} انتهت الاجتماعات التقنية بين المغرب وجبهة "بوليساريو" في جنيف من دون تحقيق تقدّم، في وقت حمّلت الجزائرالرباط مسؤولية ما يمكن ان يترتب عن عرقلة خطة السلام، لافتة الى ان "طبول الحرب" تُقرع. أبدت الحكومة الجزائرية "قلقاً شديداً" من تعقد الأوضاع في منطقة الصحراء الغربية بعد "رفض" الوفد المغربي الى مفاوضات جنيف "المساهمة في تسوية القضايا الخلافية التي تعترض خطة استفتاء تقرير المصير في الصحراء". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" أمس إن "رفض المغرب التزام خطة السلام في المنطقة يثير قلقنا، خصوصاً أن طبول الحرب أصبحت تقرع على أكثر من صعيد". وحمّل مصدر جزائري المغرب "كامل مسؤولياته في كل ما من شأنه أن يمس الأمن والاستقرار في المنطقة". ولفت إلى أن اتصالات مكثفة بين الدول المغاربية تمت أخيراً، على أكثر من مستوى، لإبعاد المنطقة عن شبح الحرب من خلال إرساء علاقات "التعاون وحسن الجوار". وجاء القلق الجزائري بعد يومين فقط من إنهاء المسؤول الرفيع في وزارة الخارجية الأميركية رونالد نيومان زيارة للجزائر التقى فيها مسؤولين في الحكومة و"وزير خارجية" جبهة "بوليساريو" محمد ولك سالك وبحث في التطورات التي شهدها مسار الاستفتاء. وأُفيد ان وفد "بوليساريو" أبلغ نيومان ان الجبهة الصحراوية تنوي العودة الى العمل المسلح في حال عدم تحرك أعضاء مجلس الأمن لضمان تطبيق خطة السلام واتفاقات هيوستن التي وقعها طرفا النزاع في 1997. واعتبر الوفد الصحراوي بقاء "مينورسو" في الصحراء "غير مبرر" في حال عدم "إلزام" المغرب العمل وفق الخطة الدولية. وكانت "بوليساريو" أوقفت عملياتها المسلحة ضد المغرب سنة 1989 لتفتح الباب أمام المجموعة الدولية للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع الذي بدأ سنة 1975. غير أن التطورات الأخيرة في الصحراء قلبت الآمال بإجراء الاستفتاء في غضون أشهر. وأفادت مصادر جبهة "بوليساريو" ان الوفد المغربي الى مفاوضات جنيف لجأ "في خطوة جديدة لدفع المجموعة الدولية إلى التفكير في حل آخر غير الاستفتاء في الصحراء، الى عدم إبداء أي أهمية للاجتماعات قبل أن يعمد إلى مقاطعة الاجتماع الذي خُصص الجمعة لقضية الطعون الخاصة بعملية تحديد هوية الناخبين". وتابعت ان أعضاء الوفد المغربي "رفضوا إبلاغ مواقفهم إلى الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة" ويليام إيغلتون. ونقلت عن الأخير إبداءه "خيبته الشديدة" لموقف الوفد المغربي وانه أكد ان المغاربة كانوا على علم بجدول اعمال الاجتماع وتفاصيله. ولم تُعلن الأممالمتحدة عن أي لقاءات جديدة بين المغرب و"بوليساريو" بعد انتهاء اجتماعات جنيف. لكن يُعتقد ان اجتماعاً سيُعقد في أيلول سبتمبر المقبل. وأفادت المصادر الصحراوية ان الوفد المغربي إلى اجتماعات جنيف التقنية رفض حضور جلسات اليوم الثاني الخاصة بمشكلة تحديد الهوية وملف الطعون وامتنع عن الإدلاء بموقفه. وتابعت ان "بوليساريو" عرضت، في المقابل، موقفها من هذه المسألة بالتفصيل، بناء على ما ورد في مذكرة قدّمتها الى الاجتماع الذي استضافه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جيمس بيكر في لندن الشهر الماضي.