تجتاح العالم كله، منذ فترة، حالة من القلق والرعب، بسبب انتشار أنفلونزا الطيور. ويذهب الجميع إلى أن مكمن الخطر هو إمكان انتقال هذا الفيروس الفتاك من الطيور إلى البشر. هذا الخطر السر في العلة التي أصابت وزارات الصحة في العالم، بل وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية، خصوصاً بعد اكتشاف بعض الحالات في دول آسيوية وغيرها. الأنفلونزا مرض قديم، وقد اكتشف هذا المرض للمرة الأولى عام 1997، وهو يصيب البشر نتيجة الإصابة بفيروس الآدمي، ويكلف ذلك الفيروس المجتمع كثيراً، ويؤدي إلى فقد كثير من ساعات العمل، وكما يؤثر في تقدم الدول واقتصادها، ولكن تسود حالياً حالة استنفار كبيرة في العالم بأسره، تحسباً لتفشي وباء جديد للأنفلونزا، وهو أنفلونزا الطيور، والخوف من انتقاله إلى البشر، وحذرت منظمة الصحة العالمية من رد الفعل المبالغ فيه في مواجهة انتشار هذا المرض، معتبرة أن آسيا لا تزال المركز الرئيس له حتى الآن، كما أقرت منظمة الصحة العالمية أن الطيور المهاجرة هي سبب نقل الفيروس بين الدول، والوباء الحالي بين الطيور. وقد بدأ مرض أنفلونزا الطيور في الظهور في جنوب شرقي آسيا عام 2003، وهذا الفيروس مستوطن في العديد من الدول، مثل الصين، وفيتنام، واندونيسيا، وكمبوديا، وتايلاند، ومنها انتشرت العدوى إلى عدد من الدول، كاستراليا، واليابان، وتركيا، ورومانيا، وكوريا الشمالية، والباكستان، وماليزيا، وذلك للأسباب الآتية: حدوث طفرات كثيرة في الفيروس، ما يساعد على انتشارها وعدم القدرة على مقاومتها، ووجود أعداد كبيرة من الطيور والخنازير في هذه الدول، وكثافة البشر في هذه الدول، مع عدم اتباع الوسائل الأولية لمكافحة العدوى، ووجود أعداد كثيرة من الطيور المهاجرة إلى هذه الدول. وكانت الإجراءات الصارمة التي اتخذتها كثير من البلدان العالمية، في ما يخص أنفلونزا الطيور، أثرت في حركة التجارة، واقتصاديات هذه البلدان. وتمثلت تلك الإجراءات بمنع استيراد لحوم الطيور الطازجة والمبردة، من الدول التي ظهرت فيها حالات أنفلونزا الطيور. أما ما هي"أنفلونزا الطيور"؟ فالجواب يأتي: فيروس معد فتاك، يصيب عادة الطيور بجميع أنواعها. ولكن لوحظ في الفترة الأخيرة انتقال هذا الفيروس من الطيور والدواجن إلى الإنسان. طبعاً تكمن خطورة المرض في أنه انتشر كالنار في الهشيم في الطيور، الأمر الذي يعرض الإنسان الذي يتعرض للطيور المصابة به لانتقال العدوى إليه، وهو ما ثبت فعلاً، بلا أدنى شك. والأسئلة التي تطرح نفسها: ما الإجراءات الصحية للوقاية من هذا المرض؟ وما الاحتياطات التي يجب على الإنسان اتخاذها للوقاية منه؟ وهل كل إنسان يتعامل مع الطيور سواء في معامل التفريخ أم ذبح الدواجن عرضة للمرض؟ وما هي قصة هذا الفيروس الخطير؟ وهل هو جديد أم قديم؟ تحاول هنا مجموعة من الأطباء الاستشاريين والاختصاصيين في مستشفى الحمادي في الرياض، الإجابة على هذه الأسئلة.