لم تقتصر قدرات مواقع التواصل الاجتماعي على الكشف عن الأفكار العفوية لدى المشاهير فيها، وإبرازها لحقيقة الشخصيات قبل تعرضها ل"الفلترة"المعتادة. بل أصبحت هذه المواقع تثير تساؤلات حول عديد من المهارات التي كان متابعون لهذه الشخصيات يعتقدون امتلاكهم لها، وعلى رأس تلك المهارات التي بدأت تثور الشكوك حولها لدى كثير من المشاهير المهارات الكتابية. فالشخصيات الرياضية مثلاً على رغم أن تخصصهم ليس في النواحي الإبداعية الكتابية فإن المشاركات التي يقدمونها في الصحف، والمقالات التي يكتبها بعضهم، يختلف بعضها تمام الاختلاف في مستواها المعرفي واللغوي والكتابي عما ينشره، مما يدل على أن أولئك الكتاب يحتاجون كما في المقالات التي يكتبونها إلى أن يمرروا كتاباتهم في"تويتر"عبر"فلاتر"أخرى، تتمثل في"مصحح لغوي"أو"سكرتير مكتب"أو"صديق متخصص". وهذا الأمر لم يقتصر على مشاهير الرياضة والفن، فهؤلاء في النهاية ? بحسب متابعين ? يعذرهم عدم اختصاصهم، وإنما يتطرق إلى كتاب متمرسين في الكتابة الإبداعية أو الفكرية أو دعاة، ففيما يتميز بعضهم بطلاقة اللسان في الحديث والحوار فإن مشاركات بعضهم في"تويتر"تظهر بادية الضعف وتعاني من ركاكة، ومن أخطاء لغويّة ونحويّة وإملائيّة لافتة. بيد أن العذر الذي يلوّح به الأغلبية هو:"أنني أكتب من جهاز الآيفون"، أو"معذرة فقد كتبتها على السريع". ويرى من ينتقدون هذه الاعتذارات التي يعدونها"واهية"أن القاموس اللغوي للشخص يرافقه حتى في حال كتابته لرسائل الجوّال، وأن تميّز لغة رسائل الجوال، أو مرورها عبر"الفلترة"يشير إلى أن هذه"التغريدات"، إما أن من يكتبها لهؤلاء المشاهير هم أشخاص آخرون، كما يحدث لدى بعض الدعاة الذين تكاد تكون لهم مشاركة كل نصف ساعة، ومع ذلك فهم مسافرون أو يعدون برامج، حتى إن بعضهم لوحظ عليه أن حسابه في"تويتر"كان يرسل مشاركات أثناء حضوره برنامجاً"على الهواء"في شهر رمضان الفائت، ما يدعو للتساؤل والحيرة. وإما أن"التغريدات"نجحت بالفعل في تعرية هذا الجانب المعرفي الذي كان طي الكتمان لدى هؤلاء المشاهير سابقاً.