مر نادي القادسية بأشد مواسمه حرارة في صيف هذا العام جراء الابتعادات والاستقالات والمد والجزر بين المعارضين والمؤيدين لمجلس الإدارة الحالي، وبات الخلاف والصراع على أشده بين التيارات القدساوية المؤيدة للإدارة الحالية والمعارضة. وبدأت خيوط"لعبة التيارات"في التكشف مع انتخابات الجمعية العمومية للنادي العام الماضي، التي فاز بها جاسم الياقوت ومجموعته وخسر فيها على بادغيش ومجموعته، وطعن الأخير في الانتخابات، بل كان الاتهام واضحاً أن هناك عملية منح بطاقات عضوية من إدارة الياقوت لأشخاص ليسوا من أبناء الخبر وليسوا لاعبين ومشجعين للنادي، وبلغ الامر حد الاتهام بجلب هؤلاء بالباصات يوم الانتخابات من أجل التصويت لمصلحة الياقوت وقائمته. في المقابل فإن المؤيدين ومن هم في الإدارة الحالية رددوا مقولة"اللي تغلبه العبه". تلك اللعبة زادت وطأتها منذ أن تعرض القادسية لخطر الهبوط في الموسم الماضي لدوري الدرجة الأولى، إذ منحه تعادل الخليج مع الأهلي وهزيمة الفيصلي من الاتحاد وتعادله مع الحزم في الجولة الأخيرة من الدوري أفضلية"البقاء"، ووجدت المعارضة حينها الفرصة للنيل من إدارة الياقوت والتأكيد على أن الانتخابات التي أجريت مطعون فيها بدليل ابتعاد أبناء النادي عن القادسية. وتعرض المعسكر الداخلي للمؤيدين لضربة قاصمة عندما ساد الاختلاف والخلاف الإدارة، فتقدم خالد العرفج باستقالته وابتعد نائب الرئيس عماد المحيسن عن النادي لأكثر من خمسة أشهر أيضاً لأسباب خلافية على رغم نفيه لذلك، وقدم خالد الذوادي استقالته هو الآخر بينما كان الرئيس في الخارج، واستغلت المعارضة هذه الأجواء وضربت بقوة، وهو ما جعل المستقيلين ندموا على هذه الهدايا التي قدموها وأرادوا أن يتداركوا الوضع فعاد المحيسن للنادي وعدل الذوادي عن استقالته، لكن المفاجأة هي عدم موافقة المهندس أحمد الزامل الرجل القوي في القادسية على العودة من جديد للقادسية مواصلاً ابتعاده الذي امتد لأكثر من عشرة أشهر. الزامل قال في تصريح لوسائل الإعلام إن ابتعاده عن القادسية نهائي، وإنه لن يعود مرة أخرى للعمل في المجال الرياضي بعد 40 عاماً في خدمة الرياضة ونادي القادسية. ضربة الزامل كانت موجعة لإدارة الياقوت لا سيما أنه من نصب هذه الإدارة بحيويته ووجاهته عند أبناء الخبر، وابتعاده سيفقد الإدارة الحالية أكبر قوة في فريقها أما المعارضة فقد كشّرت عن أنيابها بعد تصريح الزامل وطالبت بحل الإدارة وتشكيل إدارة جديدة، وهذا العمل هو توجه المعارضة في الوقت الراهن في المقابل يحاول الياقوت لملمة أوضاع ناديه من جديد بعد أن أقنع الذوادي بالعدول عن الاستقالة وأقنع المحيسن بالعودة من جديد، لكن المعارضة تتربص له في ظل نتائج الفريق السيئة في الدوري الممتاز. جاسم الياقوت أعلن التحدي، وسخر من المعارضة التي تطالب بحل مجلس إدارته، وأعلن لوسائل الإعلام بالاستمرار في منصبه، مؤكداً أن الطرف الآخر يسير في غير مصلحة القادسية. والمعارضة توعدته بضربة أقوى من التي واجهها في الأيام الماضية. والسؤال من يكسب الجولة القادمة"المؤيدين"بتحسن نتائج فريق القدم وعودة الزامل، أم"المعارضة"بسوء النتائج واستقالات جديدة؟.