسماعيل هنية»، مشيراً إلى تصريحاتهم السلبية في هذا الخصوص. وعما تردد عن مخاوف لدى بعض القوى في السلطة الفلسطينية من سيطرة «حماس» على الضفة الغربية، قال: «أنا كفتحاوي لا تزعجني سيطرة حماس على الضفة، وهذا الأمر لا يشغلني (...) فنحن لسنا جواسيس حتى نخاف أو نقلق من هذا الأمر، وهم جزء مهم من الشعب الفلسطيني (...) فنحن شركاء في الوطن ولسنا حلفاء». وأضاف: «إذا جاءت حماس إلى الضفة من خلال صندوق الانتخابات، فهذا لن يضيرنا»، لافتاً إلى أن المحصلة النهائية التي يجب أن تكون قناعة راسخة لدى الجميع هي أن الفصائلية وسيلة للعمل الوطني وليست هدفاً»، مشدداً على أن فلسطين هي فقط الهدف الذي يجب أن يضعه الجميع نصب عينيه. ورأى أن تجربة «حماس» في حكم غزة لم تكن ناجحة، وقال: «تجربتهم في حكم غزة لا تشرفهم»، واصفاً الأوضاع الأمنية في غزة بأنها مستنقع. وعما إذا كانت «فتح» استبعدت تماماً اسم رئيس حكومة تسيير الأعمال الحالي سلام فياض كمرشح لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية المقبلة، أجاب: «ليس هناك قرار من فتح يتعلق بفياض»، لافتاً إلى أن الأخير ليس رئيساً خالداً للحكومة، وقال: «الرجل لن يكون عقبة أمام إنجاز المصالحة»، مشيداً به باعتباره «أحدث إضافة نوعية في النظام السياسي الفلسطيني ومنح المؤسسة صدقية عالية، وله احترامه في الشارع، ومن المعيب الحديث عنه بهذا الأسلوب». ودعا إلى أن يكون العمل على إنهاء الانقسام على رأس الأولويات عوضاً عن الخوض في أمور غير مسؤولة. وسُئل الرجوب إن كان يرى أن الملف الأمني هو الأكثر تعقيداً في الملفات التي ستبحث خلال لقاء «مشعل – عباس»، فأجاب: «البداية أن تصدق النيات، وأن يكون الوطن هو فقط البوصلة، حينئذ فإن أي ملف مهما بلغ تعقيده فلن يشكل عقبة أمام إنجاز المصالحة ... والمهم أن يتفقوا على إطار التنفيذ». ورأى أن كي تنجح المؤسسة الأمنية التي ستشكل يجب فصل الأمن عن التجاذبات السياسية والفصائلية، مشدداً على ضرورة أن تكون عقيدة الأجهزة الأمنية بكوادرها عقيدة وطنية خالصة بعيداً من الحزبية، وقال: «طبقاً لهذه القاعدة، يتم تحديد القيم والأهداف ومهام الأفراد»، لافتاً إلى أهمية التوافق على تحديد الآليات الرقابية للمؤسسات الأمنية وتمريرها في المؤسسات التشريعية. واستبعد حل السلطة وتغيير مضمونها، وقال: «لم يكن هناك تفكير على الإطلاق في الماضي أو في الحاضر... من قريب أو بعيد في حل السلطة، وكل ما تردد بهذا الخصوص أكاذيب».