اليوم الوطني يذكرنا بصورتين مرت ببلادنا الحبيبة؛ الأولى كانت قاتمة لا أثر لها ولا تأثير على مجريات أحداث العالم، والصورة الثانية ذات جمال خلاب، ووضاءة ناصعة، وقوة ومنعة، وأمن وأمان، وتقدم واستقرار، واعتصام بحبل الله المتين بلا تفرق، ولا تشتت، زال الجهل، واختفى المرض، وعمّت النعمة وولى القفر بلا رجعة -بإذن الله- ونشر العلم مدارسه على ربوعها، حتى غدت درة مصونة بين دول العالم، رفيعة المنكب، عالية الكعب، وارفة الأمن، قدوة لمن أراد الخير، وقبلة لمن أراد الأمن. فالأولى آلمت ابن هذا الوطن ولم يرضها لبلاده، وأهله، فنذر حياته لعزة الدين أولاً ثم رفعة بلاده وأهله، وقد أجرى العلي القدير سبحانه على يديه الخير، وحقق له النصر المبين على التفرق والجهل، والبدع، وكل عناصر التخلف والشتات، فوضع بيده الكريمة -أجارها الله من النار- أول لبنة للبناء على أساس متين من الدين، وصلاح الوطن والمواطن، فكتب الله له ما أراد... ثم سار أبناؤه على إثره حتى وصلت مملكة الخير والنماء، والتوحيد والصلاح إلى الصورة المضيئة التي نعيشها اليوم في ظل قيادة الملك المظفر والدنا سلمان -حفظه الله- وولي عهده القوي الأمين -حفظه الله وأعانه، فعلينا إخوتي الأعزاء الاعتصام بحبل الله المتين، وحب ولاة أمرنا -فهي من الدين- ونضع أيدينا في أيديهم ليبلغ البناء تمامه، وأجسادنا درع لهم ولبلادنا، حتى لا يبلغ العدو مآربه، ولكي نحافظ على هذا الكيان ونطوره في ضوء رؤية ملهمنا الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله- فهي، ولعمري أصبحت رؤية الوطن بأكمله ورؤيتنا بأجمعنا. حفظ الله قادتنا وبلادنا وشعبنا، وبلاد المسلمين من كل شر، ورد كيد الأعداء في نحورهم، وجعل تدميرهم في تدبيرهم. * مدير عام التعليم بمنطقة مكة سابقاً