تسيدت العرضة النجدية والفنون الشعبية احتفالات عيد الفطر المبارك في معظم مناطق المملكة، بمشارة من أمراء المناطق وعشاق هذا اللون الشعبي العريق، وعدد من الشعراء. وتصدرت رقصة"العرضة"برامج الاحتفال بالعيد في المدن السعودية، وهي تعد جزءاً من ثقافة الفرح في المجتمع السعودي، وتحضر بكثافة خلال المناسبات والأعياد. واستمتع أهالي منطقة نجران بفقرات شعبية متنوعة، وعدد من القصائد والألوان الشعبية، التي حظيت بمتابعة واهتمام من الجمهور، خصوصاً الألوان الشهيرة في نجران، مثل الزامل والرزفة والطبول التي يتمايل معها الحضور طرباً لإيقاعها الجميل والمميز، ولون الشرح المعروف في محافظة شرورة، ولون الرازف والمثلوثة في محافظات بدر الجنوب وحبونا ويدمة. وشهد الاحتفال الذي أقيم على ملاعب التعليم في حي الفهد، تنوعاً في الفقرات التي شملت كلمة الأهالي وقصائد شعرية وألواناً شعبية شجية مختلفة. واختتم الاحتفال بأداء عرضة الوطن"العرضة السعودية"، ولون الزامل الذي بدأت به الحفلة وقدمته فرقة نجران، وتقول كلماته"سلام يا قادة وطنا... من قلب نجران السعيد"،"نجران يوم العيد غنا... ثم اكتسى ثوب جديد". وتفاعل الحضور مع لون الرزفة، التي أديت مع إيقاعات الطبول بشكل كبير، نظراً إلى الإيقاع الطربي والطريقة الجميلة في الأداء، وتقول بعض كلماته"ياسلام الله على بلادي...الحكم لله ثم لبو متعب"،"قايد النهضة وبانيها... والملك حنا جنود له"،"طاعة لله وعبدالله... خادم البيتين عبدالله"،"ولولي العهد سلطاني...طاعة منا بعهد الله". أما الفرقة التي قدمت من محافظة حبونا فأدت لوني الزامل والرازف العريق في المحافظة، وسط إعجاب الحضور، وتقول الكلمات"من حبونا نشارك منطقتنا مخلصين الولا... فرحة العيد عمت منطقتنا يا عساها تدوم"،"للملك خادم البيتين حاميها وراعي الوفا... باسم مشعل وأهل نجران هنينا قوي العزوم". أما العرضة السعودية التي توجت الحفلة، فأديت وسط متابعة من الحضور بكلمات تقول"يادارنا حنا ترانا كلنا حاضرين... حاضر وغايب والوطن حقه علينا عظيم"،"حنا جنودك لادعا الداعي علينا نجيب... عهد مضى منا وحنا للوطن مخلصين"، وشارك في الاحتفالية الشعراء مسفر صالح آل قريش، وحسين محمد القفيلي، وحمد فتان آل مطارد. وشهد مركز الأمير عبدالإله الحضاري في مدينة سكاكا، مساء أول أيام عيد الفطر المبارك، احتفال أمانة منطقة الجوف بمناسبة العيد، وأدى أهالي منطقة الجوف رقصة"الدحة"من فرقة الجوف للتراث والثقافة. وتعتبر"الدحة"الرقصة الشعبية الأولى في مناطق شمال السعودية، وينظر لها الكثيرون على أنها العلامة الفلكلورية البارزة لدى قبائل هذه المناطق، إذ يفخر برقصها وغنائها الكثيرون، بحكم كونها رقصة حربية في السابق، تهدف إلى إرهاب العدو بالاصطفاف والغناء بطريقة حماسية، توحي للطرف المقابل بشجاعة هذه القبيلة أو تلك. ويجتمع أبناء القبيلة أثناء رقصة"الدحة"في صف واحد، ويصدرون أصواتاً قوية مثل صوت"الزمل"من الإبل، ويرقص أمامهم رجل بالسيف يسمى ب"الحاشي". وكانت الفتيات سابقاً يقمن بدور"الحاشي"، إلا أن ذلك انقرض حالياً عند الغالبية. من جهته، أكد رئيس لجنة التراث والثقافة في الجوف نواف بن ذويبان الراشد ل"الحياة"، أن رقصة"الدحة"من الفعاليات التي تلقى إقبالاً كبيراً في المهرجانات التي تشارك فيها فرقة الجوف، مثل مهرجان الجنادرية، واحتفالات عيد الفطر المبارك في الرياض. وفي تبوك، اشتملت حفلة الأهالي على الألوان الشعبية التي تشتهر بها المنطقة، مثل الدحة والرفيحي واللال والسامري والعرضة السعودية، وسط مشاركة من الجاليتين السودانية والباكستانية. واستمرت الحفلة حتى ساعات الصباح الأولى، متضمنة قصائد شعرية وعروضاً نارية، ابتهاجاً بعيد الفطر المبارك.