أكد عدد من المشاركين في «ليلة الوفاء» التي نظمها نادي الرياض الأدبي مساء السبت الماضي، حول تجربة الشاعرة فوزية أبو خالد، ريادة صاحبة «إلى متى يختطفونك ليلة العرس؟»، وأهمية التجربة الشعرية التي قدمتها، إضافة إلى إسهامها في حركة التنوير والحداثة. وقال رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي: «إننا نظلم أبوخالد عندما نختصرها في الشعر فقط، وإلا فهي لا تختصر لا في الشعر ولا في كتابة المقال ولا في نشاطها الثقافي في النادي الأدبي بالرياض من خلال لجنته النسائية»، مؤكداً أنها أديبة رائدة اتخذت من قصيدة النثر مجالاً لإبداعها، مشيراً إلى أن قصيدة النثر «ليست خياراً شعرياً عندها بل خيار ثقافي». وقالت مديرة الأمسية الشاعرة هدى الدغفق: «إن أبوخالد لا تحتاج إلى مقدمات قبل أن تنقل الحديث للحضور ليتحدثوا عن تجربتها». فيما أوضح الدكتور سعد البازعي أنه انشغل بشعر فوزية أبوخالد «مع بداية تلمسي رؤيتي النقدية، وتحديداًَ منذ ديوانها الأول «إلى متى يختطفونك ليلة العرس؟»، واصفاً إياها بالرائدة في كتابة القصيدة النثرية ومن المعالم الشعرية الكبرى في العالم العربي. وقال: «لقد لفتت نظري لغة خطابها السياسي والوطني الحميم وذلك في أعمالها الأولى»، مضيفاً أنها «تجاوزت تلك المراحل نحو كتابة قصيدة النثر المختزلة، من خلال دواوين تركت بصمة، إضافة إلى أنها كاتبة مقال من الطراز الأول». واستعرض الدكتور عبدالله المعيقل قراءات نقدية تناولت أبوخالد كالبازعي ومعجب الزهراني وفاطمة الوهيبي. وقال: «إنها خاضت مسيرة مواجهة وتحدٍّ، ووصفها بمسيرة مواجهات ونجاحات، معدداً مواجهاتها المتعددة: مواجهتها الأولى مع الكتابة عامة، الإبداعية وغير الإبداعية وفي سن مبكرة. مواجهتها في مغامراتها البحثية وحساسية الطرح، والتي كانت محفوفة بالمخاطر. ومواجهتها مع قصيدة النثر، ومواجهتها المريرة مع جامعة الملك سعود ومنعها من التدريس». وأضاف أن كتاباتها «كانت مواجهة فعلية أمام الموروثات الاجتماعية، فهي شاعرة متمردة وشاعرة احتجاج كما وصفها عدد من النقاد». وتطرقت الدكتورة فوزية البكر للبعد الشخصي في علاقتها مع أبوخالد، واصفة نضالها بالشراسة الناعمة. فيما قالت الدكتورة سعاد المانع إنها عرفت أبوخالد «إنسانة مسؤولة وتنظر للأشياء بطريقة جادة». ولفت الكاتب حمد الراشد إلى كتاباتها الاجتماعية والسياسية في الصحافة السعودية، مشيراً إلى أنها تحمل بعديّ التنوير والتنمية الثقافية. وتطرق ابن أخ فوزية خالد محمد أبوخالد إلى بعض من جوانب حياتها الشخصية، ومنها أن تقديرها يأتي للإنسان وليس لمهنته، «تقديرها دائماً للإنسان لا لمهنة الإنسان. تقديرها دائماً يكون للمشاعر التي يمتلكها الإنسان، ولا أذكر أن سَمِعْتُها تنادي على الخادمة إلا بكلمة: «يا سيدة». عند اجتماعي مع عمتي فوزية في أي مناسبة عائلية أو ثقافية، تعلمت منها كيف يكون التقدير الفعلي للخدم والعمالة!». وقالت الدكتورة ميساء الخواجة إن أبوخالد «امرأة احترفت الشعر والشعر احترفها»، مضيفة أنها من الأوائل «اللاتي تناولن المسكوت عنه وكذلك قصيدة الومضة». فيما أشار عدد من المشاركات إلى دعم فوزية أبوخالد للأديبات الشابات. الوشمي والمعيقل والبازعي في «ليلة الوفاء». (&)