دق فصل الصيف الأبواب فدب الخوف لدى النساء خصوصاً، من البدانة التي يستحيل إخفاؤها في موسم البحر والسباحة والشمس. والبدانة، ظاهرة مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بنمط تغذيتنا الذي ينعكس على شكلنا الخارجي، سلباً أو ايجاباً. والشهية الجامحة التي يثيرها المطبخ العربي اللذيذ لا سيما بحلوياته والدعوات التي تتزايد صيفاً، أمور تصعب الإلتزام بنظام غذائي معتدل. هذه المشكلات، تتناولها الاختصاصية في التغذية كارلا ياردميان في المقابلة الآتية: مع اقتراب فصل الصيف وتبدل نوعية الغذاء وكثرة الدعوات كيف يمكن للجسم ان يكتسب الرشاقة التي يهتم لها الجميع؟ - ان ازدياد درجات الحرارة تبعد الانسان لا شعورياً عن بعض اصناف المأكولات، لا سيما المقلية والدسمة كما تبعده عن الحلويات، لأن الحرارة تجعل عملية الهضم بطيئة. من هنا نتجه الى تناول الفواكه والخضار الطازجة بدافع من الجسم الذي يحتاج الى كميات هائلة من المياه. وهذا الابتعاد التلقائي عن بعض المأكولات، يساعد في الحفاظ على رشاقة الجسم وصحته. هل يجدر الغاء بعض أنواع الأطعمة صيفاً؟ - ثمة أنواع، مثل الدهنيات والسركيات نلغيها، حفاظاً على صحتنا، لا بهدف النحافة. وفي المقابل يجدر التركيز على الألياف والفواكه والخضار وشرب المياه. وجسدنا يحتاج الى ليتر ونصف أو ليترين من المياه يومياً، والحرارة المرتفعة جداً في بلداننا العربية، تفقد الجسم مخزونه من المياه من دون أن يشعر. ترددين أن القاعدة الذهبية للتغذية السليمة تكمن في تناول الطعام المتنوع بكميات معتدلة ومتوازنة، لكن الأمر صعب خصوصاً في أيامنا مع كثرة المناسبات كيف يمكن إرساء التوازن بين صحتنا وحياتنا الاجتماعية؟ - الشخص هو من يرسي التوازن، فإن أفرط في الأكل في وجبة، عليه التخفيف في الأخرى. إن الجسم جهاز يكدس السعرات الحرارية وكلما كدس 7000 وحدة، يزداد الوزن، صحيح انه يصعب الامتناع عن تناول الطعام الشهي والمتنوع، لكن الاصغاء الى لغة الجسم ضروري. تحول "الريجيم" اليوم الى هوس فعلي لدى البعض، هل تلمسين الأمر أثناء تعاطيك مع زبائنك؟ - بالطبع، تهوى كل النساء الظهور كعارضات أزياء رشيقات القوام، وتعاني بعضهن من مشاكل نفسية نتيجة عدم ايجادهن ثياباً تناسب مقاسهن في الأسواق. وبعض الأزواج يهددون زوجاتهم بالتخلي عنهن ان اكتسبن بعض الوزن. هذا الهوس خاطئ كلياً ويفرضه المجتمع والتقاليد وأحياناً، المرض. لكن الخطر يكمن حين يتسلى بعضهم بأجسادهم فيجرون عمليات شفط الدهون وسواها من الأمور. هل يؤثر شفط الدهون سلبياً على الصحة؟ - قد يغيّر شفط الدهون شكل الجسم لكنه لا يخفض الوزن. فهو ينبغي ان يترافق مع اتباع نظام غذائي متوازن وجدي وإلاّ عاد الجسم الى السمنة. كيف يمكن المحافظة على الوزن المثالي؟ - بعد اتباع المرأة نظاماً غذائياً معيناً، تستطيع ان تتناول أصناف المأكولات كلها، لكن بتوازن، وعدم المبالغة كي لا يعود الجسم الى البدانة. فالسمنة تزيد الخلايا الدهنية عدداً وحجماً. وعند اتباع "الريجيم" يصغر حجم هذه الخلايا لكن عددها يبقى كبيراً، من هنا أيضاً، ينبغي ألا يعتاد الطفل على المبالغة من تناول الأطعمة كي لا يميل جسمه الى البدانة عندما يكبر. أيتهما أفضل الحمية الغذائية أم الرياضة؟ - تلعب الرياضة دوراً أساسياً في عملية التنحيف، لكن ينبغي التنبه الى عدم تربية العضل، لأنه أثقل وزناً من الشحم. أنصح بالبدء في الرياضة الخفيفة كالأيروبيك والسباحة والمشي وركوب الدراجة. أما بعد عملية التنحيف، فينبغي شد العضل عبر الركض، وقد دلت الدراسات أخيراً على أن الحمية المثالية هي التي تواكبها التمارين الرياضية. هل صحيح أن ثمة أنحاء في الجسم لا يؤثر فيها الريجيم مثل البطن البطن والأرداف؟ - لا، ينحف الجسم بأكمله، لكن ثمة رجال يعانون من انتفاخ البطن فيما جسمهم ضعيف، في هذه الحال، انصح بممارسة الرياضة الأكثر صحيةً من شفط الدهون. هل يزيد التدخين والكحول الوزن؟ - تسبب الكحول السمنة لما تحتويه من السكر والسعرات الحرارية، لكن التدخين يضعف إذ يحرق الشخص المدمن السعرات الحرارية بسرعة لذا يعاني من يتوقف عن التدخين من السمنة إذ يعوض عن السجائر بالاكثار من الطعام. ما مدى فائدة الأطعمة "الدايت" الموجودة في الأسواق؟ - ثمة أنواع كثيرة منها: "القليل الدسم" و"القليل السكر" و"القليل الكولسترول". وعلى الشخص أن يختار ما يناسب حاله. لكن ألفت الى أن الاكثار من تناول هذه الأطعمة مضر. ومن الضروري أن يقرأ الشخص التوجيهات الموجودة على علبة "الدايت" ليعرف الكمية المسموح له بتناولها. هل يصبح "الريجيم" أصعب عند المرأة التي بلغت سن اليأس؟ - المرأة التي انقطع عنها الطمث تحرق السعرات الحرارية ببطءٍ شديد. من هنا يبدو تنحيفها أصعب، لا سيما وأنها تتناول الكثير من الهرمونات وتخف كمية المياه في جسمها، ما يرتب عليها مراقبة غذائها وتخفيض كميته. هل يوجد إختلاف بين "ريجيم" المرأة و"ريجيم" الرجل؟ - تشير الدراسات الى أن الريجيم بالبروتين أنجح لدى الرجال في مقابل ريجيم النشويات الذي يلائم النساء أكثر. هل للمراهقين والصغار برامج "ريجيم" مختلفة عن برامج الكبار؟ - بالتأكيد، إذ ينبغي ان يتناولوا أنواع الأطعمة كافة لأن جسمهم ينمو. ثم على الشخص في هذه السن أن يقتنع بضرورة اتباع الحمية والتخفيف من المأكولات السريعة. هل من الممكن أن تكون السمنة سبباً للموت المبكر؟ - بالطبع، هناك دراسة تفيد بأن الحصول على الوزن المثالي يكون بقسمة الوزن على الطول بالمتر المربع، فإن جاءت النتيجة بين ال 20 وال 25 يكون الوزن طبيعياً، وإذا كانت بين ال 25 وال 29، يكون زاىداً، وإذا كانت بين ال 30 وال 39، يكون سميناً أما ما يفوق هذه الأرقام يصبح سمنة تهدد حياة صاحبها. أخيراً، ما هي النصيحة الغذائية التي تقدمينها للعائلة كلها؟ - على الأهل ألا يعودوا أولادهم على الشراهة، لأن العادات البيتية الصغيرة تؤثر على الولد وصحته وجسمه عندما يكبر في السن. وعلى جميع أفراد العائلة تخفيف تناول المأكولات السريعة والحلويات، لأن البدانة هي نتيجة الغذاء غير المدروس ولا علاقة لها بالوراثة.