تنشط برامج الحمية "الريجيم" خلال فصل الشتاء لدى أصحاب الوزن الثقيل، الذين يجدون في أجوائه الباردة فرصة مواتية لممارسة أنواع مختلفة من التمارين الرياضية، إضافة إلى الإكثار من شرب السوائل الحارة التي تمنحهم الدفء وتغنيهم عن تناول الوجبات الدسمة، العدو اللدود للرشاقة. وعلى رغم أن الالتزام وحده يعد الضمان الوحيد لنجاح برامج الحمية بعيداً من تعاقب فصول السنة، إلا أن النتائج والتجارب تؤكد أن فصلي الشتاء والصيف، الفصلين السائدين في مناخ الجزيرة العربية، لهما ارتباط وثيق بنجاح أو فشل محاولة"التخسيس". "لا أحب أيام الشتاء فهي تسبب لي اضطراباً في المعدة وآلاماً في المفاصل، ومع ذلك فإني مضطر إلى انتظارها بفارغ الصبر، حتى أتمكن من إنقاص وزني الزائد". بهذه المشاعر يستقبل الأربعيني عبدالعزيز العلي فصل الشتاء، مشيراً إلى أن البرد يقلل من شهيته في الأكل، ويضاعف من حماسته في أداء التمارين. ويضيف:"كي احصل على الدفء، وأتخلص من المشكلات الصحية التي ذكرت، فإني ألجأ إلى الإكثار من شرب الحساء والمرق، كما أن حماستي تتضاعف لممارسة الرياضة، وهما أمران يعززان نجاح برنامج الحمية القاسي، فالأول يبعدني من الوجبات ذات السعرات الحرارية المرتفعة، والثاني يطرد الكسل الذي يلازمني قبل أداء التمارين اللازمة في فصل الصيف". ولا يبدو أن اعتلال صحة عبدالعزيز ومن هم على شاكلته، هو السبب الوحيد الذي يرجح فصل الشتاء للحصول على نتائج أفضل في برامج"الريجيم"، إذ يربط آخرون أيام الصيف بإجازة نهاية العام، التي تكثر فيها الولائم والمناسبات ورحلات السياحة، إضافة إلى الأجواء الحارة، والمساعدة على تمدد خلايا الجسم وزيادة الوزن. ويقول عبدالرحمن:"اعتدت على أن يبدي زملائي في العمل استغرابهم من زيادة وزني بعد العودة من كل إجازة صيفية". هذا الانطباع جعله يربط الفوضى في حياته بفصل الصيف، ويؤكد أنه يفضل الشتاء حيث يجد الهدوء والتنظيم في كل شؤون حياته. وإذا كان فصل الصيف يشكل تهديداً مباشراً لرشاقة الكبار، فإن فصل الشتاء في المقابل يظل كابوساً مزعجاً للصغار، خصوصاً عند الذهاب إلى المدرسة في الساعات الأولى من صباحات الشتاء القارسة. ويجد الوالدان صعوبة في إيقاظ أبنائهم من نوم الشتاء اللذيذ، وحتى إن نجح إبريق الحليب الذي تعده الأم في منح الدفء لأجسام الصغار، فإن فاعليته تبقى معدومة على معنوياتهم.