قوبلت دعوة «هيئة التنسيق النقابية» الى الاضراب اليوم والاعتصام امام السراي الكبيرة في قلب بيروت، احتجاجاً على تسوية زيادة الأجور «المجحفة» التي توصل اليها الإتحاد العمالي العام مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، برفضها من قبل المدارس الكاثوليكية ولجان الأهل فيها، فيما ايدها الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي اللبناني. وقال الأمين العام لهذه المدارس الأب مروان ثابت أن «الأساتذة غير المنتسبين للنقابة سيقومون بواجباتهم في هذه المدارس»، فيما اعتبرت لجان الأهل ان «زيادة رواتب المعلمين ستكون على حساب الأهل». وأوضح الأب ثابت «أنّ أمر الالتزام بالإضراب يعود للأساتذة أنفسهم، ولكن لا قرار بإقفال أبواب المدارس بالمطلق». واذ رأى «أنّ بعض مطالب الأساتذة قد تكون محقة»، حذّر من أنّ «الزيادات التي تتراكم للاساتذة ستؤثر سلباً على المؤسسات التربوية الخاصة على المدى البعيد». لجان الأهل وأعلنت لجان الأهل في المدارس الكاثوليكيّة، في بيان بعد اجتماع رؤسائها ومنسّقيها في مناطق بيروت، المتن الجنوبي، المتن الشمالي، كسروان الفتوح وجبيل رفضها «زيادة رواتب المعلمين على حساب الأهل لكونها ستؤدي إلى زيادة الأقساط المدرسيّة وهذا ما لا يتحمّله الأهل». وعشية الإضراب، اكد رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان حنّا غريب «مضيّ الاساتذة بالاضراب اليوم». اما نقيب المعلمين نعمة محفوظ فأوضح ان «الإضراب سيشمل جميع المدارس الخاصة والرسمية للتعبير عن رفضهم لمرسوم تصحيح الأجور»، معرباً عن اعتقاده بأن «الإضراب سيكون من أنجح الاضرابات في تاريخ لبنان». ورأى ان «رئيس الاتحاد العمالي غسان غصن لم يحترم رغبة المعلمين»، وسأله: «هل أنت مع تصحيح الأجور وإنصاف المعلمين؟». وكان فرع الجنوب لرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان ناقش في صيدا توصية هيئة التنسيق النقابية وقرر بالإجماع رفض قرار زيادة الأجور الصادر «المذل وغير عادل»، وأكد «اهمية المشاركة بكثافة في الاضراب والاعتصام أمام السراي الكبيرة». وأكد قطاع المعلمين المركزي في الحزب الشيوعي اللبناني في بيان ان تصحيح الأجور الذي أقره مجلس الوزراء «مذل ومهين ويهدف الى الفصل بين الموظفين في القطاعين العام والخاص، ويضرب مسألة الترقي والأقدمية الأمر الذي لم يسبق له مثيل في لبنان». وحض على «المشاركة في الاضراب والاعتصام امام السراي الحكومية». وأيدت التحرك «مفوضية التربية والتعليم في الحزب التقدمي الاشتراكي»، ودعت المعلمين في الثانويات والمدارس الرسمية والخاصة الى المشاركة في الاضراب والاعتصام امام مقر مجلس الوزراء في الحادية عشرة قبل الظهر. اساتذة الجامعة اللبنانية وفي السياق، يواصل اساتذة الجامعة اللبنانية اضرابهم المفتوح طلباً لتعديل سلسلة رواتبهم اسوة بسلسلة القضاة في لبنان، واجتمع وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب مع مجلس رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة شربل كفوري وجرت «متابعة البحث في الأفكار المطروحة لإيجاد حل لمطلب الرابطة بإقرار السلسلة الجديدة التي رفعها وزير التربية إلى مجلس الوزراء». وعبرت الرابطة عن «إصرارها على التلازم مع سلسلة القضاة»، وأكدت في الوقت نفسه «استمرار الحوار»، وأبدت «التقدير للدور الإيجابي الذي يؤديه الوزير في العمل على الاسراع في الحل»، وجرى التوافق على «طلب موعد جديد من رئيس الحكومة واللجنة الوزارية المكلفة التفاوض مع الرابطة من أجل متابعة الحوار». ولفت الوزير دياب إلى أن «هناك شبه توافق على الدرجة»، وكرر موقفه الأساسي أن «الجامعة اللبنانية هي أولوية في سلم اهتماماته»، مشيراً إلى أن «التصلب في المواقف لا يوصل إلى النتيجة المرجوة»، داعياً الرابطة إلى «طرح الأفكار التي يمكن أن تجعل الحوار يتقدم خطوة إضافية، خصوصاً لجهة بلوغ الأهداف على مراحل، وإمكان التفاوض على الضمانات للمرحلة المقبلة مع اللجنة، لتأكيد الحصول على ما تريده الرابطة تدريجاً»، مذكراً ب «مسار الإصلاح الذي يمكن تحقيقه تدريجاً في أرقى الجامعات». وفي غضون ذلك، نفذ طلاب في كلية إدارة الأعمال والعلوم الإقتصادية - فرع النبطية، اعتصاماً في باحة الكلية احتجاجاً على استمرار إضراب أساتذتهم، الذي مضى عليه أكثر من شهرين. ورفعوا شعار «يا دكاترة عملوا معروف ... بدنا نفوت على الصفوف»، مشددين على عدم ربط العام الدراسي بالتجاذبات الحاصلة بين الجامعة والحكومة.