تعتبر «الدحة» الرقصة الشعبية الأولى في مناطق شمال السعودية، وهي الفقرة الرئيسة في برنامج احتفالات منطقة الجوف، مثل مناسبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك. وينظر لها الكثيرون على أنها العلامة الفولكلورية البارزة لدى قبائل هذه المناطق، إذ يفخر برقصها وغنائها الكثيرون منهم بحكم كونها رقصة حربية في السابق، تهدف إلى إرهاب العدو بالاصطفاف والغناء بطريقة حماسية توحي للطرف المقابل بشجاعة هذه القبيلة أو تلك. ولنشأة «الدحة» قصة معروفة يرويها كبار السن لدى هذه القبائل، وتقول القصة إن قبيلة غازية فاجأت إحدى قبائل المنطقة ليلاً، وكانت تفوقهم عدةً وعتاداً، فابتكر أفراد القبيلة هذه الرقصة، وبدأوا بخبط الأرض بأقدامهم والتصفيق بطريقة منظمة، والغناء جماعياً بإيقاع سريع ليرهبوا العدو، فانطلت الخدعة على أفراد القبيلة الغازية واعتقدوا كثرة عدد الطرف المقابل فولوا هاربين. وفي رقصة «الدحة» يجتمع ذكور القبيلة في صف ويصفقون ويصدرون أصواتاً مرعبة مثل صوت «الزمل» من الإبل، ويرقص أمامهم رجل بالسيف ويسمى ب«الحاشي». وترقص بعض قبائل الأردن وسورية وفلسطين «الدحة» في أفراحهم، ومن القبائل التي تمارسها الرولة والشرارات وبنو عطية وبنو صخر والحويطات وبعض عشائر عنزة. وكانت رقصة «الدحة» تقام سابقاً في وقت الحروب، وبعد توحيد السعودية وانتشار الأمن تؤدى رقصة «الدحة» في الأفراح والمناسبات الكبيرة، وتبدأ «الدحة» دائماً بهذا البيت: «هلا هلا به يا هلا... لا يا حليفي يا ولد»، وبعدها تتوالى أبيات القصيدة وفيها يمدح الشاعر شيخ القبيلة أو صاحب المناسبة، وتقام «الدحة» في المساء بعد صلاة العشاء.