استبعد اختصاصي في مشاريع الدواجن، أن يعطل الركض الجماعي للمستثمرين وملاك المزارع الصغيرة لتربية الدواجن، القرار الوزاري بإغلاق باب تجديد التصاريح لمحال بيع الدواجن في السعودية النتافات وتحويلها إلى محال بيع للدجاج المبرد، خصوصاً بعد أن تم منحهم ستة أعوام لتعديل أوضاعهم والتحرك بناء على هذا القرار. وأوضح الدكتور محمد الدربي ل?"الحياة"، أن الهدف من هذا القرار هو توفير منتج صحي للمستهلك، من خلال أخذ الاحتياطات المتعلقة بسلامة المستهلكين، خصوصاً بعد اكتشاف أن بعض الطرق المستخدمة في هذه"النتافات"غير صحية وتستخدم المياه الآسنة أكثر من مرة. وقال:?"إن قرار الإغلاق ليس وليد اللحظة بل أعلن عنه قبل خمسة أعوام، إلا أن المستثمرين لم يلتزموا بهذه الإعلان، ولم يستغلوا الفرصة في توفير البدائل كإنشاء مسالخ نموذجية جديدة تستوعبهم أو أنها تتحد مع شركات كبيرة في السعودية للتعاون معها بهذا الشأن". وأشار الدربي وهو الأمين العام لجمعية الدواجن سابقاً إلى أن شركات الدواجن الكبيرة في السعودية، لديها مسالخ ضخمة تسمح لها بالتعامل مع 100 ألف طائر يومياً، في حين استطاعت إحدى الشركات الكبيرة في المنطقة الغربية سحب ما يقارب 80 مليون طائر ل?"النتافات"سنوياً. وأضاف أنه من المفترض من هذه الشركات أن تتعاون مع المحال الصغيرة لوضع مسالخ بمساحات صغيرة تؤهلها للتعامل مع 2500 طائر في الساعة على الأقل، موضحاً أنه من الحلول المطروحة في الوقت الراهن هو توزيع طاقات السلخ والذبح لدى الشركات الكبيرة لاستيعاب السوق المحلية. وأكد الدربي أنه يتعين على صغار المزارعين التفكير جدياً في تكوين جمعيات صغيرة تنطلق من جمعية الدواجن في السعودية على أن يتفقوا على إنشاء مسالخ تلتزم بالمواصفات الصحية ووسائل السلامة، وهي من المشاريع التي تعود بالنفع عليهم ولا تكلفهم الكثير من الجهد أو المال، إلا ان مثل هذه المشاريع تحتاج إلى فترة زمنية تصل إلى عامين للانتهاء منها. ولفت في حديثه أنه ليس من المعقول التنبؤ بوجود حرب أسعار بين الدجاج المبرد أو الحي ولا يمكن افتعال مثل هذه المشكلات، خصوصاً أن المزارع الصغيرة في السعودية تحاول البحث عمن يستوعب إنتاجها، في حين يرى الكثير من المراقبين لهذه الأزمة، أن الحل المثالي هو التعاون مع الشركات الكبيرة واستخدام"النتافات"الموجودة لديها على سبيل التعاون المشترك. ودعا في الوقت ذاته المستثمرين إلى التوقف عن محاولة تعطيل القرار والتفكير في استغلال الفرصة واستثمار الوقت بإنشاء مسلخ جماعي لاحتواء أزمتهم المستقبلية، إضافة إلى الأخذ في الاعتبار أن تكون مواقع هذه المسالخ قريبة من المجمعات السكنية لظروف المستهلكين، والالتزام بكل الاشتراطات الصحية التي تضمن جودة المنتج وسلامته.