نفذ موظفو الإدارات الرسمية في عدد من المناطق اللبنانية أمس، «انتفاضة نقابية»، توقفوا خلالها عن العمل ثلاث ساعات من التاسعة صباحاً في عدد من الإدارات والوزارات، للمطالبة بإقرار سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام، بدعوة من «هيئة التنسبق النقابية». وأشاد رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب ب «الوقفة الموحدة والشجاعة لموظفي الإدارة العامة» لجهة تعليق الأعمال الإدارية، معتبراً أن هذه الخطوة «تعد انتفاضة نقابية، فللمرة الأولى في تاريخ لبنان يعمد القطاع الإداري إلى كسر حاجز الخوف ويطرح القضايا ويوحّد العمل النقابي في لبنان». وقال غريب بعد زيارته على رأس وفد من «هيئة التنسيق» أمس رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في السراي الكبيرة في حضور وزير التربية حسان دياب لبحث الموضوع، إن ميقاتي «أشار إلى أنه تم تشكيل لجنة»، وقال: «كنا ننتظر تنفيذ الاتفاق الذي تم معه في 7 حزيران (يونيو) الماضي والقاضي بإقرار السلاسل وفقاً للاتفاق الذي كان يقضي بقبضها في حزيران وابتداءً من الأول من شباط (فبراير) 2012 ووفق جدول واحد لا جدولين». وأعلن أن ميقاتي «لم يقدم خلال الاجتماع سوى طرح انعقاد اجتماع لهيئة التنسيق النقابية وبناءً على طلبنا من أجل تسريع الموضوع وحل المشكلة». وأوضح أن الاجتماع سيعقد غداً الخميس في مكتب وزير التربية، ويشارك فيه الوزراء الأعضاء في اللجنة والذين ينتمون إلى الأحزاب والقوى الممثلة داخل الحكومة. ورأى غريب أن هذه الخطوة «نوع من الدفع في اتجاه الحل المنشود الذي لم نصل إليه بعد». وأكد أن «هيئة التنسيق النقابية باقية على موقفها وعلى برنامج تحركها التصعيدي، فغداً (اليوم) ينفذ اعتصام مركزي أمام المقر الحكومي من أجل الدفع لإقرار سلسلة الرتب والرواتب لجميع الموظفين»، معلناً عن خط آخر هو «خط الانفتاح والحوار مع المسؤولين تحقيقاً لغاية واحدة، هي أننا نريد «أن نأكل العنب ولا نقتل الناطور». وقال نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض إن «الموضوع يستأهل انعقاد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء بهدف البت به، لأن الطلاب يريدون الحصول على شهاداتهم والتي نحن حريصون عليها، كما نحن حريصون على مصالح الموظفين والمطلوب قيام خلية نحل في خلال 4 أو 5 أيام لإنهاء الموضوع العالق بيننا». بيان «هيئة التنسيق» ولاحقاً، وزعت «هيئة التنسيق النقابية» بياناً عن اللقاء، وأكدت «المضي في السير بخطين متوازيين، خط الحوار والتفاوض، من أجل الحفاظ على حقوق الأساتذة والمعلمين والإداريين والمتقاعدين والمتعاقدين وموظفي القطاع العام، في إقرار سلسلة الرتب والرواتب الجديدة، وخط المضي في مقاطعة أسس التصحيح والتصحيح في الامتحانات الرسمية حتى تحقيق الهدف عينه». ودعت إلى «تنفيذ الاعتصام المركزي في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم أمام السراي الكبيرة - رياض الصلح»، وحضّت الأساتذة والمعلمين في القطاعين الرسمي والخاص والمتقاعدين والمتعاقدين وموظفي القطاع العام، «إلى أوسع مشاركة من أجل إقرار سلسلة الرتب والرواتب بأسرع وقت ممكن وإعطاء الطلاب شهادات لا إفادات». توقف العمل في الدوائر الرسمية وكان موظفو وزارات الاقتصاد والتجارة والاتصالات والإعلام والشؤون الاجتماعية والثقافة والمهجرين والعمل والزراعة ووزارات أخرى وإدارات رسمية توقفوا عن العمل في الوزارات التزاماً بقرار هيئة التنسيق النقابية احتجاجاً على عدم إقرار سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام. وأكد المعتصمون أحقية مطلبهم، وأعلنوا أنهم سيشاركون في الاعتصام الذي يقام اليوم أمام السراي الحكومية في بيروت. وتوقف موظفو ديوان المحاسبة عن العمل التزاماً بتوصية الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة، كما نفذ عمال بلدية الميناء وموظفوها اعتصاماً تحت شعار «رفضا للمماطلة الحكومية»، أمام مدخل البلدية للمطالبة بإقرار سلسلة الرواتب والأجور. ووزع المعتصمون منشوراً على سائقي السيارات المارة أمام مبنى البلدية يشرح مطالبهم، فيما تجمع آخرون أمام رصيف القصر البلدي.