تندوف الجزائر - رويترز، أ ف ب - أعلن الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان امس الاثنين انه حصل على موافقة جبهة "بوليساريو" على خطة سلام للصحراء الغربية. وقال عقب محادثات اجراها مع زعماء "بوليساريو" في مخيم السمارة في تندوف، انه حصل على "موافقة صريحة" على خطته للسلام في الصحراء. إلا انه قال ان المغرب اثار بعض المخاوف في شأن اقتراحاته. وكان أنان وصل امس الى مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف لمحاولة اقناع "جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" بالموافقة على خطة لتسوية النزاع في الصحراء. واستأنف أنان الذي وصل مساء الاحد الى الجزائر، جولته على شمال افريقيا بعدما قطعها الشهر الماضي بسبب الازمة العراقية. والجولة مخصصة للبحث عن حل لهذا النزاع المستمر منذ 23 عاماً. والتقى انان فور وصوله الى تندوف بعثة الاممالمتحدة الى الصحراء الغربية مينورسو، واجرى محادثات مع الامين العام لپ"بوليساريو" محمد عبدالعزيز في مخيم السمارة قرب تيندوف. ويعيش في هذه الارض القاحلة المسماة "صحراء الصحارى" في جنوب غربي الجزائر نحو 175 الف صحراوي فروا من الصحراء الغربية لدى ضمها الى المغرب في 1975. ويعيش هؤلاء منسيين في مخيمات اقيمت من دون سابق تخطيط. وحولت "بوليساريو" التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية هذا القسم من الصحراء "عاصمة" موقتة ل "الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية" التي تشكل الجزائر أبرز مساند لها. ويريد انان الحصول على موافقة المسؤولين في "بوليساريو" على مجموعة من الاقتراحات تهدف الى الخروج من المأزق المتعلق باجراء استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي الذي يفترض ان ينظم في كانون الاول ديسمبر 1999 بعدما تم تأجيله منذ 1991. ومن المفترض ان يسمح الاستفتاء بتقرير ما اذا كانت هذه المستعمرة الاسبانية السابقة ستضم الى المغرب او ستمنح استقلالها. وكانت الاممالمتحدة حددت حتى الآن هوية 147 الف صحراوي. الا ان المشكلة ما زالت في تحديد هوية 65 الفا ينتمون الى ثلاث قبائل تعتبرها الرباط صحراوية، بينما تقول جبهة "بوليساريو" انها مغربية. ومن بين الاقتراحات التي يدعمها مجلس الامن، اقترح انان، في مبادرة ازاء المغرب، ان يسمح لاعضاء القبائل موضوع النزاع ان تقرر هويتها بنفسها، ومن جهة اخرى، ان ينشر في الاول من كانون الاول ديسمبر الجاري قائمة بأسماء الناخبين والبدء باجراءات الاعتراض في الوقت نفسه. واعلن الناطق باسم الاممالمتحدة فريد ايكهارت امس ان الامين العام "لا أوهام لديه" في شأن صعوبة التوصل الى اتفاق سياسي حول هذه الاقتراحات. واضاف: "لكنه لا يزال يسعى الى دفع عملية السلام قدما". الا ان ايكهارت اعترف بأن "أياً من الاطراف لم يوافق على اقتراحات الاممالمتحدة في شأن تسريع عملية تحديد هوية الناخبين الصحراويين".