اقيم في باريس أخيرا معرض خاض لأحذية نجوم السينما والمسرح في متحف الأحذية في مدينة رومان في الوسط الفرنسي يكشف عن الكواليس السينمائية التي كانت خافية على الجمهور حتى الآن، وعن اسم مصمم تلك الأحذية الايطالي كارلو بومبي الذي ورث المهنة عن والده ارنست الذي أسس مصنعه سنة 1932. ويضع كارلو، الذي ولد سنة 1938، ثمانمئة الف حذاء تحت تصرف النجوم والفنانين اليوم. والطلبات تنهال عليه بين عشرين الى ألف حذاء دفعة واحدة. وهو يحققها بدءاً من رسوم يتلقاها من الخياطين. يعرض كارلو ايضاً مجموعة احذيته السينمائية للايجار، وهو يصنعها على القياس من أجل فيلم معين او مسرحية معينة. احذية ليز تايلور وآلان ديلون وجين مورو وسيمون سينيوريه وروبير ردفورد وميريل ستريب وحتى ميوميو وسواها كثيرات وكثيرون. صنادل فيلم كوفاديس التي انتعلها روبير تايلور وأحذية ميشيل بفيفير في فيلم "زمن البراءة"، ومروراً بجزمات ايزابيل ادجاني في فيلم "الملكة مارغو"، وجميعها تتابعت كقطع فنية فعلاً من دون ان تتشابه. وفي المعرض اربعة عشر حذاء كان استخدمها ايمانويل بيار في دوره "إمرأة فرنسية"، الى جانب الأحذية التي عُرضت بصورة خاصة من فيلم "كليوباتره" و"سيرانو دي بيرجيراك" و"الامبراطور الأخير". لكل فيلم ثلاثون او اربعون حذاء، ومع لباس الممثل الرئيسي احياناً. وقد يحتار الناظر الى بعض الأحذية المعروضة ويتساءل هل هي فعلاً أحذية ام تحف فنية بكعوبها المنحوتة والمزخرفة وبنعالها السميكة والمنقوشة. في المعرض ايضاً احذية سيرك ورقص وأوبرا. وأهمها احذية المهرج الشهير بألوانها الصفراء والخضراء وبحجمها غير المعقول. كما ان هناك تاريخ الحذاء الذي يتمثل بثلاثمئة وخمسين حذاء تحكي قصته منذ العصور القديمة حتى القرن العشرين والتي استوحى منها كارلو بومبي تصاميمه للافلام التاريخية. وتشهد هذه الأحذية التي استخدمها نجوم الفن السابع في المشي والرقص والزواج، على التطور الذي لحق بالحذاء، وعلى المحافظة الاستمرارية في فكرته الأساسية في تعليب القدم بأشكال مختلفة. احذية "جان بول بلموندو" في فيلم "البؤساء"، عرضت مع مراحل تنفيذها من تصاميم وقوالب وأربطة وجلود. وصور محترفات كارلو بومبي الموجودة في روما والمتوزعة ايضاً في باريس وبروكسل والولايات المتحدة الاميركية ملأت قاعات كاملة من متحف الأحذية. وجميعها تمثل الأيدي العاملة في احذية نجوم السينما مع كل الأدوات اللازمة للمهنة. كان هناك جيرار ديبارديو، الذي رعى افتتاح المعرض، يتفرج على احذيته في فيلم سيرانو بيرجيراك الذي قام ببطولته. وأحذية انيتا ايكبيرغ في فيلم "الدولتشي فيتا"، كانت تتنافس مع أحذية رومي شنيدر في فيلم "الصيرفية"، مع ان المصمم واحد وهو كارلو الذي يعرف القليلون انه خرّيج معهد العلوم السياسية في روما وانه كان مساعد مخرج في الوسط المسرحي والسينمائي بين سنة 1963 و1970. ومنذ سنة 1991، سلم كارلو الى ابنته فرانشيسكا، خريجة مدرسة الفنون الجميلة، مسؤولية الاشراف على مصنع روما لأحذية النجوم السينمائية. وكان كارلو نال سنة 1995 جائزة الحرفيات الفنية للاستعراضات، وكذلك الميدالية الذهبية من مقاطعة بافيير في المانيا. في المعرض ألف وخمسمائة حذاء، هي نماذج لأحذية مئتين وأربعة عشر فيلماً وأربع وستين مسرحية ومئة وخمس وسبعين اوبرا وتسع وعشرين اوبريت. انها هجمة حذائية سينمائية لم يكن يتصور ان اهميتها بهذا القدر وان مداها بهذا القدر، لولا هذا المعرض الفريد الذي لم ينزع الوهج طبعاً عن حذاء "الطفل نابليون"، ولا عن بابوج انيقة القرون الوسطى، لكنه جعل الآلاف من زوار المعرض ينظرون الى اقدام النجوم هذه المرة، وليس الى الوجوه ولو كان وجه اليزابيت تايلور المنهمكة اليوم في اجراءات طلاقها الثامن.