الكاتب أحمد الواصل يشتغل على دراسة عن الشاعرة فوزية أبوخالد يقول عنها: تأخذك بجملة. قلة هؤلاء الشعراء الذين أخذوني بسبب جملة شعرية. إن مفردة الخطف، في عنوان ديوانها الأول، أوحت إلي أن هذا الديوان مخطوف ومحجوب ومقطوع أثره. لم تتسن رؤية دواوينها سوى مصورة من صديق كبير وهو الناقد سعد البازعي. الموضوعات الشعرية التي حفلت بها تجربتها الشعرية وهناك تفريعات لها، موضوعات غير مكرسة، وهي الجسد والطفولة والوطن. ذلك الجسد الذي يهدده الخطف بالتقاليد أو المرض أو القتل. وتلك الطفولة الحافلة بالأسئلة الشقية والذكية والموحية بالأمل. والوطن حيث يكون مولد الهوية وشغف الانتماء وبيت الروح. لم يتورط شعر أبي خالد في لغة البيان والمنشور السياسيين، ولا بأوهام الحماسة، ولا هواجس النضال. بقي شعر مواجهة من أجل الجسد والطفولة والوطن. وفي لفتة موجعة يستوقفنا قول الواصل: الآن جسد فوزية أبوخالد يقاوم شعرياً آلام المرض اللعين. استطاعت أن تحقق لقصيدة النثر في السعودية الكثير تخطت مجايلتها لمحمد عبيد الحربي ومحمد الدميني وبديعة كشغري مثلما قفزت على أحلام الشعر المنثور عند محمد حسن عواد وعزيز ضياء وأحمد السباعي كما أنها أخذت الشعلة بأقوى مما كانت عند ناصر بوحيمد ومحمد العامر الرميح. ويشيد الواصل بإرادة وملكة أبو خالد مستشهدا بخصائص إبداعها: رغم أن جيلاً طفا على سطح المرحلة الشعرية وحتى جيلنا وبين كل مجموعة شعرية وأخرى ترفع راية أن الشعر فن التمرد من أجل الحق والحرية والحب والصداقة. تؤكد أن القيم الكبرى مهما تناولناها من زوايا صغيرة فإن الشعر أحد حرَّاسها الكبار. هذه الشاعرة المائية كما وصفها محمد العلي. لم تحرث البحر وحدها حين التقطت صورها ومعانيها بل "غمسَت أصابعها في الصحراء وكَتَبت بماء السراب قصيدة".