اللياقة والصحة البدنية من أكثر الاهتمامات التي تطغى على فكرة المرأة عموماً ويلاحظ ان نسبة مرتفعة من النساء في العالم سمينات ومعلوم ان السمنة مصدر من مصادر شعور المرأة بالحزن على نفسها ويعد الأكل السبب رقم واحد في سمنة المرأة وكذلك الرجل وتلجأ المرأة إلى انقاص وزنها بالامتناع عن الطعام واستخدام الحبوب التي تمنع من فتح الشهية الا أنها نادراً ما تلجأ إلى الرياضة إما خوفاً من اظهار العضلات وإما لعدم وجود المكان المناسب أو بسبب العادات والتقاليد التي قد تعوق مشاركتها في الأنشطة الرياضية. "الرياض" استطلعت آراء مجموعة من النساء بمختلف الأعمار حول هذا الموضوع وخرجنا بالآتي: عبير طالبة جامعية تقول: أمارس الرياضة بشكل متقطع وذلك لما دعت الحاجة لذلك والرياضة المتاحة لنا هي المشي بحكم أنها لا تخضع لقواعد رياضية معينة وبالامكان ممارستها بأي وقت.. وأنا وصديقاتي نمارسها بشكل يومي من خلال مكوثنا بالجامعة لفترات طويلة وبين المحاضرات لحرصنا على بقاء أجسامنا رياضية نوعاً ما.. وعند سؤالنا لها الا ترغب بالتسجيل بناد رياضي وتمارس أنواعاً أخرى من الرياضة؟ اجابتنا نعم ارغب بذلك ولكن هناك بعض العراقيل التي تحول دون ذلك ومن أهمها ان الحي الذي أسكن به لا يوجد به ناد رياضي خاص بالنساء وأقرب ناد يبعد عن سكني قرابة 200كم لذلك من الصعب التواجد بمثل هذه الأندية.. وتضيف بالنسبة للحي لا يوجد هناك أماكن مخصصة للممارسة المشي فيه فالشوارع ضيقة والعادات والتقاليد تحكمنا أيضاً.. وزد على ذلك فممارسة الرياضة تحتاج إلى ملابس معينة حتى نستطيع ممارستها بالشكل الصحيح لذلك لا نستطيع ممارسة المشي بالشوارع أو المتنزهات بالشكل الصحيح. ريجيم غذائي فاتن طالبة جامعية ومتزوجة منذ سنتين تقول: منذ تزوجت بدأ جسمي بالزيادة وخاصة بعد انجابي مولودي الأول.. وحالياً لا أستطيع اتباع رجيم غذائي لأنني مازلت ارضع طفلتي التي لم يتجاوز عمرها الستة أشهر لذلك لا أفكر بعمل رياضة وذلك لعدم وجود الوقت الكافي وأيضاً لبعد المراكز والنوادي الرياضية عن موقع سكني وانشغالي بدراستي وزد على ذلك عدم تشجيع المحيطين بي على عمل الرياضة. أما ليلى معلمة ومتزوجة من عشر سنوات ولديها خمسة أطفال فتقول: المرأة تختلف عن الرجل وذلك لتغير الهرمونات التي تكون عاملاً أساسياً في زيادة الوزن خاصة بعد الحمل والولادة المتكرر. وتضيف لاحظت بالآونة الأخيرة زيادة وزن العديد من السيدات وعدم مزاولتهن الرياضة نهائياً واعتمادهن في تخفيف أوزانهن على الرجيم غير المدروس مما سبب لبعضهن أمراضاً هن في غنى عنها. وأشارت ليلى إلى أنها تمارس رياضة المشي يومياً بمعدل ساعة تقريباً بفناء منزلها.. وعن سؤالنا حول عدم تسجيلها بأحد النوادي الرياضية النسائية تقول: لا يوجد لديّ الوقت الكافي للذهاب لمثل هذه الأندية وذلك لضيق الوقت وعدم التوفيق بين أعمال المنزل وتربية الأبناء والقيام بعملي على أكمل وجه. وتقول سعاد موظفة ومتزوجة من خمس سنوات ولديها طفلان: بعض مدن المملكة تفتقد للأندية الرياضية النسائية مما زاد نسبة السمنة لدى النساء بشكل كبير وملحوظ.. ولجأن لانقاص أوزانهن بعمليات شفط الدهون والرجيم والحمية التي تسبب في الغالب ترهلات للجسم والبعض منها قد ينجح والآخر قد يفشل.. ناهيك عن الأمراض المصاحبة من فقر الدم والهزال هذا غير الجلطات التي قد تصاحب الرجيم غير المتوازن. حمية غذائية ريم معلمة غير متزوجة تقول: ان رضا المرأة عن شكلها بات أمراً أساسياً لنجاحها بالحياة لأنه ينعكس ايجاباً على نفسيتها، فهي ان لم تكن مقتنعة بجسمها وراضية عنه لا يمكنها ان تنقل هذا الشعور للآخرين وهذا ما حدث معي بالفعل قبل ان أتمكن من انقاص وزني. وتشرح "كنت منزعجة جداً من وزني ولم أتقبل شكلي أبداً، فخضعت لرجيم قاس استعدت بعده رشاقتي لفترة معينة ثم عاد وزني إلى ما كان عليه، لذلك لجأت لناد رياضي ومارست عدة أنواع من الرياضة وتلقيت التدريب على يد مختصة هذا غير الحمية الغذائية المعتدلة التي وصفتها لي خبيرة التغذية بالنادي.. صحيح أنني أخذت فترة طويلة حتى بدأ وزني بالنزول ولكنني كسبت جسماً معتدلاً ونفسية متزنة وغذاء صحياً.. لذلك لا أنصح باتباع حميات غذائية قاسية ولا بالتخسيس السريع لأن الجسم في هاتين الحالتين لا يخسر سوى الماء والفيتامينات الضرورية وحال معاودة الأكل بشكل طبيعي يستعيد الجسم كل ما فقده وزيادة لذلك من الأفضل ممارسة الرياضة بشكل منتظم وعن طريق مدربين. توجهنا للدكتور محمد بقنة استشاري العقم وأطفال الأنابيب بمستشفى سليمان الحبيب حيث يقول الدكتور محمد بقنة.. في العقدين الأخيرين بدأت ظاهرة السمنة تنتشر في مجتمعنا وبشكل لافت وفي كلا الجنسين ولكن بشكل أكثر في النساء وبجميع الأعمار وهذا يدق ناقوس الخطر لما لهذه المشكلة من آثار صحية خطيرة على الفرد ثم على المجتمع ونحن لا نقصد هنا بزيادة الوزن ولكن نقصد السمنة التي تؤدي إلى أمراض كثيرة. ولقد مر مجتمعنا في العقود الأخيرة بتغيرات اجتماعية كبيرة غيرت من سلوك الفرد والمجتمع ككل - السلوك الاجتماعي الغذائي - وكانت لها آثار سلبية على صحة الفرد. وكما ان نمط الحياة العصرية لها تأثيرات ايجابية فلها كذلك آثار سلبية ان الطبيب هذه الأيام يقتطع كثيراً من وقته في العيادة لاسداء النصح عن السمنة ومخاطرها ومع ذلك يصاب بالاحباط لأن النتائج المرجوة لا تتحقق وخاصة عند النساء والتبريرات دائماً الضغوط الاجتماعية. لا توجد أماكن مناسبة لرياضة النساء ويقول د. بقنة ان السمنة تساعد في حدوث الأمراض التالية: ارتفاع ضغط الدم - أمراض المرارة وأمراض المفاصل والجلطة كذلك صعوبة التنفس عند النوم، مرض السكر من النوع 2أمراض تصلب شرايين القلب بل ان السمنة قد تؤدي إلى زيادة نسبة السرطانات عند المرأة مثل سرطان الرحم والثدي والقولون، ان لم نبدأ الآن بالوقاية من السمنة فستغص المستشفيات بهذه الأمراض التي سنكون عاجزين عن تقديم الخدمات الطبية المناسبة لها.. نعرف ان الوراثة لها دور في السمنة وكذلك بعض الأمراض مثل ضعف الغدة الدرقية، ولكن العامل الأكبر الذي نراه هو تغير سلوك المجتمع والفرد ولإعطاء صورة لذلك - ان الفرد يقضي معظم وقته في المنزل جالساً على التلفاز - وخاصة الأطفال - لعدة ساعات متواصلة وربما يكون مصاحباً للأكل كذلك - نوعية الأكل الذي يتناوله الفرد مليء بالسعرات الحرارية وغالباً ما يكون مليئاً بالدهون والسكريات التي لا يحتاجها الجسم وأيضا الكثير من المدارس مستأجرة وغير مؤهلة للتمارين الرياضية وعدم اهتمام الكثير من المدارس بالتربية البدنية وقلة مشاركة الأطفال بالأعمال المنزلية ضف على ذلك الأحياء السكنية لم تؤخذ بالحسبان الاحتياجات البدنية للفرد. ويضيف الدكتور بقنه.. من النصائح العامة التي يسديها الطبيب للمريضة هي: المشي يومياً على الأقل 2كم، استعمال الدرج عوضاً عن المصاعد الكهربائية، التمارين الرياضية المنزلية، المساعدة في عمل المنزل، الحد من مشاهدة التلفاز أو ألعاب الكمبيوتر التي تحد من الحركة، منع قرب الغازيات والتقليل قدر الإمكان من العصيرات والاستعاضة عنها بشرب حليب خالي الدسم، الامتناع عن تناول الوجبات السريعة. وأشار الدكتور محمد الى ان الكثيرين من المصابين بالسمنة يرون ان الظروف لا تساعدهم في انقاص وزنهم وذلك لأن الوسائل المساعدة ليست متوفرة، وحيث انهم يسكنون في شقق لا تسمح لهم بالحركة الكافية وان احياءهم ليست بها مراكز نسائية ولا حتى اماكن تسمح لهم بالمشي لمسافات طويلة ولذلك يبرز هنا الدور الحكومي لتوفير هذه الخدمات حتى تساعد في منع هذه المشكلة يجب ان تكون هنا استراتيجية واضحة يشترك فيها جميع القطاعات التعليمية والصحية والبلدية والإعلامية يجب ان تكون هناك تربية صحية توعوية تبدأ من المدارس مصاحبة بتوعية دائمة اعلامية، ويجب ان توفر البلدية في كل حي مراكز نسائية خاصة، وأن تفعل وزارة الصحة التثقيف والدورات الصحية في هذه المراكز، يجب ان نهتم بمنع المرض قبل حدوثه، كما فعلنا مع شلل الأطفال وكما هو معروف "الوقاية خير من العلاج". وذكر الدكتور محمد اهمية الرياضة لعضلات الرحم خاصة وعضلات الجسم عامة حيث ان للرياضة اهمية في تقوية عضلات الرحم وخاصة بعد الولادات المتكررة. الوزن الصحي من جهة اخرى حدثتنا المدربة لميس عزت مدربة رياضية بإحدى المراكز التدريبية للسيدات عن اهمية الرياضة فقالت: قد يختلف اختصاصيو التغذية حول انواع وكميات الأطعمة التي يختارونها لتشكيل حميات تخفيف الوزن لكنهم يتفقون دوما على ضرورة ممارسة النشاط البدني للتخلص من السمنة وللحفاظ على الوزن الصحي. وتضيف لميس فللرياضة فوائد كثيرة تساعد جميعها على تحقيق هدف الوصول للوزن المنشود من قبل الفتيات والسيدات فحصة واحدة من الرياضة تحسن من الحالة الجسدية والنفسية وبالتمارين الرياضية لن تحول دون الإصابة بالمرض غير انها ستساعد حتما على مقاومة المرض وعلى تخفيف اعراضه اذا ما اصبت به وعلى الشفاء منه في وقت اسرع وقت بإذن الله وإذا مورست الرياضة باستمرار وانتظام سيحصل الشخص على نتائج افضل. فالأطباء يجمعون على ممارسة الرياضة بانتظام كممارسة رياضة المشي السريع مدة نصف ساعة ثلاث مرات في الأسبوع. وأيضا تساعد الرياضة محبي الشوكولا والسكاكر والذين يتناولونها بعد الظهر على تبديد هذه الرغبة وذلك لأنها تسهم في استقرار مستويات السكر في الدم. ومن المعروف ان الاشخاص الذين يمارسون النشاط البدني مدة ساعة على الأقل يوميا يكونون اقل عرضة للإصابة بالسمنة. وقد اكتشف العلماء ان فائدة الرياضة لا تكمن فقط في الوحدات الحرارية التي تحرقها عند ممارستها بل وفي قدرتها على تنشيط آليات الجسم الطبيعية الخاصة بالتحكم بالشهية ما يخفف من امكانية الإفراط بالأكل. ومن فوائد الرياضة ايضا تحسن نوعية النوم فالرياضة تخفف من مستويات التوتر والإجهاد النفسي والنوم مدة كافية يساعد في تنظيم الهرمونات التي تتحكم بالشهية من هنا فإن النوم بشكل جيد يسهم في عملية تخفيف الوزن. وتبين لميس بأن مدة التمارين الرياضية اهم من درجة قوتها وصعوبتها فممارسة الرياضة مدة ساعة تعطي افضل النتائج. وتشير الى ان كل من يمارس الرياضة يؤكد انه يشعر بالرضا والسعادة بعد الانتهاء من التمارين ويعود ذلك الى ممارسة الرياضة التي تؤدي الى افراز الدماغ مواد كيميائية طبيعية تدعى الأندورفينز تؤثر ايجابا في المزاج وهناك عشرون نوعا مختلفا من هذه المواد التي ينتجها الدماغ والنوع الذي يفرزه اثناء الرياضة يدعى بيتا اندور فينز وهو الأكثر فاعلية بين العشرين نوعا وهو يخفف الألم لذا يصبح أداء التمارين اسهل بعد مرور ثلث ساعة على بدايتها ويعزز الشعور بالحماسة والحيوية بعد ممارسة الرياضة. وتقول لميس من المعروف ان الحالة المزاجية مرتبطة ارتباطا وثيقا بعملية تخفيف الوزن فظاهرة الانكباب على الأكل منتشرة بشكل خاص بين اوساط المكتئبين وأصحاب المزاج السوداوي. وتختم حديثها بنصيحة تبين فيها بأنه كلما زادت اللياقة البدنية تراجع التوتر لدى الإنسان الرياضي وما ان تبدأ بممارسة الرياضة حتى تكتسب القدرة على التعامل مع التوتر بشكل اكثر فاعلية. فأربعة اسابيع من ممارسة الرياضة كفيلة بإيصالك الى حالة من الهدوء والرضا وتصبح النفسية في افضل حالاتها مع الاستمرار في الممارسة.