اعترف المهاجم البولندي المولد لوكاس بودولسكي بأنه عانى من انقسام في المشاعر عندما سجل هدفي ألمانيا في مرمى منتخب بلاده الأم. واللافت أن بودولسكي الذي احتفل بعيد ميلاده ال23 الأربعاء الماضي وقّع هدفه الأول اثر تمريرة تلقاها من زميله البولندي الأصل أيضاً ميروسلاف كلوزة، وهو قال:"سجلنا بداية مثالية بفوزنا في مباراتنا الأولى، لكن هذا الانتصار لا يطلق فرحتي القصوى لأنني أصلاً من بولندا وعائلتي كلها هناك. لدي قلبان أحدهما ألماني والآخر بولندي!". وأضاف:"كان لدي بعض الأقارب في المدرجات وهم كانوا سيعودون إلى منازلهم بعد المباراة، لذا اتجهت إليهم عند صافرة النهاية". وصارح أفضل لاعب ناشئ في نهائيات كأس العالم 2006 انه لم يحتفل بالهدف الأول كدليل على الاحترام الذي يكنه لعائلته الكبيرة في بولندا. ويلعب بودولسكي عادة في مركز رأس الحربة، إلا أن المدرب يواكيم لوف فاجأ الجميع بوضعه على الجناح الأيسر لتموين المهاجمين كلوزة وماريو غوميز، وتعاون الثلاثي في تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 20 عندما مرر هداف شتوتغارت كرة بينية رائعة إلى هداف مونديال 2006 الذي لعبها بدوره عرضية إلى"بولدي"فأودعها الشباك بسهولة. وعلى رغم الفوز أشار بودولسكي إلى أنه يفترض على المنتخب الألماني التحسن في حال أراد الفوز على نظيره الكرواتي الخميس المقبل، الذي تغلب بدوره على النمسا بهدف وحيد:"لقد حققنا هدفنا بعد المجهود الكبير الذي قمنا به، وعلينا تطوير مستوانا في المباراة المقبلة ضد الكروات إذا أردنا الخروج فائزين". ولد بودولسكي في غليفيتز شرق بولندا، ثم انتقل للاستقرار مع عائلته في برغهايم في غرب ألمانيا حيث حصل على الجنسية الألمانية. ووقع"الأمير بولدي"في حيرة من أمره لدى بروزه كروياً في الثامنة عشرة، إذ كان عليه الاختيار بين قميص مسقط رأسه وقميص البلد الذي احتضنه، قبل أن يفضل ألمانيا العريقة في المجال الكروي الفائزة بكأس العالم ثلاث مرات أعوام 1954 و1974 و1990. وليس غريباً أن بودولسكي الذي ترعرع في بلاد"القيصر"فرانتس بكنباور يتبادل الكلام وعائلته باللغة البولندية، كما دأب على فعل الأمر عينه وزميله في خط هجوم"المانشافت"كلوزة. وولد كلوزة الذي عاش شعوراً مزدوجاً أيضاً في بلدة أوبلن البولندية، ثم عبر الحدود في الثامنة من عمره إلى جنوب غرب ألمانيا. وعلى غرار بودولسكي أبقى"ميرو"صلاته بوطنه الأم الذي يزوره في شكل دائم، خصوصاً أن أعمامه يعيشون هناك. بدوره، أشاد لوف بجميع لاعبيه الذين حققوا أول فوز للألمان في كأس أوروبا منذ 12 عاماً، قائلاً:"ليس بودولسكي فقط، بل الفريق بأكمله لعب بطريقة جيدة"، مضيفاً:"نعلم أن بودولسكي مهاجم خطر بالنسبة إلى أي حارس مرمى، لكن كلوزة وغوميز ساعداه كثيراً".