وصلت الازمة الافغانية الى مرحلة "الحل الافغاني" الذي يصنعه ابناء هذا البلد ويؤدي الى تسلم المجاهدين السلطة. لكن العالم اكتشف ان المجاهدين الافغان، الذين اثاروا اعجابه وحازوا على احترامه لسنوات طويلة، استطاعوا "الاتفاق" على الحرب وعلى القتال ضد المحتلين السوفيات وانصارهم، لكنهم غير قادرين على الاتفاق، بسهولة، على السلام وعلى صيغة موحدة لاخراج بلدهم من مرحلة الدمار والاقتتال، ولادارة شؤونه بأنفسهم. وما يجري حالياً في هذا البلد ينطبق عليه مثل افغاني قديم يقول: "الافغان لا يعرفون السلام في ما بينهم الا حين يكونون في حال حرب". واسم افغانستان كان رمزاً، سنوات طويلة، وخصوصاً منذ الغزو السوفياتي لهذا البلد في كانون الاول ديسمبر 1979 في عهد بابراك كارمل، لمجموعة امور مهمة ابرزها الآتية: 1- افغانستان كانت، اولاً، رمزاً للجهاد ضد المحتل: شعب شبه اعزل رفض قبول الامر الواقع والرضوخ للمحتلين فواجه، بأسلحة خفيفة في البداية، قوات ثاني اكبر دولة في العالم، وتحمل الخسائر الجسيمة لكنه تمكن، في نهاية الامر، من حمل القيادة السوفياتية على اتخاذ قرار الانسحاب من هذا البلد وتنفيذ الانسحاب في شباط فبراير 1989. صحيح ان الظروف الدولية المتغيرة لعبت دوراً مهماً في اقناع الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف بالانسحاب من افغانستان، لكن جهاد ابناء هذا البلد كان العامل الاساسي في هذا المجال. 2- افغانستان كانت ثانياً، رمزاً للثمن الباهظ الذي يدفعه شعب من شعوب العالم الثالث حين يرفض الاذعان لقوى عظمى او لما تخططه وترسمه الدول الكبرى. فقد قتل ما لا يقل عن مليون ونصف مليون افغاني خلال سنوات المواجهة مع المحتل السوفياتي، وهاجر من هذا البلد اكثر من 5 ملايين افغاني - انتقلوا للعيش في باكستان وايران - وذلك من اصل 15 مليون نسمة يشكلون عدد سكان افغانستان. اما الدمار الذي لحق بمدن وقرى هذا البلد فيقدر بعشرات المليارات البلايين من الدولارات. 3- افغانستان كانت، ثالثاً، رمزاً لأهم وأخطر نزاع في العالم الثالث نتج عن الصراع الاميركي - السوفياتي وأفرزته الحرب الباردة بين الدولتين العظميين. واذا كان السوفيات استخدموا "ورقة افغانستان" لمحاولة مد نفوذهم خارج نطاق الكتلة الاشتراكية و "التأثير" على منطقة الخليج، فان الاميركيين - خصوصاً في عهد ادارة الرئيس ريغان - استخدموا الورقة الافغانية كما استخدموا نيكاراغوا وانغولا ودعموا تنظيمات من المجاهدين الافغان وزودوها بأسلحة متطورة، خصوصاً صواريخ "ستينغر"، وذلك ليس فقط لتقليص النفوذ السوفياتي خارج حدود الكتلة الاشتراكية، بل ايضاً لاضعاف الامبراطورية السوفياتية من الداخل. وفقدت افغانستان اهميتها، بالنسبة الى السوفياتي، حين تحول الصراع بينهم وبين الاميركيين الى تعاون، واتخذوا قرار الانسحاب من هذا البلد حتى قبل ان ينهار الاتحاد السوفياتي ويتبعثر الى مجموعة جمهوريات مستقلة، اسلامية وغير اسلامية. لكن افغانستان ليست، فقط، مجموعة رموز، بل انها تشكل عالماً في حد ذاته، متشابكاً ومعقداً الى درجة ان بنون سيفان مبعوث الاممالمتحدة المسؤول عن الملف الافغاني قال: "ان الوضع في افغانستان أسوأ من الوضع في لبنان وأكثر تعقيداً". وصحيح ان افغانستان مؤلفة من عرقين اساسيين هما: الباشتون في الجنوب عموماً والطاجيك يحالفهم الاوزبك في الشمال خصوصاً، وصحيح ان اغلبية هذا البلد من المسلمين السنة 80 في المئة من مجموع السكان الا ان التعقيدات والمصاعب ناتجة عن عنصرين رئيسيين: الأول يتعلق بوجود تنظيمات عدة للمجاهدين ومراكز قوى وسلطة كثيرة ونزاعات قبلية وعرقية ودينية وعقائدية تاريخية، اضافة الى تحالفات خارجية متنوعة. الثاني يتعلق بالتغيير الذي طرأ على البلاد نتيجة سنوات الحرب هذه. فتقليدياً ومنذ اكثر من 250 سنة، كان الحكم في افغانستان في ايدي الباشتون الذين كانوا يشكلون اكثرية السكان. اليوم لا يزال الباشتون يشكلون 40 في المئة من عدد السكان أي انهم يبلغون 6 ملايين نسمة لكن ثلاثة ملايين منهم هاجروا الى باكستان ولم يبق في افغانستان الا ثلاثة ملايين باشتوني، اي ان عددهم يوازي عدد الطاجيك الذين يعيشون اليوم في هذا البلد 3 ملايين نسمة ايضاً. وفي الوقت الذي اختار عدد كبير من الباشتون الهجرة الى الخارج، فضل الطاجيك - بأكثريتهم الساحقة - البقاء داخل البلاد. وبعد انسحاب القوات السوفياتية من افغانستان بدا واضحاً ان الطاجيك لم يعودوا يقبلون ان تبقى السلطة في ايدي الباشتون، وأخذوا يسعون الى تغيير الواقع الذي استمر منذ منتصف القرن الثامن عشر، بالتعاون مع بعض الاقليات العرقية الاخرى. مشروع "أسد افغانستان" وفي هذا "العالم الافغاني" المتشابك المعقد، يبرز رجلان، يحمل كل منهما مشروعه وتصوراته "للحل الافغاني": الاول هو احمد شاه مسعود والثاني هو قلب الدين حكمتيار. الاول يحمل، رسمياً، لقب "رئيس مجلس شورى النظار" التابع للجمعية الاسلامية التي يتزعمها برهان الدين رباني، وشعبياً يحمل لقب "اسد الشمال"، و "نسر بنشير". والثاني هو زعيم الحزب الاسلامي. الجمعية الاسلامية، التي يعتبر مسعود قائدها العسكري البارز ومن اهم رموزها، منتشرة في انحاء افغانستان لكن مركز قوتها في الشمال والغرب حيث الطاجيك والاوزبك. اما الحزب الاسلامي بزعامة حكمتيار فعلى رغم ان له وجوداً وانصاراً في مختلف انحاء افغانستان الا ان معظم اتباعه من الباشتون تضاف اليهم اقلية من الطاجيك والاوزبك. وقد يبدو من باب المبالغة والتبسيط القول ان النزاع الافغاني، بكل جوانبه وامتداداته، تحول، في نهاية الامر، الى صراع بين رجلين هما احمد شاه مسعود وقلب الدين حكمتيار. ولعل الاصح القول ان تيارين رئيسيين يتصارعان اليوم في افغانستان ويسعيان، كل على طريقته، الى اقامة سلطة المجاهدين في هذا البلد. التيارالاول يمثله مسعود ويدعو الى "حل اسلامي واقعي ومنفتح" يكون للطاجيك دور اساسي فيه، والثاني يمثله حكمتيار ويدعو الى "حل اسلامي متشدد". ولا بد من التوقف عند كل من هذين التيارين. احمد شاه مسعود هو، في نظر الغرب، "نوع من الاسطورة"، وفي نظر الافغان احد ابرز قادة المجاهدين واكثرهم براعة في مواجهة المحتلين السوفيات. اضافة الى ذلك فهو سياسي واستراتيجي لامع، لا يخشى "المساومات" والتفاوض من وراء الكواليس لتحقيق الاهداف التي يسعى اليها. ومسعود طاجيكي يبلغ من العمر 39 سنة، والده كان كولونيلاً في عهد الملك ظاهر شاه، وقد درس الهندسة في كابول قبل ان يبدأ، باكراً، نضاله السري. صدامه الاول مع حكمتيار يعود الى العام 1975 حين قررت الجمعية الاسلامية التي ينتمي اليها القيام بانتفاضة مسلحة ضد نظام محمد داوود الذي اطاح بظاهر شاه في تموز يوليو 1973. وتم التفاهم على توزيع المواقع والمسؤوليات بين مسعود وحكمتيار. لكن ما حدث هو ان الجمعية الاسلامية صرفت النظر عن الانتفاضة في اللحظة الاخيرة، غير ان حكمتيار لم يقم بابلاغ مسعود بذلك، فبدأ هذا الاخير حركته في الشمال ضد نظام داوود الذي تمكن من قمعها بشدة، ما ادى الى سقوط عدد كبير من الضحايا في وادي بنشير وفرار مسعود الى باكستان. ولم يعد مسعود الى بلده الا عام 1978 بعد الاطاحة بنظام محمد داوود وتولي الشيوعيين الحكم بقيادة نور محمد طرقي. وحين غزا السوفيات افغانستان في نهاية 1979، بعدما تسلم بابراك كارمل الحكم في كابول، بدأ مسعود نضاله المسلح ضد المحتلين من معقله في وادي بنشير، ولمع اسمه في افغانستان وفي العالم منذ السنوات الاولى للاحتلال. وطوال السنوات الماضية، اشتهر مسعود بمقدرته التنظيمية وتعلقه بالاسلام وانفتاحه على مختلف الطوائف والقوى التي تتشكل منها التركيبة الافغانية، اشتهر "بمرونته" في التعامل مع الواقع الدولي والحلول السياسية لأزمة بلده. ويعتبر الخبراء الغربيون ان مسعود هو "الاكثر انفتاحاً وديموقراطية" بين قادة المجاهدين البارزين. وقد تمكن مسعود في السنوات القليلة الماضية من انشاء نوع من الدولة - اطلق عليها البعض اسم "مسعو دستان" - تشمل وادي بنشير ومناطق من شمال البلاد وعلى امتداد حدود افغانستان مع الاتحاد السوفياتي سابقاً وتقدر مساحتها بأكثر من 10 آلاف كليومتر مربع. لكن على رغم ذلك، ركز مسعود جهوده على تحرير افغانستان وتوحيدها وليس على تقسيمها الى دويلات عرقية وطائفية. قبل استقالة الرئيس الافغاني نجيب الله في 16 نيسان ابريل الجاري، ابدى مسعود استعداده لتأييد خطة الاممالمتحدة لحل المشكلة الافغانية، وهي خطة حملها وروج لها بنون سيفان وتدعو خصوصاً الى عقد مؤتمر افغاني موسع في جنيف او فيينا تحضره مختلف الاطراف الافغانية ما عدا نجيب الله وتنبثق عنه حكومة انتقالية موقتة تتولى اجراء انتخابات في البلاد والاشراف على تأليف حكومة شرعية ووضع دستور جديد لأفغانستان. لقد تعامل مسعود "بواقعية" مع خطة الاممالمتحدة، كما وافق - ضمناً ان لم يكن علناً - على قيام حكومة انتقالية موقتة في كابول تضم عناصر "محايدة" لا تنتمي الى المجاهدين او الى النظام السابق، تمهيداً لاجراء انتخابات وتشكيل حكومة شرعية. غير ان موقف مسعود من خطة الأممالمتحدة تبدل بصورة جذرية بعد استقالة نجيب الله ولجوئه الى مقر الأممالمتحدة في كابول. فمنذ رحيل نجيب الله اصبح مسعود يعتبر ان خطة الاممالمتحدة لم تعد صالحة وقد تجاوزها الزمان، كما انه اخذ يعتبر ان وجود "حكومة محايدة" لن يحل المشكلة لأنها لا تستطيع ضبط الاوضاع بعدما انهار نظام كابول. ويرى مسعود ان الاممالمتحدة يجب ان تلعب دوراً جديداً في الازمة الافغانية هو تسهيل تسلم المجاهدين السلطة سلمياً في كابول. وفي الايام القليلة الماضية بدأ مسعود يسعى الى تحقيق الاهداف الرئيسية الآتية: 1- السيطرة سلمياً على كابول وتجنب وقوع صدامات مع بقايا النظام السابق. فهو يعتبر ان احتلال كابول بالقوة - وهو ما يستطيع تنفيذه عسكرياً - سيفجر حرباً اهلية، خصوصاً بين الطاجيك والباشتون، ويؤجل الحل السلمي فترة طويلة. ويرى مسعود ان السيطرة سلمياً على كابول أمر اساسي وضروري لاحلال السلام "ومن يسيطر على كابول يحكم افغانستان". وعلى هذا الأساس أمر قواته باقامة نوع من "الحزام الامني" حول العاصمة الافغانية لحمايتها ومنع قوى اخرى معارضة لتصوراته من اقتحام المدينة. كما ان مسعود اجرى مفاوضات مع عناصر من النظام السابق بهدف التوصل الى صيغة سلمية لدخول المجاهدين الى كابول وتجنب حدوث صدامات مع القوات المسلحة هناك. 2- يريد مسعود قيام حكم اسلامي مستقر في كابول يلعب فيه الطاجيك دوراً محورياً، لكن يكون منفتحاً على الباشتون وعلى الاعراق والطوائف الاخرى. ولذلك تعاون مسعود مع عدد من القيادات والشخصيات الباشتونية. 3- يعتبر مسعود ان من الضروري حدوث "اجماع وطني" حول النظام الاسلامي الجديد في افغانستان، ويعارض من هذا المنطلق المحاولات الهادفة الى تحكيم فئة على فئة او استئثار البعض بالحكم، او ضمناً، استمرار حكم الباشتون. 4- يبدي مسعود انفتاحاً على التعاون مع دول اسلامية وعربية واجنبية عدة لتحقيق الاستقرار في افغانستان واعادة تعمير البلاد. هذه الاهداف تشكل "مشروع" مسعود - والتيار الذي يمثله - لحل الازمة الافغانية. والملفت للانتباه ان "مشروع مسعود" هذا يلقى تجاوباً - بالنسبة الى نقاط اساسية فيه - من جانب بقايا النظام السابق. والواقع انه خلال الاسابيع الماضية برزت في كابول مجموعة داخل نظام نجيب الله ارغمت الرئيس الافغاني على الاستقالة وأجرت اتصالات سرية مع مسعود للتفاهم على صيغة الحكم في المرحلة المقبلة. وهذه المجموعة تؤيد انتقال الحكم من الباشتون الى الطاجيك، وهي التي تعاونت مع قوات مسعود للسيطرة على مدينة مزار الشريف - ثاني اكبر المدن الافغانية - في آذار مارس الماضي. هذه المجموعة شكلت مجلساً عسكرياً تولى الحكم في كابول بعد رحيل نجيب الله برئاسة الجنرال الطاجيكي محمد نبي عظيمي نائب وزير الدفاع، وعضوية عدد من العسكريين البارزين من غير الباشتون. وضمن هذا الاطار تم التوصل الى تفاهم بين مسعود والمجلس العسكري الرباعي في كابول لتسليم السلطة الى المجاهدين من دون اراقة دماء. وضمن هذا الاطار ايضاً لا يستبعد مسعود قيام تعاون بين النظام الاسلامي الذي سيقيمه المجاهدون وعناصر من الجيش تعاونت مع نظام نجيب الله. وقد اعلن الرئيس الافغاني بالوكالة عبد الرحيم هاتف ان حكومته مستعدة لنقل السلطة في كابول سلمياً الى المجاهدين اذا اتحدوا وألفوا حكومة يمكن نقل السلطة اليها. وبعد هذا التفاهم حول كابول تم الاتفاق بين معظم زعماء المجاهدين - وبتشجيع مباشر من باكستان - على انشاء مجلس موحد للمجاهدين يتولى السلطة سلمياً في البلاد وتنبثق عنه حكومة ائتلافية تضم قادة معظم تنظيمات المجاهدين. واختارت الجمعية الاسلامية احمد شاه مسعود والمهندس محمد ايوب ممثلين عنها في مجلس المجاهدين. اما حكومة المجاهدين فترددت انباء ان برهان الدين رباني زعيم الجمعية الاسلامية هو الذي سيؤلفها، مكرساً بذلك انتقال السلطة - للمرة الاولى منذ 250 سنة - من الباشتون الى الطاجيك. والواضح ان مشروع مسعود - او تياره - يلقى تأييداً علنياً او ضمنياً من الاممالمتحدة ودول عدة اسلامية وعربية واجنبية معنية مباشرة بتطورات الوضع في افغانستان. وهذا التأييد نابع من كون هذا المشروع يوحد افغانستان ويفتح المجال امام ائتلاف وطني واسع لحكم البلاد، كما انه يؤدي الى قيام "نظام اسلامي معتدل ومنفتح" في كابول. وتبدي الولاياتالمتحدة "تأييداً" لمشروع مسعود، اذ ان المسؤولين الاميركيين يخشون من قيام نظام اسلامي "متشدد" في كابول بزعامة حكمتيار، مثلاً، يسعى الى "تصدير الثورة الاسلامية" الى دول مجاورة اخرى و "زعزعة" استقرارها، والتأثير على الجمهوريات الاسلامية المستقلة حديثاً في ما كان يسمى الاتحاد السوفياتي. ومن هذا المنطلق يمثل مسعود - وتياره - "الحل الافغاني الواقعي والمعتدل والانسب" للبلاد. ماذا يريد حكمتيار؟ ويقف قلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الاسلامي في خط معارض تماماً لخط مسعود. فحكمتيار يرفض اية "مهادنة" مع بقايا النظام السابق في كابول، وهو يعارض - ضمناً - توجه مسعود والتيار الذي يمثله الى انتزاع الحكم من الباشتون حكمتيار باشتوني وهو يريد اقتحام كابول بالقوة لاقامة نظام اسلامي "متشدد" ولا يبدي استعداداً كبيراً للانفتاح على تنظيمات المجاهدين الاخرى او على قوى معينة في البلاد. ويرفض حكمتيار التعاون بأي شكل مع عناصر من النظام السابق، ويدعو الى اسقاط كابول بالقوة ولو ادى ذلك الى تفجير حرب اهلية بين الافغان والى تعطيل فرص الحل السلمي. ومن هذا المنطلق رفض حكمتيار مجلس المجاهدين الذي وافق عليه مسعود، كما انه اعلن معارضته لتأليف حكومة للمجاهدين تنبثق عن هذا المجلس وعين حكمتيار بدلاً من ذلك مجلساً ثورياً لتولي السلطة في كابول واتخذ الاستعدادات العسكرية اللازمة لمهاجمة العاصمة. وينطلق حكمتيار من اعتبار حزبه هو الحزب الاساسي في افغانستان، وبالتالي فان هذا الحزب هو الذي يجب ان يكون له الدور الاولى في البلاد في مرحلة "حكم المجاهدين". *** هل تكون "معركة كابول" هي المعركة الاخيرة - والحاسمة - بين مسعود وحكمتيار؟ قبل التطورات الاخيرة كان يقال ان مسعود واجه في حياته 3 اعداء: الجيش السوفياتي، قوات النظام الافغاني المرتبط بموسكو، وقلب الدين حكمتيار. ولم يبق اليوم من هؤلاء الاعداء الا حكمتيار. لا يمكن ان يكون مصير افغانستان مرتبطاً، بالطبع، بنتائج هذه "المبارزة الاخيرة" بين مسعود وحكمتيار. بل ان مصير افغانستان مرتبط بانتصار احد المشروعين: مشروع مسعود الاسلامي التوحيدي المستقبلي، ومشروع حكمتيار الذي ينقل، عملياً، الحرب الى صفوف رفاق السلاح، في الوقت الذي اصبحت كابول، عملياً في ايدي المجاهدين.