"إذا كنت مُدخناً، فقد يكون شهر رمضان المبارك فرصةً سانحةً لك للإقلاع عن التدخين"، هذا هو فحوى برنامج التوقف عن التدخين العبور نحو الإقلاع، الذي أطلقته"أرامكو السعودية"لموظفيها من خلال قسم"خدمات الطب الوقائي في الشركة". وقالت الشركة في بيان أصدرته أمس:"إن رمضان فرصة أيضاً للجميع لمحاربة التدخين، والمساهمة في الحد منه، من طريق التوعية، لذا تقوم"أرامكو السعودية"دورياً، وكل عام بتوعية موظفيها، الذين هم جزء من المجتمع من مضار التدخين، من طريق إعداد حملات وبرامج مشابهة، إيماناً منها بصحة الأفراد في مجتمعها المحلي والعملي، فالتدخين لا يلحق الضرر بالمدخن فحسب، بل سيؤدي حتماً إلى إصابة أقرب الناس إلى قلبه، وينال من صحتهم، ويؤثر في جوانب حياتهم كافة".ويعتزم قسم خدمات الطب الوقائي في الشركة إطلاق ورش عمل بعنوان"كيف تقلع عن التدخين؟"في مواقع مختارة، إضافةً إلى إطلاق موقع إلكتروني جديد، يحوي معلومات وبرامج مجانية عن الإقلاع عن التدخين، إذ يستطيع الموظف الوصول إليها بسهولة من خلال جهاز الكمبيوتر الخاص به. وتركز هذه الورش على كيفية تأثير التدخين على الحياة العامة، التي يستمتع بها الشخص على المستويات البدنية والاجتماعية والعاطفية والعقلية والروحية والمهنية كافة، كما تساعد هذه الورش المدخنين في التعرف على المناسبات والأوضاع التي تدفعهم للتدخين، ومن ثم التعرف على البدائل، وطرق التأقلم مع الحياة الجديدة الخالية من التدخين، بممارسة أنشطة تفاعلية وديناميكية، تعمل على تعزيز الإرادة والثقة في النفس. إضافةً إلى أنها تقدم أدلة ملموسة على الآثار الضارة للتدخين، من طريق قياس أول أكسيد الكربون في الزفير وقياس عمر الرئتين لدى المُدخن. وقامت وحدة التثقيف الصحي، التابعة لقسم خدمات الطب الوقائي في الشركة، بابتعاث عدد من موظفيها وتدريبهم للعمل كمختصين في مكافحة التدخين، للعمل في العيادات الخاصة المنتشرة في مواقع الشركة المختلفة. ويقدم هؤلاء المختصون المساعدة للمدخنين من أجل الإقلاع عن التدخين، سواء كانوا من مدخني السجائر، أو السيجار، أو الشيشة، أو الغليون، من طريق تعريف استعمال التبغ بأنه حالة من التعود والإدمان. ومن أجل الإقلاع عن استعمال التبغ، يعمل المختصون على مساعدة المدخن على التخلص من الإدمان والتعود، إذ يتم التخلص من التعود بممارسة مجموعة من التمارين، التي تركز على التعرف على مسببات استعمال التبغ، وإيجاد البدائل الصحية له، أما الإدمان، فيتم التخلص منه بتخفيف استعمال التبغ تدريجياً، وتوفير العلاج ببدائل النيكوتين بحسب الحاجة. كما أنه من الممكن تحويل بعض المدخنين للطبيب لتلقي علاجات أخرى، إذا لزم الأمر. يُشار إلى أن التدخين سبب رئيس للوفيات التي يمكن تجنبها على مستوى العالم، فالتبغ يحوي أكثر من أربعة آلاف مادة كيماوية خطرة على الصحة. ويعد القطران، وأول أكسيد الكربون، والنيكوتين ثلاث مواد رئيسة للعناصر الكيماوية التي يحتويها التبغ. والنيكوتين هي المادة التي تسبب الإدمان، ويليها القطران الذي يتكون من خليط من مئات المواد الكيماوية، إذ يستقر 70 في المئة منه في رئتي المدخن، كما يتم امتصاصه في الدورة الدموية، لينتقل إلى باقي الأعضاء والأنسجة والخلايا. ويؤدي القطران إلى الإصابة بالسرطان، خصوصاً سرطان الرئة والحنجرة والمعدة والكلى وما إلى ذلك. أما أول أكسيد الكربون، فهو عبارة عن غاز عديم اللون والرائحة والطعم، يعرف أيضاً ب"القاتل الصامت"، إذ يمنع الأكسجين من الوصول إلى الخلايا والأعضاء، مسبباً تلفها، إضافةً إلى الإرهاق. كما يؤدي لزيادة تعرض بطانة شرايين القلب لتراكم الدهون، وبالتالي زيادة احتمال خطر التعرض لأمراض القلب.