أكد صاحب زاده يعقوب خان ممثل الامين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية، لپ"الوسط"، ان لقاء جنيف الذي كان مقرراً عقده لتحديد هوية المشاركين في استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية "تأجل"، وأن ذلك "لا يشكل فشلاً" للجهود التي تبذلها الأممالمتحدة لحل مشكلة الصحراء. وكان مفترضاً ان يعقد لقاء جنيف في 30 تشرين الثاني نوفمبر الماضي بين شيوخ قبائل الصحراء الغربية 19 شيخاً من الصحراء الغربية الواقعة تحت السيادة المغربية و19 شيخاً من نظرائهم في المخيمات التي تسيطر عليها البوليساريو في منطقة تندوف غرب الجزائر عند الحدود المغربية برعاية يعقوب خان، غير انه لم يعقد بسبب سياسة المماطلة والتسويف التي اعتمدتها البوليساريو متذرعة ببعض التعديلات النوعية التي ادخلت على تركيبة وفد شيوخ القبائل الصحراوية المغاربة، لا سيما وجود ابراهيم حكيم، قائد البوليساريو المنشق الذي رجع الى المغرب قبل اشهر بصفة مستشار للوفد المغربي. وقد بذل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والحكومة المغربية جهوداً حثيثة لانقاذ لقاء جنيف. غير ان البوليساريو تمسكت بموقفها فتعطل اللقاء وتعطلت معه اعمال لجنة تحديد الهوية، أي مجموعة 39 شيخاً من قبائل الصحراء الغربية، الرامية الى تسريع عملية تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 690 الذي ينص على استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية. وفي اتصال هاتفي معه في جنيف، اعرب صاحب زاده يعقوب خان لپ"الوسط" عن أسفه لتعثر انعقاد لقاء شيوخ قبائل الصحراء الغربية وقال: "كنت مستعداً للبقاء في جنيف الى ما لا نهاية بانتظار اتاحة الفرصة لعقلاء قبائل الصحراء الغربية كي يبارشوا مهمتهم الحيوية. ولكن الامور بدت معقدة منذ عشية اللقاء". وعلمت "الوسط" ان يعقوب خان، رغبة منه في اشاعة اجواء الارتياح في اوساط لجنة تحديد الهوية، اقام حفل استقبال عشية اللقاء المقرر في جنيف دعا اليه افراد الوفدين، المغربي والبوليساريو، لكن وفد البوليساريو لم يلب الدعوة تنفيذاً لتعليمات واضحة من قيادته. وكان مقرراً أن يحل شيوخ القبائل، من الطرفين، في فندق واحد في جنيف، تسهيلاً لمهمة الوفدين غير ان البوليساريو رفضت الفكرة، فحل وفد شيوخ قبائل معسكرات تندوف في فندق بعيد، ولم يتمكن شيوخ القبائل من مغادرة مقر اقامتهم، كما علمت "الوسط"، تنفيذاً لتعليمات سرية من قيادة البوليساريو التي خشيت، على ما يبدو، من احتمال انشقاق بعض شيوخ القبائل والتحاقهم باخوانهم في الوفد المغربي. ومع هذا يرفض يعقوب خان استخدام كلمة "فشل" ويراهن على جهود العقلاء من الطرفين، المغرب والبوليساريو، لتسريع مساعي الأممالمتحدة، لا سيما بدء اعمال لجنة تحديد الهوية التي تمثل حجر الزاوية في خطة السلام الاممية لحل مشكلة الصحراء الغربية. حين كلف بطرس غالي الامين العام للأمم المتحدة يعقوب خان تمثيله في الصحراء الغربية في 27 آذار مارس 1992، تحفظت البوليساريو على دور وزير خارجية باكستان السابق واتهمته بالعمل على تنفيذ الاطروحة المغربية في الصحراء الغربية، لا سيما توسيع لوائح الاحصاء الاسباني لعام 1974. ومع هذا فان مطالبة المغرب بتوسيع لوائح الاحصاء الاسباني لاستيعاب اسماء المبعدين وأحفادهم من ابناء الصحراء الغربية رافقتها جهود ديبلوماسية مغربية لاعادة المهجرين المغاربة، من مخيمات تندوف، غرب الجزائر الخاضعة لسيطرة البوليساريو، الى بلادهم. فمنذ مطلع تشرين الثاني نوفمبر الماضي كثف المغرب مساعيه الديبلوماسية التي بدأها مطلع العام الجاري لدى المنظمات الدولية المعنية بأوضاع اللاجئين من اجل تمكين سكان مخيمات تندوف من العودة الى بلادهم والمشاركة في الاستفتاء على تقرير المصير. وفي هذا السياق صرح أحمد بن سوده، مستشار الملك الحسن الثاني لپ"الوسط" خلال اتصال هاتفي معه "ان الرباط طلبت رسمياً من الأممالمتحدة، وتحديداً المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، الاشراف على عودة هؤلاء النازحين الى المغرب". ولفت النظر ان الحصار الذي ضربته قيادة البوليساريو على سكان مخيمات تندوف لمنعهم من العودة الى المغرب، اتسع ليصل الى جنيف، حيث اقام جهاز امن البوليساريو حزاماً أمنياً قاسياً منع شيوخ قبائل هذه المخيمات من الخروج الى أبعد من محيط الفندق الذي حلّوا فيه. وعن تعثر لقاء جنيف بين شيوخ قبائل الصحراء الغربية قال بن سوده ل "الوسط": "نحن على أرضنا والذين ضلوا يواصلون التوغل في أوهامهم. ونحن الذين بادرنا الى المطالبة بالاستفتاء لتقرير المصير، حين اقترح الملك الحسن الثاني على قمة اديس أبابا الافريقية عام 1982 هذه الفكرة ايماناً منا بالنتائج الأكيدة لهذا الاستفتاء".