حال أفراد من الحراسات الأمنية في الشركة السعودية للكهرباء في المنطقة الشرقية، بعد ظهر أمس دون وقوع حريق رابع في مقر الشركة خلال الأسبوع الجاري. وعثر الحراس على كمية كبيرة من الأوراق والملفات المهمة في الشركة، في الدور الثاني من مبنى"رقم 2"، وهو الموقع نفسه الذي شهد حريقين مطلع الأسبوع الجاري. وتم تجميع الأوراق والملفات، وسكب مادة سريعة الاشتعال فيها، بقصد إضرام النيران فيها، باستخدام قطع قماشية جوارب وحبل قطني، لتسريع عملية الاشتعال. واستخدم الفاعل السيناريو ذاته، الذي لجأ له في الحريقين السابقين، وقريباً من طريقة إحراق معدة تستخدم في تنظيف خطوط الضغط العالي. وهذا ما دفع الجهات الأمنية، التي تتولى التحقيق في الحرائق إلى اعتبارها"جنائية". وعلمت"الحياة"أن قسم الأمن في الشركة أبلغ الهيئة العليا للأمن الصناعي عن الحرائق، التي أبلغت بدورها الجهات الأمنية في المنطقة الشرقية، لفتح ملف التحقيق في الحوادث، ورفع البصمات والدلائل من مسرح الحادث. وسهلت عملية تكديس الأوراق والملفات من جانب بعض الأقسام والإدارات في صناديق مصنعة من الكرتون، إضافة إلى قلة الحراسات الأمنية في الشركة، وعدم وجود كاميرات للمراقبة، على الجاني مهمة عملياته، في وقت وجيز، وبعيداً عن الأنظار. من جانبها فعّلت إدارة الخدمات والمكاتب"مرافق"بعد تكرار حرائق شركة الكهرباء، تعميماً يلزم جميع الإدارات بحصر الأوراق والملفات المخزنة لديها، وتعبئة نموذج خاص ورفعه لها، ليتم اتخاذ اللازم حيال ذلك من جانبها. كما طالبت إدارة الأمن إدارة الشركة بسرعة تركيب كاميرات المراقبة، التي تأخر صرف تعميدها، لأسباب غير معروفة. وأكد مصدر في شرطة المنطقة الشرقية ل"الحياة"أن البحث عن الجاني لا يزال جارياً. وقال:"التحقيق مستمر في الحوادث الأربعة، ولن يتمكن الجاني من تضليل الجهات الأمنية، مهما استخدم من أساليب". وشدد"سيتم التعرف عليه في أقرب وقت"، مؤكداً أنه لن يتم تسجيل أي جريمة ضد مجهول. وكانت"الحياة"نشرت تفاصيل الحوادث الثلاثة في الأيام الماضية، ابتداءً من إشعال النار في إحدى الشاحنات التابعة للشركة على طريق الدمام - الأحساء السريع، ثم إحراق أوراق وملفات مهمة لقسم إدارة الأملاك في الشركة في الدور الثاني من المبنى"رقم 2".