الجسر الجوي وصل إلى 22 طائرة ومسح شامل لاحتياجات المنكوبين كشف "م. فهد المبارك" الأمين العام للحملة الشعبية السعودية لمساعدة متضرري زلزال باكستان أن الحملة - التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين وتبرع بها المواطنون - ستبدأ في إيصال التبرعات المادية والعينية إلى المتضررين الأسبوع الحالي. وقال في حوار ل "الرياض" إن قيمة التبرعات وصلت إلى 400 مليون ريال، مشيراً إلى أن توزيعها سيكون على عدة مراحل، حيث تبدأ المرحلة الأولى "الإغاثة العاجلة"، من خلال انطلاق (1000) شاحنة محملة بالمواد الغذائية طوال الشهرين المقبلين، وسنبدأ هذا الأسبوع بتسيير 80 شاحنة لمساعدة 18 ألف لاجئ، وسنتمكن من مساعدة مليوني متضرر خلال الشهرين، وبناء ثلاثة مخيمات عاجلة لإيواء المتضررين، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية تشمل تنفيذ المشروعات التنموية، سواء كان توفير المساكن للمتضررين، أو إعادة بناء المدارس أو المساجد المتهدمة، مع التركيز في توفير المياه النقية والصحية للمتضررين، وكذلك احتياجاتهم من اللحف والبطانيات. وأشاد "م. المبارك" بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - ودعمهم والوقوف بجانب إخواننا المتضررين من الفيضانات في الباكستان، مشيراً إلى أن هذه الوقفة الصادقة في هذا الشهر الفضيل تعكس قيم المملكة الثابتة، ومبادئها الراسخة من تعاليم الإسلام، من خلال الوقوف مع المحتاجين، وإغاثة الملهوفين، ونجدة المتضررين، وفيما يلي نص الحوار: الإغاثة العاجلة * على ماذا تركزون في مرحلة الإغاثة العاجلة؟ - سوف يكون تركيزنا في المواد الغذائية المكونة من الأرز، والدقيق، والزيت، والفاصوليا، والحليب، والتمر، وسنركز في التمر كمكون رئيس، والبقية نشتريها من السوق الباكستانية، إضافة إلى تأمين الخيام مع البطانيات واللحف لقاطنيها. الأمير نايف يشرف على «أدق التفاصيل» لضمان وصول المساعدات وإغاثة الملهوف مخيمات الإيواء * هل هناك مخيمات ستقومون بإنشائها في المراكز المتضررة ؟ - بمشيئة الله يكون لدينا ثلاثة مخيمات عاجلة للمتضررين، وسنتعاون في هذه العملية مع المنظمات المختلفة، ونعطيهم بعض المساعدات العينية ليقوموا بتوزيعها هم بدورهم على المتضررين بإشراف الحملة وبوجود كشافين. أول قافلة * ما أهم الأعمال التي تقومون بها في المرحلة الأولى؟ - ستنطلق بمشيئة الله أول قافلة خلال الأسبوع الحالي فيها 80 شاحنة تم شراء موادها من السوق الباكستانية، عبارة عن 40 شاحنة دقيق، و15 شاحنة من الأرز، وثماني شاحنات عدس، وأربع شاحنات حليب، وهذه توزع على أقاليم البنجاب، وكشمير، وخيبر، بواقع 6000 عائلة في كل إقليم. * إلى ماذا تطمحون في شاحنات الخير؟ - بداية هذه الشاحنات 80 شاحنة، وسنصل إلى 1000 شاحنة خلال شهرين، تخدم ما يقرب مليوني لاجئ بمشيئة الله. نقل التمور * هل سيتم الاستعانة بطائرات لنقل المساعدات؟ - نعم، ستكون الطائرات محملة بالتمور؛ لأنها غير متوافرة في باكستان ووصلت التمور في رمضان إلى هؤلاء المتضررين ليكون عونا لهم على الصبر في هذه الظروف الصعبة. 22 طائرة * هل وصلت الحملة إلى مناطق داخل المناطق المنكوبة؟ - المملكة بدأت بتسيير الجسر الجوي الذي أمر به خادم الحرمين ووصلت طائراتها حتى الآن إلى 22 طائرة، فنحن نسير على طريق ممهد من قبل كافة اللجان العاملة في الدولة، وسنصل للمناطق المتضررة ونقوم بالعمل مع المنظمات الدولية لمساعدة المتضررين. مسح شامل * هل هناك أعمال قامت بها لجانكم العاملة أساساً هناك؟ - أول عمل قاموا به الأسبوع الماضي، من خلال المسح الشامل لتحديد المناطق المتضررة، والاحتياجات الضرورية للمحتاجين، وتحديد المواقع المناسبة للتوزيع وما يترتب على آلية صرف المساعدات. المشروعات التنموية * متى تبدؤون في المشروعات التنموية؟ - لن تبدأ هذه المشروعات قبل ثلاثة أشهر. والآن نركز في الإغاثة العاجلة، من المواد الإغاثية، أو تنقية الماء، وسيكون لدينا مشروع لتنقية الماء بواسطة مواد للتنقية مع توزيع صهاريج، إضافة إلى توزيع مضخات الآبار سواء اليدوية أو الارتوازية. التنسيق مع السفارة *كيف تعاونكم مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في باكستان؟ - نعمل كفريق واحد، والسفير يمثّل كل السعوديين هناك، ويذلل كل العقبات، بل ويساعد كثيراً في دعم أعمال الخير، ويقف عليها شخصياً. بداية التأسيس * نعود إلى الخلف قليلاً، وأساءل: كيف قامت الحملة الشعبية لمساعدة متضرري زلزال باكستان وأفغانستان؟ - في البداية لابد أن نؤكد ما تتمتع به المملكة العربية السعودية وجمهورية الباكستان الإسلامية بعلاقات أخوة وطيدة قائمة على روابط دينية وتاريخية، ولذلك فليس مستغرباً أن تقف المملكة حكومة وشعبا إلى جانب الباكستان في السراء والضراء، وحين تعرضت جمهورية الباكستان الشقيقة لكارثة الزلزال المدمر بقوة (7.6)، تم تأسيس حملة شعبية سعودية لمساعدة متضرري زلزال الباكستان بالأمر السامي الكريم رقم (10720) وتاريخ 7/9/1426ه، بغرض تقديم مساعدات للأشقاء في جمهورية باكستان على أثر الكارثة التي ألمت بهم جراء الزلزال، وذلك تحت إشراف مباشر من صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وإنفاذاً للأمر السامي الكريم تم افتتاح مكتب الأمانة العامة للحملة في العاصمة السعودية الرياض، كما تم افتتاح مكتب للحملة في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، يرتبط ارتباطاً مباشراً بمكتب الأمانة العامة للحملة بالرياض. أبرز الإنجازات * في الحملة السابقة، ما أبرز الإنجازات التي تحققت؟ - بعد صدور الأمر السامي الكريم بإطلاق حملة تبرعات شعبية في كل مناطق المملكة للمساهمة في إغاثة المتضررين من كارثة الزلزال في باكستان، استقبلت الحملة مجموعة كبيرة من التبرعات النقدية والعينية، وقد بلغت التبرعات النقدية حوالي (332) مليون ريال، في حين تجاوزت التبرعات العينية الألفي طن. وقد تم شحن هذه التبرعات إلى مستودعات الحملة في إسلام آباد، في حين تم بيع السيارات والمجوهرات وإيداع قيمتها في حسابات الحملة. * كيف وزعتم العمل في الحملة السابقة لمتضرري باكستان؟ - وزعنا العمل على محورين رئيسين، هما: الإغاثة العاجلة، والمشروعات التنموية وهي التي نسير عليها في حملة خادم الحرمين الشريفين لمساعدة باكستان التي تنطلق في المرحلة اللاحقة. * ماذا قدمتم في الإغاثة العاجلة؟ - لقد باشرت الحملة بتوجيه مباشر من صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على الحملة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود بتأمين حمولة طائرتين عبر الجسر الجوي الاغاثي، حيث أرسلت (140) طناً من المواد الإغاثية والمستلزمات الطبية العاجلة وتم توزيعها على المتضررين، كما تم شحن (35) طنا من التمور عبر الشحن الجوي وتوزيعها في شهر رمضان 1428ه ضمن مشروع إفطار صائم. وتعد هذه التمور هدية من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - للمتضررين من الزلزال، وهنا تناسق عجيب أن الحملتين السعوديتين الاثنتين في شهر رمضان المبارك، وهذا يساعد كثيراً على بذل الخير من الإخوة المواطنين الذين دائماً ما يسابقون إلى الخير في مواسم العطاء. فصل الشتاء * معروف أن فصل الشتاء قارس البرودة في باكستان، فكيف بمن لم يجد مأوى كيف عالجتم هذه المشكلة؟ - لا لم ننس هذه النقطة، فقد اشتمل برنامج الإغاثة العاجلة - إضافة إلى تقديم المواد الغذائية - على تقديم وسائل التدفئة والمواد الإغاثية كالبطانيات، واللحف، وأكياس النوم، والملابس، والأحذية، وقمنا بتوفير أماكن الإيواء المؤقتة كالخيام العادية والخيام المطورة، والمساعدات الطبية للمتضررين. مشروعات نوعية * ماذا قدمتم في المشروعات التنموية في أثناء الزلزال؟ - قسمت برامج المشروعات التنموية على المنازل والمدارس والمدارس الطبية، ففي مشروعات بناء المنازل قدمت اللجنة بعد التشاور مع هيئة إعادة إلإعمار والتأهيل (ERRA) منازل جاهزة سريعة التركيب تسد الفراغ بين مرحلة الخيام والمنازل الدائمة، فسارعت الحملة الشعبية السعودية لمساعدة متضرري زلزال باكستان بتزويد المتضررين بهذا النوع من المنازل في إطار مشروع متكامل. وجاء اختيار نوع معين من المنازل؛ لأنه وطبقاً لخبراء مختصين، فإن هذه المنازل الجاهزة يمكن أن تصمد أمام الزلازل في المناطق المصنفة بأنها غير صالحة للسكن أكثر من غيرها، ومن صفات هذه المنازل أنها مقاومة للزلزال ومقاومة للأحوال الجوية السائدة وغير قابلة للاشتعال مع ضمان الاستمرارية فعمرها الافتراضي لا يقل عن عشرين عاماً. وبعد المسح صدر الأمر السامي الكريم والقاضي بتخصيص مبلغ وقدره (150) مليون ريال لتأمين مساكن للمتضررين من الزلزال، ويتم تنفيذ هذا المشروع على ثلاث مراحل في كل من بلاكوت ومظفر آباد وباغ، حيث تم تحديد المواقع المناسبة لبناء المنازل من قبل مصلحة إعادة إلإعمار والتأهيل بمناطق الزلزال (ERRA) ومن ثم بناء هذه المنازل في نفس مواقع منازل المتضررين السابقة. ولم تكن المدارس الموجودة في المناطق المتضررة من الزلزال بالحالة التي تسمح لها بالصمود أمام الكوارث الطبيعية التي قد تواجهها، فمعظمها كانت مصنوعة من الطين، والخشب، فحين وقوع الزلزال لم تكن هذه المدارس قادرة على تحمل هذا النوع من الهزات فانهارت جميعها، ولذلك عند إعداد الحملة لخطتها في تنفيذ مشروع بناء المدارس راعت أن تكون هذه المدارس مصممه بشكل أكثر قوة ومتانة لمقاومة الزلازل، وملائمة للظروف المناخية السائدة في تلك المناطق، وبناءً على احتياجات المناطق المتضررة فقد سارعت الحملة إلى بناء (23) مدرسة من ألواح الصاج المعزول، و(5) مدارس بالبناء المسلح، إضافةً إلى تجهيزها بالأثاث المدرسي المتكامل. أما المشروعات الصحية، فقد صدر الأمر السامي الكريم القاضي بتخصيص مبلغ (2) مليون دولار أمريكي لدعم برامج صندوق الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف)، لإعادة بناء مرافق صحية في المناطق المتضررة، ووفقاً لذلك تم توقيع اتفاقية مع منظمة اليونيسيف لبناء ثمانية مراكز صحية أساسية مجهزة تجهيزاً كاملاً بتكلفة تقديرية (2) مليون دولار في مناطق مختلفة بإقليم كشمير الحرة، والإقليم الحدودي الشمالي الغربي لباكستان (NWFP)، وهذه الصورة الشاملة عن مشروعات الحملة الشعبية تبيان للجهد الكبير الذي قامت به حكومة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الباكستاني في محنته السابقة، وهذا ما يجعل رصيد المملكة في الحملة هذه موفوراً بحكم معرفتها التخصصية بالمناطق، إضافة إلى الفريق العامل المؤهل لتنفيذ مشروعات نوعية هناك حسب التوجيهات السامية.