لا يزال معتنقو الأفكار المتطرفة يبثون سمومهم في محاولة للنيل من الدين الإسلامي... قنوات تبشيرية تواصل بث برامجها، ومواقع إلكترونية تبث هي الأخرى أفكاراً مغايرة تماماً للحقيقة، ورمي التهم جزافاً من دون الدليل الدامغ على صحة ما يقولون. أحد أولئك الذين جعلوا موقعاً على الشبكة العنكبوتية منبراً يصيح من فوقه في آذان الشباب على اختلاف دياناتهم وضع هذا العنوان التبشير جريمة عقابها الإسلام يقول صاحب هذا العنوان:"إن وقائع تحدث في دول إسلامية حيث يتم القبض على مقيمين نصارى بتهمة التبشير بالمسيحية لأنهم جعلوا مسكنهم كنيسة"، ثم يستطرد قائلاً:"انهم أثناء مواصلتهم دعوتهم التبشيرية أبلغ عنهم أحد المسلمين ليتم إيداعهم السجن ويواجهون التعذيب الشديد، ومخرجهم الوحيد، لكي يتم الإفراج عنهم هو اعتناق الإسلام"!! مواضيع تاريخية كاملة وتبلغ حوالى ألف موضوع مختلف. فقط اذهب إلى الفهرس لتختار ما تريد ان تقرأه. صاحب هذا الموقع والعاملون معه يسمون الفتح الإسلامي لأي من الأقطار"احتلالاً"، والمسلمين ب"الغزاة". ويوجد في هذا الموقع وهو واحد من مواقع كثيرة جداً جعلت من تقنية الإنترنت سلاحاً سريعاً لنشر خرافاتهم واتهاماتهم المسلمين بجرائم لم يرتكبوها، تجد عناوين مثل:"أمن الدولة تخطف راهبة"،"اختطاف قبطيات قاصرات"،"المسلمون يقتلون طفلة"، وما إلى ذلك من عناوين شائكة تضع حدوداً عنصرية بين المسلمين والمسيحيين. وكأن الهدف من الدعوة إلى الإسلام، الزيادة العددية من دون القناعة الكافية لاعتناق هذا الدين، وما جعل الله في الإسلام من هذه الحدود شيئاً، إلا ان نجادلهم بالتي هي أحسن. العجيب أننا لا نجد موقعاً واحداً إسلامياً يدافع عن الدين الإسلامي بالدرجة نفسها، التي يحارب بها، لدرجة أن كثيراً من المسلمين الآن أصابتهم أمية دينية، فقد قابلت بعض الشباب من بلدان عربية مختلفة وهم يعتقدون ان الرسول صلى الله عليه وسلم مدفون في الكعبة المشرفة.. بل ويدافعون عن المعتقد بأن هذه المعلومة صحيحة ولا تحتاج إلى نقاش. المواقع الإسلامية تهتم إما بالأخبار العادية التي تبثها وكالات الأنباء، مثلها مثل بقية المواقع الإخبارية، وإما بشرح العبادات المناسباتية مثل الصوم في رمضان والحالات التي يجوز فيها الفطر من عدمه، وأسئلة هذا العام هي نفسها منذ سنوات، من دون تجديد في فلسفة الصيام الذي شرعه الله، أو حتى تجديد لغة الخطاب التراثية، فتجد لغتها صعبة، متخصصة أحياناً، ما ينفر الشباب من الذهاب إليها، وأما عن فتحك لها تجد موقعاً إباحياً قد فُتِح رغماً عنك، والهدف هو ان يشغلك عن بحث في القرآن لتبحث في الغرائز المختلفة. فليس غريباً ان تظهر الآن صورة تسيء إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من المنبع نفسه المحارب للدين الإسلامي ورموزه، فالحقد والكراهية باقيان ما بقيت تلك النفوس البغيضة التي لا تملك أقل درجة من درجات الفهم أو التمييز لتدرك حقيقة إسلامنا السمح. لا بد من وقفة جريئة في وجه أولئك الدعاة المغيّرين للحقائق، ومحاربتهم إلكترونياً وإعلامياً مثلما يحاربوننا، لتظهر حقيقة إفكهم وما يزعمون، نحتاج إلى المتخصصين الذي يعيدون ترتيب أوراق مواقعنا الإسلامية ترتيباً سليماً يتيح للجميع ان يتابع ويعرف حقيقة دينه، كما يتعلم لغة جديدة تبدأ بالشرح الوافي للكلمات والمصطلحات بشكل مرجعي يتيح للجميع الرجوع إليه عند الحاجة، والحاجة ماسة الآن. قبل الغوص في تفاصيل معقدة لنواجه هذه الحملات التبشيرية التي تحارب الإسلام، لكن على رغم هذه الحرب الشرسة، إلا ان الإسلام هو الدين الأكثر انتشاراً في جميع أنحاء العالم... وهو الأحب إلى القلوب، لأنه يحمل حقيقة قبول الآخر ومجادلته بالتي هي أحسن. [email protected]