طالبت جمعية المكفوفين الخيرية، أمانة مدينة الرياض بوضع أرصفة مهيأة لحياتهم الخاصة، وذلك لما يجدونه من معاناة ومشاق في الأرصفة الحالية. وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور ناصر الموسى في كلمته التي ألقاها خلال رعايته اليوم العالمي للإعاقة في فندق القصر الأبيض بالرياض، مساء أمس، دعم الدولة للجمعيات الخيرية والمؤسسات في المجتمعات المدنية، الأمر الذي مكنها من أداء مهامها المكملة للجهود الخيرية التي تبذلها في سبيل الارتقاء بمستوى البرامج والخدمات المقدمة لفئة المعوقين عامة، وذوي الإعاقة البصرية خصوصا. وأوضح أن اليوم العالمي للإعاقة يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا الإعاقة، والتعريف بخصائصهم واحتياجاتهم «ووقفة نتأمل فيها ونفكر ونتساءل ماذا قدمت القطاعات الحكومية والأهلية للمعوقين، وكذلك التفكير في رسم الخطط المستقبلية لتقديم الأفضل لهذه الفئة الغالية على قلوب الجميع». وبين الموسى أن الجمعية ركزت على قضايا التأهيل والتدريب وأنشأت مركز تأهيل وتدريب المكفوفين، يقدم الدورات قصيرة وطويلة المدى في مجالات شتى تخدم هذه الفئة الغالية علينا، مشيرا إلى وجود دورات في الحاسب الآلي وطريقة برايل، ومجال التوجه والحركة، وكذلك دورات متخصصة للقطاع النسائي في الخياطة والتطريز والتدريب المنزلي، لافتا إلى أن الدورات امتدت لتشمل إعاقة البصر، وهي من الفئات التي تستهدفها الجمعية. وقال الموسى إن 1.7 مليون شخص يعانون مشكلات في البصر في المملكة، منهم 160 ألف كفيف، ونصف مليون ضعيف بصر، ومليون شخص يعانون عيوبا انكسارية، وأن نسبة النمو في مشاكل الإعاقة البصرية هي 1.2 % سنويا بالمملكة، لافتا إلى أن المؤشرات الصحية تشير إلى أن نسبة العمى بلغت 9.1 % ضمن إحصائية عام 2008، وتجاوزت نسبة عدد المكفوفين 159 ألف شخص، وضعفاء البصر 400 ألف، في عام 2008. وأكد أن الإحصائيات تشير إلى أنه بمرور كل خمس ثوان يصاب شخص بالعمى، وأن 75 % من تلك الحالات تحدث نتيجة أسباب كان من السهل تجنبها من خلال إجراءات وقائية بسيطة، أو من خلال تدخلات علاجية فعالة. وقال الموسى إن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن إجمالي المعوقين بصريا في الوقت الراهن تجاوزوا 300 مليون إنسان، منهم 37 مليون كفيف، أي لا يستطيع الرؤية على الإطلاق أو تحسس الضوء، و 124 مليون ضعاف بصر، وهناك نحو 150 مليون أصحاب إعاقة بصرية نتيجة عيوب انكسارية، وبحاجة إلى نظارات طبية أو ما شابه، إلا أن عدم وجود خدمات لهم يجعلهم في تصنيف المعوقين بصريا، ونحو 90% من إجمالي هذا العدد موجودون في دول العالم النامية، ومنهم دول العالم الإسلامي والدول العربية بصفة عامة، ولا يتجاوز عدد الذين يحصلون على الخدمة نسبة 15 %. وذكر مدير إدارة العوق البصري بوزارة التربية والتعليم الدكتور أنور النصار، أن الإدارة تشمل نوعين: الأول خاص بالمكفوفين في المدارس الخاصة «معاهد النور»، والآخر ضعاف البصر في التعليم العام. إلى ذلك، انتقد الكفيف المهندس محمد الأحمري من منسوبي الكلية التقنية بجدة، تجاهل مسؤولي معاهد النور إصلاح وتهيئة مرافق المعاهد المنوطة بهم وتحت مسؤولياتهم، مؤكدا أن المكفوفين في أحد معاهد النور ظلوا ثلاثة أسابيع يطالبون الإدارة بإصلاح الدرج ولم يستجيبوا لهم، حتى جاء فاعل خير، مشيرا إلى أن أسياخ الدرج كانت خارجة من التسليح والمسؤولون يقولون هذا ليس من اختصاصنا «إذا كانت معاهد النور بهذا الشكل، فما بالك بأرصفة الأمانة في الرياضوجدة وجميع المدن؟».