شددت الشاعرة فوزية أبوخالد على أن"علينا ألا نستعدي الآخرين طالما لم يحاولوا فرض آرائهم علينا"متابعة أن لكل إنسان"حرية اختيار طريقة حتفه وحياته"، مؤكدة أن"لكل واحد الحق بأن يختلف معي، وأن تكون له رؤيته المختلفة". واستشهدت بقول يوجين أكسو:"الأدب والفن الذي لا يثير العداوات لا يستحق الحياة"، وذلك في معرض ردها على المداخلات المقدمة في أمسية أقامها لها النادي الأدبي في المنطقة الشرقية مساء الثلثاء الماضي، ضمن مهرجانه الشعري، وعقّب خلالها الشاعر علي الدميني على الورقة النقدية التي قدمها الناقد سعد البازعي، بالقول:"تمنيت أنك بدأت كتابة الورقة بعد قراءة ديوانها الجديد"تمرد عذري"، وتابع"توقفت في"شجن الجماد"عند جماد، وكأنها حلت فيه بروح مضاعفة، وعبرت عن شجنه بسخرية"، أما في"تمرد عذري"فإنها انتقلت إلى الكتابة الحلولية مع الأشخاص الذين عايشتهم"، مؤكداً"عادة لا نذكر الآخرين إلا في الرثاء، لكن أبوخالد استذكرتهم في لحظات الفرح والرفض والمعلمة الأولى". وتساءلت التشكيلية حميدة السنان"كيف يبدو هاجس المثاقفة في تجربة الشاعرة؟"، وفي معرض ردها شكرت أبوخالد، البازعي، بالقول:"اعتدت أن من يقرأني يقرأني بعماة، لكن للمرة الأولى أرى من يقرأني بعتمة ضوء". وحيت الشاعر علي الدميني قائلة إنه"توأم روحها". وردت على السنان بأنها تعد نفسها"محظوظة لتعرضي لتيارات كثيرة من المثاقفة في دراستيّ الأولى على أيدي مدرسات عربيات، وأثناء دراستي الجامعية في الجامعة الأميركية، وكذلك أثناء معايشتي لشعوب أجنبية، زرتها"، مؤكدة أن"الفرصة سانحة الآن أكثر للمثاقفة عبر تقنية الاتصال". وكانت أبوخالد قرأت"الليلة الأولى"، و"وجه الفجر"، و"لعبة العقارب"، وهي مقاطع من القصيدة الأولى ل"مرثية الماء"، موضحة أنها"تجربة خاصة بالمعنى الفني والإبداعي، نظراً إلى الشجن الذي كنت أحمله"، مضيفة:"كتبتها قصيدة نثر واحدة في ديوان كامل، وقطعتها إلى ليالٍ، كما قرأت أبوخالد أيضاً من ديوانها"شجن الجماد"، و"المحمول"، و"المقعد"، و"أبريق الشاي"، و"المدوان"، و"القفاز". كما عرضت عبر جهاز البروجكتور تجربة كتاب عملية عن أطفال العراق ولبنان وفلسطين، بعنوان:"لوعة الرعب"، زاوجت فيها بين القصيدة والصورة الفوتوغرافية. وأشارت إلى أن هذه التجربة"نشرت في مجلة"كرز"البحرينية". وقرأت من قصائد هذه التجربة"مستفتح الجرح"، و"الصغيرة"، و"طفل". ومن ديوان"تمرد عذري"، قرأت"حياة موازية"، وأهدتها إلى صديقتها القاصة الكويتية فاطمة الناهض. وتابعت قراءة"موت مفردة"، و"ألفة"، كما قرأت بعدها"ماء السراب"، و"تفزز"، و"شرك"، و"تسخين". وكان لافتاً وجود دوريتي أمن عند مدخل النادي، وهي المرة الأولى التي يشاهد فيها حضور أمني في أنشطة النادي، ورجح حضور وجودهما، إلى"ما شهدته الأمسية الشعرية التي شاركت فيها أبو خالد أخيراً، في نادي حائل الأدبي، وما تردد عن تلقيها تهديدات من بعض المعترضين على آرائها". وفي دراسته قسم الدكتور سعد البازعي شعر فوزية أبو خالد إلى مرحلتين مستقلتين، الأولى"عبارة عن خطاب وطني قومي، ممزوج برؤية ذاتية حسية، تمثلت في مجموعتيها"إلى متى يختطفونك ليلة العرس"، و"قراءة في السر لتاريخ الصمت العربي". أما المرحلة الثانية"فجاءت مختلفة تماماً بتجربة مغايرة عبر مجموعتها"ماء السراب"الصادرة عام 1995، إذ لم تتخل فيها تماماً عن"همها الوطني"، مستدركاً:"بيد أنها وضعت إلى جانبه هموماً إنسانية وفردية أخرى، كثيمة الطفولة التي تمثل خيطاً متصلاً منذ أعمالها الأولى". واختزل الشاعرة بوصفها"موضوعة شعرية، لكنها لا تستهلك حين تتعالى المخيلة الشعرية، ويصعد الإبداع". ولفت إلى أن"تطور قصيدة النثر لدى فوزية باتجاه التكثيف المجازي وإرهاف التصوير، عبر لغة تعتمد الإيجاز والإلماح، بدلاً من الخطابية أو المباشرة، التي كثيراً ما نلاحظها في أعمالها الأولى". وتابع:"التطور المشار إليه كان في مجموعة"ماء السراب"، وامتد إلى مجموعة"شجن الجماد"، لتشكلا معاً إضافة مهمة، ليس لتجربة فوزية فحسب، وإنما لقصيدة النثر في المملكة". وأكمل البازعي:"غير أن من اللافت أيضاً حرصها على الربط بين تجاربها في هذه المرحلة بتجربتها الأولى، فمجموعة"ماء السراب"تبدأ بقصيدة"السؤال"، التي تذكِر مباشرة بأولى مجموعاتها، لتتلو ذلك بما ترى أنه طبيعة لمشروعها الشعري أو منجزه: إلى متى يختطفونك ليلة العرس؟".