رحبت الخرطوم بحذر بتعيين الرئيس باراك اوباما مبعوثاً جديداً إلى دولتي السودان وجنوب السودان، ورفضت مقترحاً من جوبا يضع منطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين تحت الوصاية الدولية حتى تحديد مستقبلها عبر استفتاء مواطنيها. وقال مسؤول سوداني رفيع ل"الحياة"أمس، إن تسمية أوباما المبعوث الجديد يعكس اهتمام واشنطن بالدولتين، لكنه لا يعبر عن تطور إيجابي في علاقات بلاده مع الإدارة الأميركية. وأوضح أن المبعوث الجديد دونالد بوث هو التاسع إلى السودان خلال العقدين الأخيرين، بينما"ظلت العلاقات بيننا تراوح مكانها وظلت العقوبات الأميركية علينا مستمرة منذ العام 1997، وكذلك اسم السودان في لائحة الدول الراعية للإرهاب"، معرباً عن أمله في أن ينجح بوث في تحقيق تقدم في علاقات البلدين، ومعالجة القضايا التي تعرقل تطبيعها والمساهمة بصورة إيجابية في تسوية النزاعات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وسمى أوباما السفير بوث الذي عمل سفيراً لواشنطن في وقت سابق لدى كل من إثيوبيا، زامبيا، وليبيريا، مبعوثاً خاصاً إلى السودان وجنوب السودان، وطبقاً لتصريح من البيت الأبيض عقب اجتماع اوباما بالمبعوث الجديد، فإن بوث يُعتبر أحد وجوه الديبلوماسية الأكثر خبرة في تعزيز السلام والرخاء في جميع أنحاء القارة الأفريقية. وقال البيت الأبيض إن بوث ينضم إلى فريق السودان وجنوب السودان في وقت حرج، ليعمل بشكل وثيق مع الاتحاد الأفريقي وشركاء واشنطن الدوليين، ووعد المبعوث الجديد بلعب دور حيوي في حث السودان وجنوب السودان لإحراز تقدم في حل القضايا العالقة، بما في ذلك وضع منطقة أبيي المتنازع عليها. وقال البيت الابيض إن المبعوث الذى يخلف سلفه بريستون ليمان سيواصل جهود الولاياتالمتحدة للضغط من أجل وضع نهاية سلمية ونهائية للنزاعات في دارفور وجنوب كردفان، والنيل الأزرق كجزء من حل شامل لحقوق الإنسان في السودان، والإنسانية، والأزمات الحكم. كما سيحث دولة جنوب السودان على الاستمرار في التركيز على حماية شعبها وتلبية احتياجاته وتحقيق تطلعاته من أجل مستقبل أكثر سلماً وازدهاراً وديمقراطية. وقال وزير الخارجية جون كيري إن هذه فترة حاسمة، حيث يمكن السودان وجنوب السودان أن تختارا السلام أو تعودا إلى الوراء، مضيفاً أنه حينما صوت الناس لاستقلال جنوب السودان، لم يصوتوا على إنشاء دولة فاشلة أو على العودة إلى عنف قديم. وأشار كيرى، إلى أن قضية السودان وجنوب السودان، تعد شخصية بالنسبة إليه ولمستشارة الرئيس للأمن القومى، سوزان رايس، التي عملت على قضايا السودان فى إدارة كلينتون وسفيرة سابقة لدى الأممالمتحدة. إلى ذلك، انتقد مسؤول التعبئة السياسية في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان شول موين، تصريحات القيادي في حكومة جنوب السودان لوكا بيونق بوضع منطقة آبيى الحدودية المتنازع عليها بين الدولتين، تحت الوصاية الدولية. وقال موين إن أبيى ليست في حاجة الى وصايا دولية، بل لتكوين جهاز تنفيذي ومجلس تشريعي وشرطة من أجل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. ورأى أن اقتراح الوسيط الأفريقي ثابو مبيكى بإجراء استفتاء لتحديد مستقبل أبيى في تشرين الأول أكتوبر المقبل غير مناسب، ودعا مجلس السلم والأمن الأفريقي، خلال اجتماعه المتوقع الشهر المقبل في شأن أبيى على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بالعمل على تشجيع الخرطوموجوبا لتشكيل مؤسسات موقتة في منطقة أبيى.