كنت اشاهد في العشر الاواخر من شهر رمضان التقرير التلفزيوني اليومي للحملة السعودية الشعبية لجمع التبرعات لمتضرري زلزال كشمير على القناة السعودية الاولى، وقد وجدت ان الامثال العربية تنطبق علينا"فنحن من ننقل التمر الى هجر والماء الى حارة"السقايين"، فجولة الكاميرا في مستودعات جمعية الهلال الاحمر في الرياض عرضت اكياساً ضخمة من الارز والخيام، تم التبرع بها وسيتم نقلها الى المتضررين في باكستان، واستغربت من هذا الاجراء لأن باكستان هي احدى الدول الرئيسة لزراعة الارز وهي من اكبر الدول التي تصدر الخيام إلى المملكة، فهل من المنطقي ان نقوم بتقديم التبرعات إليهم من مواد موجودة لديهم بأسعار رخيصة، أما كان من الاجدى تحويل المبلغ المالي فقط اليهم وعلى نحو عاجل، لأن هذا الامر سيوفر التكاليف المالية الخاصة بالشحن والنقل داخل باكستان وقيمة الاستيراد، فلماذا لا يكون للجنة المسؤولة عن الحملة دور حيوي في علاج هذا الامر؟ فكان من الممكن اولاً بيع هذا الارز للجمعيات الخيرية داخل المملكة من اجل زكاة الفطر او للمطاعم والتجار، وتقوم اللجنة بشراء الارز من هناك لأن سعره سيكون بنصف السعر هنا، بمعنى ان الكيس الواحد هنا يعادل كيسين هناك. ثانياً: يتم التركيز على الجانب التوعوي للمتبرعين وان التبرع بالاشياء العينية مكلف جداً ويؤخر ايصال التبرعات إلى مستحقيها اسابيع، بينما يصل التبرع النقدي خلال يوم واحد لهم. الأمر الآخر الغريب في الحملة، هو استضافة التلفزيون الى جانب المشايخ وطلبة العلم اثنين من"الليبراليين"، سبق وأن انتقد الامير نايف، احدهما في وسائل الاعلام، وهذان الشخصان ليس لهما، في رأيي، أي قبول لدى افراد المجتمع الذين يؤمل منه التبرع فكيف تريد الناس ان تتبرع، وانت تحضر لهم شخصاً لا يحبونه ولا يقبلون منه أي امر؟ والطامة الكبرى ان احد هذين الشخصين قال اثناء البث المباشر ان تفاعل الناس مع هذه الحملة نابع من مبدأ وطني، ما أثار ضحك كل من استمع إليه، فما دخل الوطنية في هذا الامر؟ هل الزلزال في المملكة ام ان المبالغ التي تجمع هي من اجل فقراء الرياض او مكة او جازان... الخ، واذا كان القصد ان هذا الامر لا يقوم به الا المواطنون، فمعنى ذلك اننا لا نقبل ولا نشجع أي شخص آخر غير سعودي اذا جاء يتبرع سواء أكان عربياً ام غير عربي ام مسلم ام غير مسلم! واخيراً، هل كانت استضافة هذين الشخصين من اجل إفشال الحملة؟ إن احد الاشخاص الذين كان يشاهد التلفزيون تراجع عن التبرع عندما شاهد هذين الضيفين وقال:"اذا كان هذان هما المثل والقدوة من أجل المساعده فإنني ارفض ان اتبرع إلى اللجنة، لأنها اذا كانت لم تحسن اختيار من يتحدث باسمها، فاخشى انها لا تحسن من يوصل التبرعات او يوزعها". منصور بن ابراهيم الحسين [email protected]