لم تحمل مباريات الجولة ال13 من دوري زين السعودي للمحترفين أي جديد حول تطور المستوى الفني المنتظر من قبل الفرق المتنافسة، في ظل وصول المباريات للمحطة ال13 من المسابقة، إلا أن هذا الأمر لم يشفع لها بأن تتخلص من حال التذبذب في الأداء الذي أثر بشكل كبير على نتائجها في هذه الجولة وفي جولات ماضية، ويعتبر فريق الهلال الفريق الوحيد الذي أدى مباراته بمستوى فني متصاعد كان الضحية في ذلك الأهلي، الذي تلقت شباكه رباعية على مدار الشوطين، ويستحق الفتح أن ينال وصافة التميز لهذه الجولة إثر تركيز لاعبيه طوال شوطي مباراة الاتفاق ما منحهم ثلاث نقاط في غاية الأهمية نحو التمسك بالمقاعد الأولى في دوري زين. الهلال الأميز برباعية الأداء التصاعدي لفريق الهلال من مباراة إلى أخرى مكنه من تعديل تأخره أمام الأهلي حتى أوصله لكسب مباراة بهذه القيمة بأربعة أهداف مقابل هدف، واعتمد الهلال كثيراً على تجانس لاعبي وسط الملعب وحيويتهم ما أرهق منافسه الأهلي وأوقع لاعبيه في الكثير من الهفوات، نتج عنها تعديل النتيجة والاكتفاء بعدها بثلاثة أهداف كانت قابلة للزيادة، هذه النتيجة المحققة على فريق من أهم المرشحين على اللقب لم تكن لتأتي لولا التميز ميدانياً واللعب بكل ثقة على المستوى الفردي والجماعي، هذا الأمر ساعد البدلاء المشاركين أيضاً على وضع بصمتهم الفنية وسط هذا الحال المثالي للفريق الأزرق. 17 هدفا محصلة ضعيفة شهدت الجولة محصلة تهديفية ضعيفة بتسجيل 17 هدفاً فقط خلال 7 مواجهات، وأنقذتها أيضاً مباراة الهلال والأهلي بحضور خمسة أهداف ما يعني أن هناك ارتباكا في أداء معظم الأندية وتخوف نتج عنه حضور 9 أهداف في الشوط الأول من المباريات ال7، في مقابل 8 أهداف في الشوط الثاني، هذه التفوق لمصلحة الشوط الأول يخالف ما يحدث مع مباريات كرة القدم التي غالباً ما تحضر الأهداف بنسبة كبيرة جداً في الشوط الثاني نتيجة فقدان بعض اللاعبين للمخزون اللياقي، وتدني التركيز الذهني للمستوى يجبرهم على الوقوع في هفوات غالباً ما يستغلها المنافس في تسجيل أهداف. كمبواريه مدرب الجولة يستحق مدرب الهلال الفرنسي كمبواريه نيل الأفضلية من بين أقرانه مدربي الفرق الأخرى نتيجة الثقة الكبيرة التي يلعب بها لاعبوه فوق المستطيل "الأخضر"، وإجادته في وضع توليفة- خصوصاً في وسط الملعب- أبدعت في حفظ توازن الفريق وجعلت كلمته كبيرة في المباراة، حتى أن المدرب موفق بشكل كبير مع التبديلات التي يجريها أثناء سير المباراة، وهذه الميزة تحسب للمدرب ليس في هذه المباراة فحسب ولكن مع غالبية المباريات، وحينما استعان باللاعب عبدالله الزوري في متوسط الدفاع على سبيل المثال واستغنائه عن المرشدي فقد أثبت حسن قراءته لما قد يؤديه الزوري الذي كان من أهم لاعبي الهلال في تحقيق الفوز الكبير. الفتح بالتركيز يكسب حينما تخلى فريق الفتح عن الأداء الممتع هجومياً وهو يقابل نظيره الاتفاق فهذا مؤشر يعتبر مثالياً للفريق الذي وضحت مطامعه المقبلة في المحافظة على شخصية الفريق ميدانياً، وتكون أولى المخططات تقوية الشق الدفاعي بأكثر عدد وترك المهام الهجومية في كرات مرتدة قد تحقق المأمول في ظل وجود لاعبين سريعين ومهاريين السفياني وسالمو، ومن خلفهما البرازيلي إلتون صاحب التمريرات المتقنة، خلاف الكرات الثابتة التي تعتبر من أهم المميزات.