جاء في تقرير أصدرته "جمعية القانون الفلسطينية" التي رصدت احداث الانتفاضة منذ انطلاقها في 29 أيلول سبتمبر 2000 ان جنود الاحتلال استخدموا القوة المميتة بشكل مفرط لا يتناسب مع الوسائل السلمية التي استخدمها المتظاهرون الفلسطينيون. وأشار التقرير الى ان جميع انواع الاسلحة والذخائر التي استخدمتها قوات الاحتلال ضد المتظاهرين الفلسطينيين قاتلة، بما في ذلك الغاز المسيل للدموع والاعيرة المعدنية المطلية بطبقة رقيقة من المطاط، فقد سقط عدد من المدنيين جراء استنشاقهم الغاز او اصابتهم بالاعيرة المعدنية. واثبتت التحقيقات ان المتظاهرين الذين استنشقوا الغاز كانوا يصابون بحالات تشنج وهيجان، ما اثارشكوكا لدى الاوساط الطبية الفلسطينية بان الغاز المستخدم ضد المتظاهرين في هذه الحالات لم يكن من الانواع المتعارف عليها في السابق. وتمكنت الجمعية من توثيق حالات عدة من الضحايا الفلسطينيين الذي سقطوا صرعى نتيجة اصابتهم بالاعيرة المعدنية المطلية بطبقة رقيقة من المطاط. وثبت ان هذا النوع من الاعيرة اذا اطلق من مسافة قريبة واصاب الراس يصبح قاتلا. ويشير التقرير الى انه استشهد خلال العام الاول من الانتفاضة 678 مواطنا فلسطينياً، بينهم 30 امراة وفتاة، لقيت 8 منهن مصرعهن نتيجة تعطيلهن على الحواجز، و10 اطباء وعمال اسعاف، و3 صحافيين، و95 من افراد اجهزة الامن الفلسطينية، و35 فلسطينياً تمت تصفيتهم. واصيب 10596مواطنا بجروح مختلفة بالاعيرة النارية والمعدنية والشظايا. واستخدمت قوات الاحتلال على نطاق واسع الاسلحةالحربية المتطورة في قصف منازل المدنيين الفلسطينيين، مثل الطائرات الحربية المقاتلة من طرازي اف-16 واف-15 التي استخدمها الاسرائيليون في قصف مقرات تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية في نابلس ورام الله وسلفيت في الضفة الغربيةوغزة ودير البلح في قطاع غزة. كما استخدمت الطائرات المروحية الهجومية على نطاق واسع، اضافة الى الزوارق البحرية ومنصات الصواريخ والمدافع ومدافع الدبابات والرشاشات من مختلف الاعيرة. واوقعت احدى الغارات التي نفذتها طائرات من طراز اف-16 أحد عشر شهيدا وعشرات الجرحى عندما قصفت مركزا تابعا للشرطة في نابلس. ووفقا للمصادر الامنية الفلسطينية فان وزن القذيفة الصاروخية الواحدة التي اطلقتها طائرات اف-16 يصل الى2500 رطل باوند وفي بداية الانتفاضة صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي انتهاكاتها ضد ممتلكات المواطنين الفلسطينيين، إذ قامت باعمال هدم لمنازل المواطنين الفلسطينيين ولمواقع تابعة لاجهزة الامن الفلسطينية، تحت طائلة ذرائع امنية، كاستخدام هذه المنازل لرمي الحجارة باتجاه جنود الاحتلال او الادعاء باستخدامها لاطلاق النار. ونتج عن هذه السياسة تشريد مئات العائلات الفلسطينية. ورافق الهدم تجريف واقتلاع الاشجار. وبلغ عدد المنازل التي هدمتها قوات الاحتلال خلال السنة الاولى من الانتفاضة 384 منزلا، منها 308 منازل في قطاع غزة و76 في الضفة الغربية والقدس المحتلة. وبلغ عدد المنشآت الزراعية التي تم تدميرها 181 منشاة. اما بالنسبة الى تجريف الاراضي، فقد بلغ مجموع مساحات الاراضي التي تعرضت للتجريف 20655 دونماً. واقتلعت قوات الاحتلال والمستوطنين أكثر من 35 ألف شجرة في الضفة الغربية وحدها. وخلال العام الاول من الانتفاضة اعتقلت قوات الاحتلال حوالي 1900 مواطن، ابقت على حوالي الف منهم رهن الاعتقال, واعادت سلطات الاحتلال العمل بسياسة الاعتقال الاداري، إذ حولت 17 معتقلا الى الاعتقال الاداري لا يزالون أسرى سجن "مجدو". وارتفع عدد المعتقلات الفلسطينيات الى ثلاث عشرة معتقلة منهن اربع قاصرات. وتعرض بعضهن للضرب المبرح على ايدي السجانين والمحققين الاسرائيليين .