تحظى الجمعيات الخيرية في المجتمع باهتمام كبير من خلال التطوع في تقديم الخدمات والبرامج وتطويرها لأفراد المجتمع، ومن بين هذه الجمعيات جمعيات محافظة"القطيف"، المكونة من خلال اللجان المهتمة بذوي الحاجات الخاصة، ومنها لجنة أصدقاء الصم والبكم بجمعية السلام بالعوامية، ولجنة ذوي الحاجات الخاصة بجمعية القطيف الخيرية، ورياضة المعوقين من ذوي الحاجات الخاصة بنادي الخليج بسيهات. ومن أرقي وأسمى أنواع الاهتمام والدعم ما تم تقديمه لفئة غالية من المجتمع هم المكفوفون والمكفوفات مع ضعاف البصر من ذوي الحاجات الخاصة، وهو تقديم مشروع رعاية المكفوفين بمحافظة القطيف"مركز رعاية المكفوفين في القطيف"، بموجب خطاب موافقة المقام السامي بوزارة الشؤون الاجتماعية الرقم 2794/3 بتاريخ 19 - 4 - 1428ه، هذا المشروع تجسيد لما يقوم به المهتمون والمتخصصون في المحافظة نحو هذه الفئة الغالية، ويتضمن العديد من الأهداف أبرزها: رفع المستوى المعيشي لمكفوفي المحافظة عبر توعية المجتمع بهذه الفئة بشكل يضمن لها الانسجام والدمج، ورفع المستوى الصحي والتربوي والتعليمي لهم، وفتح مجالات دراسية غير تقليدية تضمن لهذه الفئة مستقبلاً وظيفياً أفضل، وتلبية الحاجات والمتطلبات المادية والاعتيادية والطارئة، ورفع مستوى الوعي والثقافة نحوهم. إن هذا المشروع يكتسب مكانة مرموقة بالقائمين عليه، على رأسهم المشرف العام على المشروع، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية مضر في القديح الأستاذ علي آل غزوي، ومن المهتمين والمتخصصين في مجال التربية الخاصة، من معلمين ومعلمات وطلاب، ونتطلع من خلاله أن يمثل نقلة نوعية حضارية مميزة في التعاطي مع قضية الإعاقة البصرية للمكفوفين وضعاف البصر بشكل إيجابي وفاعل للحد منها في محافظة القطيف، إضافة إلى تطوير وتسهيل الخدمات المقدمة لهذه الفئة، وتنظيم شؤونهم في شتى المجالات. كلفة هذا المشروع 7 ملايين ريال بتعاون جميع جمعيات المحافظة جمعية القطيف، العوامية، صفوي، سيهات، سنابس، الأوجام... وغيرها إضافة لجمعية مضر الخيرية في القديح، المقر الرئيس والراعي الرسمي المتبني للمشروع، وهذا يمثل إضافة غير مسبوقة للتعامل مع قضية الإعاقة البصرية، سعياً لإيجاد البيئة المثلى والملائمة لهم على مستوى المحافظة، كما أود في الختام أن أشكر اللجنة القائمة والمعدة للمشروع على قيامها بهذا العمل الإنساني الخيري النبيل. ختاماً نحن مطالبون جميعاً من مسؤولين ومهتمين ومتخصصين وأبناء ووجهاء المجتمع، بخطوات إيجابية فاعلة تجاه كل ما يصدر من اقتراحات وأفكار تصب في مصلحة شرائح المجتمع، خصوصاً ما يصدر بحقوق هذه الفئة الغالية. نأمل أن يكون هذا المشروع انطلاقة بل بداية الغيث لمشاريع وآفاق أرحب لجميع فئات التربية الخاصة، خصوصاً التربية الفكرية لذوي التخلف العقلي والتوحد ومتعددي العوق في المحافظة، لنرتقي بالمجتمع عبر تقديم الاهتمام وتطوير الخدمات لذوي الحاجات الخاصة. نذير بن خالد الزاير [email protected] قسم التربية الخاصة جامعة الملك سعود بالرياض