لم ترتق المباريات التي لعبت في دوري خادم الحرمين الشريفين إلى مستوى التطلعات والآمال، وعلى رغم تخطي الفرق المحلية جولتهم الثالثة باستثناء فريقي الاتحاد والقادسية إلا أن التأرجح في المستويات والنتائج هو سمة هذه الجولات، وأصبحت الأندية تقدم مباريات خالية من نكهة كرة القدم الحقيقية، وكانت الرتابة والبطء هما عنوانها، خصوصاً أن جميع الأندية المحلية باستثناء فريق الطائي سارعت بتنظيم معسكرات خارجية وتغنت باكراً بنجاح مخططاتهم. وبالعودة لنتائج المباريات التي أقيمت في الجولات الماضية نلحظ حالة عدم التوزان بين جميع الفرق وهو ما يعطي مؤشرات سلبية أصابت هذه الأندية، أدت في النهاية إلى مجيء بعض النتائج غير متوقعة إن لم تكن مفاجأة بالفعل. غزارة تهديفية بالنظر لعدد الأهداف ال55 التي سجلت خلال المباريات ال17 الماضية فانها تعتبر نسبة كبيرة، وتثبت تفوق الشق الهجومي على الشق الدفاعي الذي فشل في المقاومة، بل انه استسلم أمام هذا الزحف الهجومي بنسبة عالية، ويعطي هذا التفوق الهجومي التأكيدات أن هناك خللاً قائماً في التركيبة والتنظيم الدفاعي لجميع الفرق تسبب في سهولة الوصول لحراس المرمى من دون مضايقة تذكر، ووصلت الحال إلى أن يصبح المدافع الجيد عملة نادرة في الدوري المحلي، بل انه أصبح مطمع الأندية التي تحرص على ضمه لتدعيم صفوفها. فيروس الإنذارات أعطت كمية الإنذارات التي اضطر حكام المباريات لإخراجها الدليل القاطع على غياب التركيز وضعف عنصر الثقافة الرياضية لدى اللاعبين ما أدى في النهاية إلى أن يصل عدد البطاقات الصفراء الى 67 كرتاً أصفر في مقابل 7 بطاقات حمراء كانت النسبة العظمى فيها من نصيب لاعبي الدفاع، مقسمة على الألعاب الخشنة وعلى الاحتجاجات غير المبررة على الحكام. غياب السلبية شهدت نتائج هذه الجولات أمراً لافتاً يجير لمصلحة الأمور الإيجابية، حينما خلت هذه النتائج من التعادلات السلبية، حيث سجل التعادل الوحيد في ال 17 مباراة بين الأهلي والاتفاق، وكان بهدف لكلا الناديين، بل ان هذه التعادل حمل معه أجمل هدفين من ضمن ال55 هدفاً بتوقيع لاعب الاتفاق عبدالله السالم ونجم الأهلي تيسير الجاسم، اللذين عوضا ضعف المستوى الفني والتكتيكي بصاروخين من مسافات بعيدة. تميز الوحدة والخليج شهدت مباراة الوحدة وضيفه الخليج أعلى نسبة تسجيل اذ توقف الرصيد التهديفي بينهما عند ال7 أهدف، كان نصيب الوحدة منها 4 أهداف، ووصول كمية الأهداف لرقم كبير يأتي كنتيجة طبيعية لما بحث عنه لاعبو الفريقين داخل المستطيل الأخضر، والبحث الهجومي هذا أدى إلى الاندفاع والارتباك في صفوف الفريقين، ولم تكن مباراة الطائي وضيفه الشباب مغايرة عن سابقتها، إذ توقفت الغلة التهديفية عند ال6 أهداف، كان للطائي 4 منها، لتأتي هذه المباراة في المركز الثاني من حيث عدد الأهداف المحرزة. هفوات تحكيمية سجل خلال المباريات الماضية في الدوري الكثير من الملاحظات حول وقوع بعض الحكام في هفوات تحكيمية اضطر على إثرها بعض مسيري الأندية لكشف احتجاجاتهم من خلال وسائل الإعلام المختلفة وتأكيدهم أن هذه الهفوات تسببت في تغيير نتائج فرقهم، ويأتي فريقا الاتفاق والخليج كأكثر الأندية احتجاجاً على مستوى الحكام، كذلك ما أبداه مسيرو فريق الشباب عقب الخسارة من الطائي أو مسيرو النصر إثر خسارتهم بثلاثية من ضيفهم الاتحاد، فلذلك يتوقع أن تستمر أسطوانة التحكيم وما يدور حوله في المباريات المقبلة على رغم تفاوت أخطاء التحكيم ما بين تقديرات شخصية أو ارتباك وتردد خلال المباراة. ضعف العنصر الأجنبي كشفت الجولات الفائتة وقوع الغالبية العظمى من الأندية في فخ سماسرة اللاعبين الأجانب الذي أظهروا ضعفاً في مجاراة اللاعب المحلي، ولم ترتق مستوياتهم لمستوى ما دفع لهم عقب التوقيع معهم، باستثناء بعض اللاعبين مثل البرازيلي تفاريس مدافع الهلال والسنغالي عثماني نداي في الشباب ومهاجم الحزم البرتغالي مانويل كوستا والمغربي صلاح الدين عقال نجم الطائي، ومدافع النصر ماساميسو، أما البقية فلم تقدم المستوى المأمول خلال الفترة الماضية، وينتظر منها إعادة الحسابات.