بدأ مستثمرون في صناعة الدواجن في المنطقة الشرقية، العمل على إنهاء الأوراق الرسمية لإنشاء نتافات دجاج مسالخ كبيرة، باستثمارات كبيرة تتجاوز مئات الملايين من الريالات، على ان ينتهي العمل فيها خلال عام، وهي المهلة التي أعطيت لهم من وزارة الزراعة، لإغلاق محال النتافات داخل الأحياء السكنية. وقال رئيس اللجنة الزراعية في الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية، عبدالرحمن الملحم:"إن تأجيل قرار إغلاق محال النتافات الذي كان من المفترض أن يبدأ تنفيذه اليوم الخميس، جاء بعد مطالبات رفعت لوزير الزراعة الذي استجاب، وأعطى مهلة عام لإنشاء نتافات كبيرة خارج الأحياء، تحل محل نتافات المحال الصغيرة". وجاء التأجيل قبل يومين من سريان مفعول قرار الإغلاق، وأشار إلى ان"تنفيذ الحظر في الوقت الراهن، يضر بصناعة الدواجن المحلية، خصوصاً أن معظم المزارع ستتضرر بسبب حظر النتافات، لعدم قدرتها على تصريف وتسويق منتجها اليومي"، مؤكداً أن"إعطاء أصحاب المحال والمزارع فترة زمنية لمدة عام يدفع للتحرك السريع لتصحيح أوضاعها، والقيام بإنشاء نتافات كبيرة تتوافق مع متطلبات الوزارة". وكان مستثمرون في صناعة الدواجن ناشدوا الوزارة بتأجيل تطبيق قرار حظر النتافات لمدة ثلاث سنوات، إضافة إلى الطلب من البلديات إنشاء مسالخ آلية حديثة، تتوافق مع المواصفات التي تطلبها الوزارة لاستيعاب الانتاج الوطني، وقالوا إن"المنطقة الشرقية لا تزال تعاني من عدم وجود المسالخ القادرة على استيعاب الإنتاج اليومي، نظراً إلى عدم تجهيز المسالخ اللازمة من البلديات، وبالتالي فإن تطبيق القرار سيخلف آثارا سلبية كثيرة في قطاع عريض من المواطنين، وطالبوا برفع قروض البنوك الزراعية، بحيث تغطي 80 في المئة من التكاليف، إذ إن إنشاء هذا النوع من المشاريع يفوق قدرة المزارعين المالية، التي تقدر بنحو 100 مليون ريال للمسلخ الواحد". وأضاف الملحم، ان"من بين المشاريع التي سيتم تنفيذها في القريب العاجل، مسلخ دجاج كبير في مدينة الأحساء، باستثمار يصل إلى 100 مليون ريال، وهو عبارة عن مسلخ آلي حديث يقوم بمعالجة النفايات آلياً ولا يضر بالبيئة، وتبلغ طاقته 8 آلاف طير في الساعة، وسيتم الانتهاء منه خلال عام". وأوضح، أن"استهلاك المنطقة الشرقية يصل إلى 300 ألف دجاجة في اليوم، هذا بخلاف الدجاج المجمد الذي لا توجد أرقام عن حجم الاستهلاك المحلي منه"، موضحاً أن"عدداً من مشاريع النتافات الكبيرة سيتم إنشاؤها في المنطقة الشرقية خلال عام المهلة، باستثمارات كبيرة". يذكر أن قرار حظر النتافات هدد نحو 80 في المئة من المزارع العاملة في المنطقة الشرقية، بخسائر فادحة تصل إلى الإغلاق بسبب المخاوف من تطبيقه، وأسهم كثيراً في زيادة الخسائر المالية، التي لا يزال المستثمرون يعيشون تحت وطأتها. وطالب الملحم وزارة الزراعة بضرورة فرض رقابة على هذه المشاريع، والاهتمام بمستوى المسالخ التي ستقام، ومراعاتها للبيئة والاشتراطات الصحية الأخرى. من جانب آخر، من المتوقع أن يعقد 15 مستثمراً في الدمام اليوم اجتماعاً، لوضع جدول زمني لعملية ادخال الدورات الجديدة، وذلك على ضوء القرار الصادر عن المقام السامي بتأجيل حظر عمل النتافات لسنة إضافية. وسيسعى المجتمعون إلى إبرام اتفاق لتنظيم الادخالات الجديدة، وكذلك تنظيم عملية التسويق في المرحلة المقبلة، لاسيما ان عملية الادخال في اوقات متزامنة، ستنعكس بصورة مباشرة على هذه الصناعة، ما يزيد من المصاعب التي تواجهها. وإن الاجتماع سيخرج بتصور متكامل لآلية العمل خلال الفترة المقبلة، بحيث يجري الاتفاق على إيجاد فاصل زمني بين إدخال الدورات الجديدة، الأمر الذي يفرض وجود ثلاثة أيام على اقل تقدير بين كل مزرعة وأخرى، ما يساعد في الحيلولة دون حدوث إغراق في المرحلة المقبلة، وبالتالي المحافظة على مستويات أسعار متوازنة، لا تضر بالمستثمرين.