"انها أشبه بعودة الحق الى أهله". بهذه العبارة علّق ناقد اميركي على العرض الذي قدمت فيه خلال الدورة الأخيرة لمهرجان "كان"، بضعة مشاهد من الفيلم البولندي الجديد "كوفاديس" الذي ينجزه في بولندا، الآن، المخرج المخضرم جرزي كافاليروفيتش، الذي سبق للسينما العالمية ان عرفته عبر أفلام تاريخية عدة ناجحة منها فيلم "الفرعون" الذي صوره في مصر، وساعده فيه صلاح أبو سيف. تعليق الناقد الاميركي يتأتى من واقع ان رواية "كوفاديس" نفسها التي أخذ عنها الفيلم هي من تأليف الكاتب البولندي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1905 ه. سنكفيتش. وهذا الواقع كثيراً ما جهله ملايين المتفرجين من الذين سبق لهم أن شاهدوا الفيلمين القديمين اللذين حققا عن الرواية نفسها بين مرات عدة اقتبست فيها الرواية سينمائياً: في ايطاليا عام 1924 على يد السينمائي غابريلينو دانونزو ابن الكاتب الشهير، وفي هوليوود عام 1951 على يد المخرج مرفين ليروا من بطولة روبرت تايلور وديبورا كير وبيتر استينوف. واليوم إذ يقدم كافاليروفيتش على استعادة هذا العمل محققاً بذلك مشروعاً ولد لديه، على ما يقول، قبل نصف قرن وظل عاجزاً عن تنفيذه، انما يعيد الى بولندا ما هو حق لها. و"كوفاديس" كما هو معروف يروي فصلاً من نضالات المؤمنين المسيحيين في روما القديمة أيام نيرون - وعرضه العالمي الأول سيكون في أيلول سبتمبر المقبل، علماً ان الفيلم الذي يعد الأغلى في تاريخ السينما البولندية كلف ما يزيد على 18 مليون دولار.