أنا من المدخنين منذ فترة طويلة وأشعر خلال صيامي بأعراض مزعجة بسبب انقطاعي عن التدخين وأول ما أفعله بعد الإفطار هو التدخين وهذه الحالة تزعجني وأريد أن أتخلص فعلاً من التدخين فما هي نصيحتك لي؟ مسفر- الدمام * أولاً عليك أن تعرف أنك ليس من المدخنين بل من المدمنين على التبغ حيث يحتوي التبغ على 3 مواد كيميائية خطرة هي القطران والنيكوتين وأول أكسيد الكربون. القطران مزيج من عدة مواد تتكثف لتكون مادة لزجة تشبه المشروب المركز في الرئتين، والنيكوتين مخدر يولد الإدمان ويتم امتصاصه من الرئتين ويؤثر بصورة رئيسية على الجهاز العصبي في الإنسان. أما أول أكسيد الكربون فيخفض قدره الكريات الحمراء في الدم على نقل الأوكسجين إلى أقسام الجسم كافة. وإليك أهم الأعضاء المعرضة للخطر من جراء التدخين: * المريء.. حيث يتعرض الجهاز الهضمي بالأخص المريء لخطر الإصابة بالسرطان. * المثانة..تصاب أيضاً بالسرطان نتيجة لكون المواد الكيميائية المسرطنة ومنها القطران تمتص في مجرى الدم وتفرز مع البول. * الفم والحنجرة.. يتعرض المدخنون لأخطار الإصابة بالسرطان في أي موقع من الجهاز التنفسي بما في ذلك الفم والحنجرة. الرئتان.. علاوة على تعريض الرئتين للإصابة بالسرطان فإن الشعيرات أو الإهداب التي تكسو المنافذ الهوائية والتي تتخلص من الجسيمات بإبعادها عن الرئتين على شكل ( بلغم) تلك الإهداب تتعرض للتلف تدريجياً فتصاب الرئتان بالتهاب مزمن ويعود سعال المدخن إلى عجز في كفاية آلية تنطيف الرئتين مما يسبب بالتالي زيادة في حجم البلغم. لذلك يموت قبل سن الخامسة والستين واحد من كل خمسة أشخاص يدخنون 20 سيجارة أو أكثر في اليوم وهذه النسبة تمثل ضعف ما يوازيها لدى غير المدخنين. أن التدخين يسبب حوالي 50 ألف حادثة وفاة في أمريكا. وحدها كل عام فإذا كنت تدخن بانتظام فمن المحتمل أن تفقد حوالي (5 دقائق ونصف) من حياتك المتوقعة مع كل سيجارة تدخنها * لقد طلبت مني النصيحة أخي القارئ وأنا أقول لك أن كثيراً من المدخنين المدمنين على التبغ يحاولون مراراً وتكراراً الانقطاع عن هذه العادة، إلا أنهم يفشلون ومن ثم يعودون من جديد لتناول سجائرهم، أنهم يفقدون قوة الإرادة. وهنا تأتي فائدة استغلال الفرصة في شهر رمضان الكريم الذي يمنعك الصوم فيه من تدخين السجائر فترة طويلة من اليوم فالصوم بالنسبة إلى المدمنين على التبغ هو أنفع علاج فهو يسهل لهم الإنقطاع عن هذه العادة وفي أغلب الحالات يورثهم كرهاً لطعم التبغ ولقد أشارت الأبحاث بأنه في حين يرغب أربعة من بين كل خمسة مدخنين الإقلاع عن التدخين فإن حوالي ربع هؤلاء ينجحون في ذلك ومع ذلك فإن العديد من المدخنين الذين يفشلون في الإقلاع عن التدخين هم أولئك الذين لا يريدون مواجهة الإزعاج وأعراض الانقطاع التي تنتج حتماً عن التوقف عن التدخين ولكن رمضان عزيزي القارئ يلهمك الصبر وتستطيع أن تستغل وقتك بحيث تشغل نفسك بعد الإفطار عن السيجارة قراءة القرآن والمداومة على صلاة التراويح وقيام الليل. الإستشاري د. علاء الدين أحمد